وسورة الممتحنة المباركة هي السورة 60 في المصحف الشريف ولها 13 آية وتقع في الجزء الثامن والعشرين من المصحف الشريف إنها سورة مدنية وترتيبها الـ91 بحسب ترتيب نزول سور القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وآله.
وسورة الممتحِنة ينطق لفظها بكسر الحاء، وقد سميت بهذا الاسم حيث إنها جاءت كامتحان لمن هاجر مع النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ من نساء من مكة إلى المدينة، لما ورد فيها من وجوب امتحان المؤمنات عند الهجرة، وعدم إرجاعهن إلى الكفار إذا ثبت إيمانهن ويأتي هذا في الآية العاشرة من تلك السورة حين قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".
وتتحدث السورة عن صداقة الكفار للمؤمنين وتمنع المؤمنين منها وتحذر من القرب من الكفار كما أنها تتضمن تعاليم حول بيعة النساء المؤمنات لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بعد أن أسلمن وغادرن مكة المكرمة وأقمن في المدينة المنورة.
وتشير السورة إلى اجتناب ابراهيم ـ عليه السلام ـ الأوثان وطلب العفو والمغفرة لأبيه كنموذج من الابتعاد عن الكفار.
وتؤكد السورة أن الكفار يبنون الصداقات مع المؤمنين لإبعادهم عن دين الله وجرهم ورائهم وتؤكد أنهم ليسوا أكفاء للصداقة حتى يؤمنوا بالله واليوم الآخر.
مقاصد سورة الممتحنة:
وقد أنزل الله سبحانه وتعالى سورة الممتحنة حاملةً في طياتها عدة مقاصد وأهداف للمسلمين، والتي منها ما يلي:
1 ـ عدم الاقتراب من الكفار والتحذير من أن يتخذ المؤمنين الكافرون أولياء.
2 ـ تقوم سورة الممتحنة بإخبار المسلمين أن الحرب والعداوة تظهر للكافرين في حالة اعتدائهم على المسلمين، أما في حالة لم يحدث القتال أو تعديات للصلح بين الطرفين لا يكون هناك داعٍ للقتال أو العداوة.
3 ـ كما تخبر سورة الممتحنة المؤمنين أن يتبرؤوا من المنافقين والكافرين.
4 ـ المؤمن يجب أن يتحلى بصفة الغيرة على دينه.
5 ـ العلم والعمل من أهم الأركان التي ترفع شأن المسلم وتعلي مراتبه.