موضوع البرنامج:
ابيات للشيخ ابن العرندس الحلي في المهدي الموعود
سنة إطالة الله لأعمار الانبياء والاولياء
حوار مع الشيخ محمد سند حول معنى كشف حجاب الغيبة عن بأس المهدي
قصة العطار البصري الذي دعي للقاء ولي العصر (عليه السلام)
فيا لها حسرة لا تنقضي ابداً
حتى نرى حجة الرحمان ذا المنن
سمي خير الورى المختار من مضر
خليفة الله فينا صاحب الزمن
الآخذ الثار من أهل العناد ومفني
كل رجس خؤون غير مؤتمن
الناصر الدين والمحي معالمه
الناشر العدل في الاطراف والمدن
يزيل ما أسس الارجاس من بدع
بالأفك منهم وبالأحقاد والظغن
يا حجة الله يابن العسكري الى
متى تكابد اهل البغي والفتن
عجل وخلص محبيك الضعاف فقد
تشرد الناس عن أهل وعن وطن
وما لهم ناصر مولاي غيرك يا
محي فرائض دين الله والسنن
فخذ بنصرهم واشف الغليل وخذ
بثأر جدك يا سؤلي ومرتكني
*******
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته.
اهلاً بكم نجدد في مطلعها ترحيبنا بمشاركاتكم فيه وبمختلف أقسامها من الاقتراحات والأسئلة والآراء والمناقشات والانتقادات، اتحفونا بها عبر ارسالها الى عناوين الاذاعة البريدي وهو ۷٦٦۷/۱۹۳۹٥ أو الالكتروني وهو: [email protected].
هل ثمة فقرات اخرى ترون من المفيد اضافتها الى فقرات البرنامج وهل ثمة ملاحظات بشأن تطوير ما يعرض في فقراته الحالية، اجاباتكم اعزاءنا على هذه الأسئلة ونظائرها من العوامل التي تعيننا في مسعانا للحصول على معرفة اعمق واشمل بأمام زماننا والامل المنتظر المهدي الموعود (عجل الله فرجه).
اما في هذه الحلقة فلنا اولاً وقفة مع سنة الله في اطالة عمر بعض انبيائه واوليائه واسرار هذه السنة الربانية.
كما نستمع في هذه الحلقة لإجابة ضيف البرنامج عن سؤال بشأن معنى الدعاء بكشف حجاب الغيبة عن بأس المهدي (عجل الله فرجه) وظهور صحائف المحنة في عصره.
ولنا في فقرة الفائزين بلقاء الشمس رواية لها دلالة مهمة للغاية في الارتباط والتوجه لإمام العصر (ارواحنا فداه).
*******
بقي ان نشير الى ان الابيات التي افتتحنا بها هذا اللقاء هي للشاعر الولائي الشيخ صالح بن عبد الوهاب الحلي المعروف بابن العرندس، رضوان الله عليه، فالى الفقرة الاولى وعنوانها هو:
سنن الانبياء والمهدي الموعود
ورد - مستمعينا الافاضل- في أحاديث ونصوص قصص الانبياء عليهم السلام وفيها المروي من طرق السنة والشيعة ان من سنن الله عزوجل في انبيائه هو اطالة اعمار بعضهم خلاف المألوف وبدرجة كبيرة، وهذه السنة جرت كما هو معروف مع نبي الله نوح - على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام- وهي جارية ايضاً مع اثنين من انبياء الله واوليائه المعروفين هما الخضر والياس عليهما السلام كما عرفتنا بذلك كثير من الاحاديث الشريفة.
وهذه السنة جارية مع مولانا وامام زماننا المهدي عجل الله فرجه، بل يستفاد من بعض الاحاديث الشريفة هو ان الحكمة منه اطالة اعمار بعض الانبياء (عليهم السلام) هي التمهيد لاطالة عمر المهدي (عجل الله فرجه) بمعنى ان تكون هذه السابقة عاملاً ينفي عنهم التشكيك بحياة امام العصر المنتظر (سلام الله عليه) لمجرد ان عمره اطول من العمر المألوف، وهذه من مصاديق اتمام الحجة الالهية على العباد.
اجل - احباءنا- وهذا ما ينبهنا له مولانا الامام الصادق (عليه السلام) في حديثه المروي في كتاب كمال الدين للشيخ الصدوق (رضوان الله عليه)، فقد قال (عليه السلام) في جانب منه:
«وأما العبد الصالح الخضر (عليه السلام)، فإن الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له، ولا لكتاب ينزل عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء، ولا لامامة يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له، بلى، ان الله لما كان في سابق علمه ان يقدر من عمر القائم (عليه السلام) ما يقدر من عمر الخضر، وما قدر في ايام غيبته ما قدر، وعلم ما يكون من انكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح من غير سبب يوجب ذلك الا لعلة الاستدلال به على عمر القائم عليه السلام وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة».
وبطبيعة الحال، فان اطالة عمر الخضر (عليه السلام) مقترنة ببركات وثمار عديدة منها مثلاً ما جرى مع نبي الله موسى (عليه السلام) وتعليم الخضر له ببعض خفايا ادارة الله تبارك وتعالى لشؤون عباده، ومنها كونه اي الخضر (عليه السلام) من جنود الله عزوجل في اغاثة واعانة وقضاء حوائج المؤمنين والمستغيثين، كما تشهد لذلك كثير من الروايات المشهورة عند مختلف الفرق الاسلامية، ومنها أيضاً كونه وزيراً للامام المهدي (عجل الله فرجه) في غيبته.
الا ان جميع هذه البركات والثمار المترتبة على طول عمر هذا العبد الصالح هي فرع للحكمة الأصلية التي اشار اليها مولانا الامام الصادق (عليه السلام) في الحديث المتقدم وهي اتمام الحجة فيما يرتبط بطول عمر مولانا المهدي (سلام الله عليه)، بل وان هذه الثمار وما يقوم به الخضر (عليه السلام) من ادوار الهية تشير الى ان سنة الله تبارك وتعالى في اطالة اعمار بعض اوليائه تشتمل على حفظ قدرتهم على القيام بالمسؤوليات التي يريدها منهم الله عزوجل فيما يرتبط بتدبير شؤون عباده.
اذن فالمستفاد مما تقدم ان اطالة الله جلت قدرته لأعمار بعض اوليائه ومنهم بقيته في ارضه مولانا المهدي، تعتبر من السنن الالهية في تدبير شؤون عباده وهدايته للمجتمع البشري للوصول الى الغاية من خلقه وهذا الأصل ينطبق على جميع الأنبياء والأولياء الذين أطال الله اعمارهم.
*******
مستمعينا الافاضل، تابعوا البرنامج من خلال هذه الاتصال الهاتفي مع ضيف هذه الحلقة سماحة الشيخ محمد السند.
المحاور: سماحة الشيخ في الحلقة السابقة كان هنالك سؤال يرتبط بالموقف الغربي وقول احد الخبراء الفرنسيين فيما يرتبط بعقيدة المهدي الغائب، فيما يرتبط بهذا الموضوع ايضاً كانت قد وصلتنا رسالة من الاخت خيرية كنهور تسأل عن المقصود من عبارة «واكشف عن بأسه» اي الامام المهدي سلام الله عليه «حجاب الغيبة واظهر بظهوره صحائف المحنة» واردة هذه العبارة في الصلوات على الامام المهدي بعد زيارته، ما المقصود بهذه العبارة تسأل عنها؟ تفضلوا:
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين حجاب الغيبة عبارة عن نوع من الطوق والبرنامج والنظام الامني الذي يتقيد ويلتزم به والذي يمارسه الامام المهدي عليه السلام بغية سلامة بقاءه وسلامة اداءه للدور الالهي العظيم الذي يمارسه طيلة هذه الغيبة وغيبة الخفاء، حجاب الغيبة عبارة عن نوع من البرنامج الامني والنظام السري والخفاء الذي يزاوله ويمارسه الامام في ادواره ولا ريب ان هذا النظام سري والبرنامج الامني من الخفاء يؤكد فيه جملة من الصعوبات وجملة الحذر وجملة من العبء والثقل ولا ريب انه يختلف عن الادوار الحيوية التي يلتزم بها القائد الالهي في ظل رجب وسيع وعلى سطح المعنى، عند الظهور، لا ريب ان مراعاة مثل هذا البرنامج الاكيد الشديد التحفظ الامني والسري هو عبء ثقيل على القيادة الالهية وهو الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف.
المحاور: هنا نقول واكشف عن بأسه يعني ظهور حركة الامام سلام الله عليه عند زوال حجاب الغيب ولظهوره سلام الله عليه كان يظهر بأس الامام وقوة هذه الحركة؟ واكشف عن بأسه حجاب الغيبة؟
الشيخ محمد السند: واكشف عن بأسه حجاب الغيبة هذا البأس عبارة عن الشدة ويطلق البأس على الحرب بأعتبار انها من الشدة والمسؤولية وادارة الحدث العالمي البشري لا ريب انه عليه السلام في متن تقدير الامور وادارتها وتدبيرها ولكن في ظل خفاء الثقل والشدة تزداد اكثر ولابد التحفظ على الخفاء والستار الامني والسري وما شبه ذلك وهنا تزداد المسؤولية والكاهل يتضاعف تضاعفاً واما بالنسبة الى العبارة اللاحقة.
المحاور: واظهر بظهوره صحائف المحنة؟
الشيخ محمد السند: قد يبدو في معناها احتمالين الاول يعني انقشاع صحائف المحنة وايضاً العبء والثقل والبلاء وبمعنى انقشاعها وزوالها ويمكن احتمال آخر في انها في الرواية اظهر بظهوره اي ابدي بظهوره تقديران اخرى وملفات الهية اخرى من امتحان البشرية، صحائف المحنة دائماً الامتحان الالهي فيه من الحكم والاسرار والغايات الكمالية التي تصب في كمال وتطور البشرية وبالتالي يكون هذا «واظهر بظهوره صحائف المحنة» اي هنالك امتحانات وابتلاءات جديدة للبشر تعدهم الى كمالات ودرجات اكبر واطور.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً وشكراً لكم احباءنا الى ما تبقى من فقرات البرنامج.
*******
الا زلتم معنا ايها الأخوة والأخوات وبرنامج شمس خلف السحاب، الفقرة اللاحقة تحمل عنوان:
الفائزين بلقاء الشمس
نقل آية الله الفاضل المتعبد الشيخ النهاوندي في كتابه الموسوعي (العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان) ان رجلاً صالحاً كان يعمل عطاراً في البصرة، فجاءه ذات يوم رجلان عرف فيما بعد انهما من اصحاب المهدي الملازمين له (عليه السلام)، وقد بعثهما الى هذا العطار لكي يشتريا منه سدراً وكافوراً لتجهيز جنازة احد ملازمي الامام (عليه السلام) كان قد حل اجله.
كان هذا الرجل في شوق شديد للقاء مولاه بقية الله ارواحنا فداه، فكأنه وجد في مجيء هذه الرجلين استجابةً لدعواته الى الله عزوجل بأن يوفقه لرؤية الطلعة المهدوية الرشيدة ولعله فهم من ارسال الامام هذين الرجلين اليه بالذات لشراء السدر والكافور اذناً او دعوةً منه (عليه السلام) للفوز بلقائه، ولذلك او لغيره اصر ملحاً عليهما بأن يصطحباه معهما الى الامام فان اذن بلقائه فهو المراد والا عاد ادراجه.
وافق الرجلان على اصطحابه بعدما شاهدا منه شديد الاصرار فسار معهما الى ان وصلا الى البحر، فتوقف هو، اما هما فمشيا على الماء مثلما كانا يمشيان على اليابسة، ولما نظرا الى حيرته قالا له: لا بأس عليك، اقسم على الله بمولانا الحجة ان يحفظك وسر معنا على الماء، ففعل وسار معهما على الماء بطمأنينة.
ولكن هذه الطمأنينة لم تستمر طويلاً، اذ اخذ المطر يهطل، فداخل العطار قلق وهم وغفل عما هو سائر اليه وتذكر قطع الصابون التي كان قد اعدها ونثرها على السطح لكي تجف، فأغتم من ذلك، ومن تلف بضاعته بسبب المطر!!
وبسبب هذه الغفلة عن مراده وانشغال قلبه بقطع صابونه غارت قدما العطار في الماء، فأخذ يسبح في الماء لكي ينجو من الغرق، فقال له صاحباه: تب الى الله عزوجل مما كاد يغرقك وجدد القسم عليه بوليه لكي يحفظك.
استجاب الرجل وتاب وجدد القسم فعاد يمشي على الماء بأذن الله التواب الرحيم، ولما وصلوا الى الساحل، رأى خيمةً اخبر صاحباه بأن فيها مولاه ومراده، ثم دخل احدهما الخيمة لكي يستأذن له من الامام (عليه السلام)، فسمع العطار أمر الامام (عليه السلام) بأن يرد الى حيث كان، لأن همه لازال متعلقاً بقطع الصابون!
اجل مستمعينا الاكارم لقد فاز العطار البصري بمرتبة من مراتب لقاء الشمس المهدوية، ولكنه كان مدعواً لمرتبة اسمى صده عنها الانشغال بشأن دنيوي وهو في طريقه الى مراده، ولذلك كان عليه ان يصفي علائقه وقلبه لامام زمانه (سلام الله عليه) لكي يفوز بالمرتبة الأسمى للقائه.
بطبيعة الحال ما تقدم لا يعني الترك الظاهري لشؤون الدنيا، بل الهدف من هذا الامتحان هو ان لا يشغل اي شأن دنيوي المؤمن عن امام زمانه سلام الله عليه وعن الاستجابة لما يدعوه له، ففي ذلك حرمان كبير من اعظم البركات الالهية.
انتهى اعزاءنا الوقت المخصص لهذا اللقاء، الى لقاء مقبل ان شاء الله نستودعكم خير الحافظين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******