فيما يلي نص المقابلة :
ماهي نظرة حضرتكم والشعب المغربي الشريف بصورة عامة إلى القضية الفلسطينية كأهم قضية في العالم الإسلامي والعالم العربي؟
السلام عليكم ورحمة الله ، في الحقيقة سؤالكم بديهي والجواب سيكون بديهياً أن القضية الفلسطينية موجودة لدى جميع شعوب العالم الإسلامي وحتى شعبنا، نحن مؤمن بالقضية الفلسطينية وقدم لها الكثير ولازال ولا أحد يستطيع أن يقول أنه ضد القضية الفلسطينية، قد يختلفون في طرق الحل لكن لا أحد يجرأ ويقول أن القضية الفلسطينية لا تعنيه، وهذه نقطة القوة ،فقد رأينا كيف تفاعل الجمهور العربي مع القضية الفلسطينية خلال المونديال ونحن أيضاً كشعب مغربي كيف تفاعلنا وتفاعلوا معنا، فبالتالي القضية الفلسطينية حاضرة وقوية ودائماً تكشف عن نوع من التداخل بين الشعب الفلسطيني وشعوب العالم الإسلامي.
-كيف ترون الأشخاص كالشهيد سليماني والقيادات الأخرى من المقاومة في دعم القضية الفلسطينية وماهي الأهداف التي تحققت لحد الآن وماهي الأهداف المتبقية؟
طبعاً حينما نتحدث عن المقاومة نحن نتحدث عن خيار موجود دائماً حيثما وجد الاحتلال وجدت المقاومة. والمقاومة في فلسطين لا تشكل استثناءً إنما تشكل شيئاً أصبح قاعدة أو قانوناً تاريخياً أنه حينما يحتل شعب معين فلابد أن تنطلق المقاومة.
طبعاً أنت تحدثتم عن بعض القيادات الميدانية والشهيد حاج قاسم سليماني في الحقيقة هو عاش القضية الفلسطينية ضمن خيار المقاومة ووجد في ذروة الصراع والمواجهة وقدم الكثير وكان هو الواسطة في نقل الكثير من الخبرات العسكرية الميدانية إلى داخل المناطق المحتلة، وأيضاً لعب دوراً كبيراً وصامتاً وأعتقد أنتم تسألون ماهي نتائج هذا الدور والنتائج واضحة وهي أن القضية الفلسطينية كانت على وشك أن تدخل في نفق من التصفية لهذه القضية وبدا أنه هناك تراجع وخيارات أخرى أو أنك لا تستطيع إيقاف هذا النزيف ولكن المقاومة على الأقل أوقفت الكثير من المشارع وأوقفت عملية تصفية القضية الفلسطينية وهي التي تشكل الملهب الأساسي والذي يربك كل محاولات تصفية هذه القضية ، فبالتالي هم منطقيون يقاومون ويفكرون كما الاحتلال يفكر في مزيدٍ من السيطرة هم يفكرون بمزيدٍ من التحرر وهم منسجمون مع الوعي التاريخي لكل شعبٍ يقع تحت الاحتلال.
-لماذا قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأمر باغتيال الشهيد سليماني ورفاقه وكيف ترون هذه المسألة على مستقبل محور المقاومة وتأثير شهادة الفريق سليماني ورفاقه على مستقبل المقاومة؟
السؤال في الحقيقة أنا كمتابع ومحلل أطرحه أيضاً أي فائدة أن تستهدف رجلاً قام بأدوار وأصل وأسس وترك وراءه مدرسة بمعنى هو كان يطلب الشهادة والشهادة قيمة كبيرة في العالم الإسلامي فهو كان يبحث ويرى نفسه قد طال عليه الأمد فأنت لما فعلت ذلك حولته لأيقونة للشهادة أيقونة جهادية لدى قومه وأصبح داخل في الذاكرة السياسية والدينية لوطنه باعتباره أنه قام بأدوار كبيره جداً فبالتالي هو ربح مشاعر وطنية كبيرة واهتمام كبير، إذاً ما الذي تحقق أنت تعرف أن ذهابه لن يوقف هذا المدى لأنه أصل مدرسة و القضية لا تتوقف عليه شخصياً لكنه كان في ذلك الوقت ينتظر هذا النوع من القتل لكي يحظى بالشيء الذي يطلبه ويصبح أيقونة الجهاد في هذا المجال وبالتالي قتله كان جزافياً والكثير كانوا يعارضون ترامب دولياً أن هذه الطريقة لن تنفع وسوف تدخلك في موجة من الثأر ولن توقف ما تريده ولاحظنا أنه بعد ذلك لم يتغير شيء، بالعكس ترامب خسر أشياء كثيرة وهو يقدم الآن كإنسان فاسد في المحاكم وهو في وضعية سيئة فأين هو من هذا البحر من الجماهير التي تحيي ذكرى رجل رأت أنه قدم خدمة كبيرة وتاريخية لبلده فهو حظي بوسام شهادة بالمقابل أين هو قاتله ، فعملية القتل هذه هي عملية ثأرية كانت و انتقام وليس عملية إيجابية يراد منها إيقاف أو حماية مشروع ترامب فهو مشروع فاشل وانتهى وبالمقابل قتله كان عنوان فشل.
-مؤخراً شاهدنا في كأس العالم في قطر أولاً أداء جيد ورائع لفريق كرة القدم الوطني المغربي ولكن المسألة المهمة نحن شاهدنا أن اللاعبين المغربيين والجمهور المغربي كانوا يدافعون عن قضية فلسطين ويرفعون علم فلسطين وظهر للعالم أن الشعب المغربي في طليعة ومقدمة الشعوب المدافعة عن القضية الفلسطينية فكيف ترون هذه المسألة أنت ككاتب ومحلل بارز ؟
أولاً أشكركم لأنني كنت أتابع تفاعلكم مع الفريق الذي أوصل على الأقل فلسطين إلى النصف النهائي في كأس العالم ولولا المؤامرات لفزنا بالكأس وكانت الكوفية والعلم الفلسطيني ستكون مع الكأس.
القضية الفلسطينية لدينا نحن كشعب مغربي قضية لا نقاش فيها ولا أحد يستطيع أن يقول أننا نحن غير معنين بالقضية الفلسطينية ورفع العلم الفلسطيني كان مسألة بديهية بالنسبة لفريق ينتمي للشعب وهو منه وعبر بكل بساطة عن قناعته ومن دون وجل ولا أحد رفض منهم وهذه نقطة قوة حتى أنه في المغرب حتى المسؤولين في المغرب استقبلوهم وبحسب ما تابعت في بعض وسائل الإعلام أن اسرائيل احتجت لرفع العلم الفلسطيني وباتت تحاول أن تنتقد الفريق الذي تعاطى مع هذه القضية من خلال هويته كفريق عربي مسلم أمازيغي كله عبر بكل أريحية كما كانوا يعانقون أمهاتهم ويسجدون رفعوا العلم بكل بساطة وبديهية وهذا الأمر الطبيعي ،هو الذي يؤكد بأن الشعب المغربي لايمكن أن يتخلى عن القضية الفلسطينية مهما كان الأمر نحن نعتبر أنه هناك حقوق تاريخية الشعب الفلسطيني وأنه هناك لا بد من حل ولايمكن أن يقول أحداً أنه ليس هناك مشكلة أو هناك احتلال ونحن نحترم الشعب الفلسطيني بكل ما يفعله من أجل استرداد حقه السليم ونؤيده في مساراته ومناوراته السياسية وبمقاومته المسلحة طالما هو شعب يقع تحت الاحتلال من حقه أن يفعل ذلك لأننا نحن جربنا الاحتلال ونحن أبناء المقاومين وأيضاً حاربنا الاستعمار ، فبالتالي منطقياً لا يمكننا إلا أن نؤيد الشعب الفلسطيني في كل مطالبه التاريخية المشروعة.