البث المباشر

المجاهد يحيى بن يعمر العدواني

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 13:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 245

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من مشاعل الصادقين المرحوم يحيى بن يعمر العدواني وهو من مشاهير الاوفياء والمجاهدين في نصرة اهل البيت وفي نشر فضائلهم والدفاع عن مظلوميتهم واقعاً من مصاديق الصادقين المرحوم يحيى بن يعمر العدواني هو من مواليد البصرة ونشأ في خراسان يعني تثقف هناك، تثقف بثقافة اهل البيت وكان باقة نبوغات خارقة واصبح يعرف انه من كبار التابعين ومن المتبحرين بعلوم القرآن والفلك والتاريخ وكان امامياً شديداً في حبه لآل علي(ع) وكان يجاهر بذلك وذكر ابن خلكان والدميري في حياة الحيوان ان يحيى بن يعمر كان عالماً في النحو ايضاً، اخذ علم النحو من ابي الاسود الدوئلي في البصرة وحدثت لهذا البطل مأساة حادة وشديدة مع الحجاج ابن ابي يوسف الثقفي الذي كان يبطش بدماء محبي آل البيت القصة ‌كما رواها صاحب كنز الفوائد ورواها الدميري في حياة الحيوان في الجزء الاول عن الشعبي، القصة ‌كما هي: يقول الشعبي كنت بواسط - اليوم تعرف بمدينة الحي في العراق- وكان يوم عيد الاضحى فصليت صلاة العيد مع الحجاج وخطب الحجاج خطبة طويلة ثم تفرقنا واذا برسول الحجاج واقف على بيتي يدعوني اليه، يقول اشعبي فحضرت عندالحجاج وكان جالساً ولكنه في حالة استفزاز، حالة توتر ثم التفت الي وقال يا شعبي ما هذا اليوم؟ قلت يوم عيد الاضحى فتأمل ثم قال ان الناس يضحون بهذا اليوم وانا اردت ان اضحى فيه، لكن الاضحية ماهي؟ اريد ان اضحي فيه برجل من اهل العراق واحببت ان تسمع قوله ولتعلم بأني على حق ومصيب في فعلي معه، فقلت والكلام للشعبي، قلت اتريد ان تقتدي بسنة رسول الله وتضحي بما امر ويضحي وتفعل مثل فعله فقال الحجاج يا شعبي انك اذا شاهدت بنفسك الاضحية هذه ستصوب رأيي وذلك لكذبه على الله وعلى رسوله ونشر الشبهات والفتنة بين المسلمين، يقول الشعبي: ضاقت الارض بي وحاولت الافلات والاعتذار فأجبرني على المكوث عنده، واذا ارى الحجاج احضر النطع والسيف والجلاد ثم صاح احضروه، يقول الشعبي: لم اعلم من هو المستهدف واذا برجل مكبل مغلول اليدين، امعنت النظر واذا هو يحيى بن يعمر العدواني(ع) يقول الشعبي لم يمر علي غم كذلك الغم فقال له الحجاج انت تزعم انك زعيم العراق، قال يحيى لا انا فقيه من فقهاء العراق، فقال الحجاج في حالة غضب ومن اي فقه تفتري وتدعي ان الحسن والحسين هما ابنا رسول الله ومن ذرية الرسول وهما ابنان لعلي بن ابي طالب وتدعي ان القرآن ينطق بذلك فقال يحيى نعم ان القرآن ينطق بذلك، يقول الشعبي انا احفظ القرآن كلما فكرت فلم استحضر آية مثلاً تناقش هذا الامر او تناقش هذه المسألة، فأزدادت وحشتي وقلت لا حول ولا قوة الا بالله ويحيى بن يعمر مصر برأيه وهو يقول نعم انا ادعي ذلك وانا قائله بحق. 
ففكر الحجاج ملياً ثم قال انا اعلم انك تريد آية المباهلة: «فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين» وان النبي خرج للمباهلة ومعه الحسن والحسين وعلي، يقول الشعبي انا التقطت انفاسي واعتبرته نصراً ليحيى وان العقدة حلت فعلاً صاح يحيى بن يعمر انها لحجة واضحة‌ بصريح القرآن، ابناءنا من الذي يقول النبي(ص) ولم يكن معه احد سوى الحسن والحسين فهو بحكم القرآن يصف الحسنين بأنهما ابناء رسول الله لكن الحجاج عائد قال يا هذا لا اريد ذلك فأن كنت على حق فأتني بدليل من القرآن غير هذه الآية، ثم اقسم الحجاج وطبعاً المجلس يوم عيد وكان يكتض الديوان بالناس والندمان وبالقواد، اقسم الحجاج يا يحيى ان جئت بدليل من القرآن غير هذه الآية اخلي سبيلك ولك عشرة آلاف درهماً والا سوف اقطع رأسك عن بدنك، وكان الحجاج بزعمه انه يحفظ القران ولا يوجد ثمة دليل في القرآن غير هذه آية المباهلة وفعلاً حتى الشعبي يقول اخذني القلق لظني انه لا توجد آية في القرآن تعالج هذا الامر ولكن يقول انا الاحظ يحيى بن يعمر مترسل ولا يشعر يأي حرج ولا هو مضطرب فأنطلق يقرأ هذه الآية: «بسم الله الرحمن الرحيم / ومن ذريته داوود وسليمان» ثم توقف وصاح يا حجاج لمن يعود الضمير في ذريته؟ فقال الحجاج هو ابراهيم اذن بصريح القرآن ان داود و سليمان من ذرية ابراهيم قال الحجاج نعم فقرأ يحيى بقية الآية: «ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين / وزكريا ويحيى وعيسى» وتوقف فصاح يا حجاج هل كان لعيسى اب قال لا قال كيف اثبت القرآن ان عيسى من ذرية ابراهيم وهو لا اب له قال الحجاج نعم عن طريق امه مريم فصاح يحيى منتصراً فمن اقرب مريم من ابراهيم ام فاطمة الزهراء من النبي، فاصلة طويلة بين مريم وابراهيم، اما الزهراء بنت النبي مباشرة يقول لكن ببهجة الانتصار، من اقرب مريم من ابراهيم ام فاطمة الزهراء من النبي، عيسى من ابراهيم ام الحسن والحسين من النبي، الشعبي يقول نظرت للحجاج ولو كان رجل القمه حجراً كان اسهل عليه، بهذا الدليل صاعقة نزلت على رأسه ثم صارع نفسه واصفر لونه وصاح اعطوه عشرة آلاف درهماً وخلو سبيله ففكوا الأغلال عنه وأعطوه عشرة آلاف درهماً فخرج يحيى بن يعمر والحجاج يقول بصوت هادئ لا بارك الله فيها لانه خذل ولبس ثوب الفشل ثم التفت الى الحجاج وقال كنت نصحتني وكانت نصيحتك صواباً ولكنني عاندتك ثم دعا بجزور وذبحه واطعم وما تكلم بعد ذلك اليوم بكلمة الغريب. ان الدميري ينقل الحادثة لكن مع الاسف ومع مزيد الاسف يحذف كثيراً منها، توفي يحيى بن يعمر هذا البطل المجاهد عام 129 هـ نسأل الله له الرحمة والرضوان. والسلام عليه وعليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة