البث المباشر

آية الله السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم

الخميس 14 فبراير 2019 - 18:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 280

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين في خدمة اهل البيت وعلى صعيد العلم والقلم هو العالم الزاهد والتقي الورع آية الله السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم قدس الله نفسه الزكية هو عالم ومحقق وخطيب واديب وعرف بتشدده في محبة اهل البيت(ع) ونظراً لما للنجف الاشرف من دور مهم في مجال التحقيق والتأليف وبالخصوص في رد الاباطيل والاراجيف التي استمهنها المتملقون لحكام الجور تخصص المرحوم السيد عبد الرزاق المقرم في الخبرة بهؤلاء الرواة الكذابين فبذل جهداً ونشاطاً واسعاً في دراسة الكثير من الاخبار والروايات لاستنباط دقائق الاحكام وطبعاً السيد عبد الرزاق المقرم ينتهي نسبه الى السيد جعفر بن الامام الكاظم(ع) وقد ولد رحمه الله في النجف الاشرف عام 1361 هـ ونشأ نشأة علمية وكان ممن حضر دروس العظام من المدرسين في حوزة النجف الاشرف كالمرحوم آقا ضياء العراقي، المرحوم النائيني والمرحوم السيد ابو الحسن الاصفهاني والفقيه المعروف الشيخ حسين الحلي وكذلك المرحوم الشيخ جواد البلاغي صاحب الرحلة المدرسية، كما درس الفلسفة عند المرحوم الشيخ محمد حسين الاصفهاني وكانت له اليد في تحفيز المرحوم الشيخ الاصفهاني على نظم ارجوزته في اهل البيت المعروفة بالانوار القدسية ولذلك يلاحظ ان المرحوم المقرم استشهد في مقتله بالكثير من ابياتها في كتابه المشهور بمقتل الحسين(ع) للمقرم ولهذا السيد الجليل المرحوم المقرم اثنان واربعون تأليفاً طبع الكثير منها وحينما بدأ نتاجها في التأليف وصدر له اول كتاب باسم زيد الشهيد واماط اللثام عن الكثير من الشبهات التي كانت تدور حول شخصية هذا الثائر العظيم من اهل البيت والتي وقع فيها وللاسف بعض الكتاب وبعض الخطباء لما صدر هذا الكتاب صار له صداه واثره في الجو العلمي ثم الحق به كتابه الثاني في تنزيه المختار الثقفي واخذ موقعه في المكتبة الاسلامية ولوحظ من خلال هذين الكتابين ان تفاعله الشديد بثورة ابي عبدالله الحسين(ع) دفعه لان يكتب عن اهل البيت كما ان له باعاً واسعاً في نظم الشعر والرثاء والتوسل فمن ذلك قوله في آل الرسول(ع) هذه الابيات طويلة لكن التقطت منها هذه النفائس:

نحمدك اللهم يا من شرفا

هذا الوجود بالنبي المصطفى

محمد وآله الاطايب

نهج الهدى كفاية للطالب

وجاء في حديث اهل البيت

ان قال فينا واحداً من بيت

ايده الله بروح القدس

وزال عنه كل ريب ملبس

وقرأت له بيتين نظمهما في ابي الفضل العباس(ع) وكان قد قصده في حاجة متوسلاً به الى الله سبحانه وتعالى لكشف ما الم به فقال:

ابا الفضل يا نور عين الحسين

ويا كافل الضعن يوم المسير

اتعرض عني وانت الجواد

وكهف لمن بالحمى يستجير

وقد نشأ السيد عبد الرزاق المقرم دائباً مكباً على نشر مناسبات اهل البيت(ع) واقامتها والحضور فيها وربما المحاضرة بها والقاء الشعر فيها خصوصاً بالنسبة الى قصائد الرثاء كان يلقيها وصوته يتعالى بالبكاء والنحيب ولم يكتف بأقامة المجالس بل كان ينشر ذلك عن طريق المحاضرات التي يجمع فيها اهل المكاسب من اخوانه واصحابه خصوصاً في شهر رمضان المبارك، انا لا انسى ابداً وانا الفقير الى ربي السيد محمد حسن الكشميري دوره الفاعل والنشط في موكب اهالي النجف الاشرف يوم عاشوراء فكان رحمه الله يلقي المقتل الحسيني بنفسه يوم عاشوراء في الحسينية النجفية فكان يقرأ المقتل ويتحول الجمع كله الى قطعة من الصراخ والبكاء فكان يجسد يوم العاشر بما يناسبه بأظهار الجزع والحزن وكان الخطباء يتناوبون على قراءة النعي باللغة الدارجة يعني الحسجة اثناء المصارع التي يلقيها السيد المقرم فكان مثلاً‌ الخطيب المرحوم الشيخ محمد الكاشي والمرحوم الشيخ عبد علي الماجدي يتناوبان في قراءة النعي وكان لي انا ايضاً دور ومساهمة في القاء النعي خلال عرض المصائب والمصارع وطبعاً هذا في اعوام و1376 1378 هـ و1379 هـ وطبعاً لما كان يصل الى مصرع الحسين يسقط احياناً ربما يسقط السيد من بكاءه ويلطم وجهه بفقدان الوعي متفاعلاً بالمصيبة فيخرج الموكب الحسيني بشكل مهيب يتقدمه العلماء والمجموعة الاولى طبعاً السادة والثانية من غير السادة وكان المرحوم المقرم في مقدمة مجموعة السادة وكل طبعاً من اهل العلم ووجوه التجار واشراف النجف، حفاة الاقدام، حاسري الرؤوس وينتهي الموكب الى صحن الحسين(ع) ويلقي الرادود آنذاك قصيدته والكل يلطمون الصدور بما فيهم العلماء والسيد المقرم رحمه الله، اما تأليفه في طليعة مؤلفاته مقتل الحسين والمقاتل كثيرة قديماً وحديثاً لكن هذا المقتل للسيد المقرم جاء نتيجة للدوافع والحوافز من كثير من العلماء والخطباء وذلك لوضع حد للاخبار المتضاربة او التي يشك في صحتها او لا تتناسب ودور اهل البيت ناهيك بما فيها من تشويه وتمويه فأنبرى المرحوم المقرم اعلى الله مقامه لتأليف مقتل منظم محقق ومدقق كما احتوى كتابه هذا على هوامش لغوية وادبية وتاريخية مهمة مع ذكر مصادرها واسانيدها واجمالاً اقول ولا يفوتني ان اذكر ان هذا العالم الجليل السيد عبد الرزاق المقرم الموسوي رحمه الله عانى من شغف العيش وقساوة الحياة شيئاً كثيراً وسار في حياته سيرة المترفع الابي وكم رغب البه المرحوم السيد ابو الحسن الاصفهاني اعلا الله مقامه ان يكون ممثلاً عنه في احدى حواضر العراق فرفض ليكون دائماً في النجف وبجوار امير المؤمنين(ع) مكباً على العلم والتأليف واتذكره تماماً وصورته ماثلة بعيني فقد كان رحمه الله رقيق الدمعة شديد الانفعال لمصائب آل الرسول الى ان وافته المنية في السابع عشر من محرم عام 1391 هـ في النجف الاشرف وشيع تشييعاً حزيناً وكان لي شرف المشاركة في تشييعه وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً في النجف وقد رثاه بعض الخطباء والعلماء ومنهم استاذ المنبر الشيخ احمد الوائلي في قصيدة منها قال:

ايه عبد الرزاق ياالق الفكر

وروح الايمان والاخلاق

ان قبراً حللت فيه لروض

سوف تبقى به ليوم التلاق

مستبيحاً عطاء ربك ارخ

رحت عبد الرزاق للرزاق

تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة