ووُلد فينلي بانتري بعيب خلقي في القلب ما يعني أن الشرايين الرئيسية التي تمد رئتيه وجسمه بالدم كانت في وضع خاطئ.
وفي عمر أربعة أيام فقط، خضع لأول عملية قلب مفتوح لإعادة الشرايين الرئيسية إلى وضعها الطبيعي.
ولسوء الحظ، عانى المولود من مضاعفات وتدهورت وظائف قلبه بسرعة، ما جعله عالقا في العناية المركزة لأسابيع معتمدا على الأدوية وجهاز التنفس الصناعي للحفاظ على قلبه ينبض.
ولكن بفضل طبيب واحد، يعيش الآن كطفل سعيد يبلغ من العمر عامين ويتطلع إلى عيد الميلاد مع عائلته في كورشام، ويلتشير.
وكان قد أخبر البروفيسور ماسيمو كابوتو، من معهد بريستول للقلب، والدة فينلي أنه يمكنه أن يحاول استخدام الخلايا الجذعية الرائدة لتصحيح عيب القلب.
وتضمن الإجراء خلايا جذعية من بنك المشيمة تم حقنها مباشرة في قلب فينلي على أمل أن تساعد في نمو الأوعية الدموية التالفة.
ومن اللافت للنظر أن فينلي فُطم بعد ذلك عن الأدوية والتهوية التي كان يستخدمها - وهو الآن "طفل صغير سعيد ينمو".
وقالت والدة فينلي، ميليسا هود: 'لقد فقدنا فينلي تقريبا عندما كان عمره شهرين فقط. اتصل بنا الأطباء وأخبرونا أنهم فعلوا كل ما في وسعهم. وهنا جاء ماسيمو ليوضح لنا أن هناك خيارا واحدا متبقيا هو حقن الخلايا الجذعية في الجانب الأيسر من قلب فينلي. وحذرنا من أنه لا يستطيع التنبؤ بما ستكون عليه النتيجة. لكن ليس لدينا ما نخسره على الإطلاق. كان علينا أن نحاول ونمنح فينلي كل فرصة ممكنة للعيش".
وفي غضون أسبوعين فقط من العلاج بالخلايا الجذعية، لاحظت العائلة تغييرا في فينلي، وتم إرساله إلى المنزل لأول مرة عندما كان يبلغ من العمر ستة أشهر على جهاز لا يزال يساعده على التنفس في الليل.
وقالت هود: "لا يمكننا أن نشكر ماسيمو بما فيه الكفاية. أعتقد أنه لولا العلاج بالخلايا الجذعية، لما كان فينلي هنا معنا اليوم. لا نعرف ما الذي يجلبه المستقبل، لكننا ممتنون للغاية لتغيير حياة فينلي بعد العلاج بالخلايا الجذعية حيث أن لديه الآن فرصة للعيش لم يكن ليحصل عليها بطريقة أخرى".
وتعد عيوب القلب النوع الأكثر شيوعا من الشذوذ الذي يحدث قبل ولادة الطفل، حيث يتم تشخيص حوالي 13 طفلا بحالة قلبية خلقية كل يوم في المملكة المتحدة.
وفي الوقت الحالي، بالنسبة للعديد من هؤلاء الأطفال، يمكن للجراحين إجراء جراحة القلب المفتوح لإصلاح المشكلة مؤقتا، لكن المواد المستخدمة أو صمامات القلب البديلة ليست بيولوجية تماما ولا يمكن أن تنمو مع الطفل.
وهذا يعني أن الطفل قد يضطر بالتالي إلى إجراء العملية الحرارية نفسها عدة مرات طوال فترة الطفولة، ما يبقيه في المستشفى لأسابيع في كل مرة.
وألهم علاج حقن الخلايا الجذعية الذي تلقاه فينلي البروفيسور كابوتو لتطوير "لصقات" الخلايا الجذعية التي يمكن أن تنمو مع قلب الطفل مع تقدمه في السن، ما يلغي الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة والأيام العديدة في المستشفى للتعافي بعد كل واحدة.
وحصل البروفيسور كابوتو الآن على 750 ألف جنيه إسترليني من مؤسسة القلب البريطانية بهدف تجهيز هذه الرقع للاختبار على المرضى، بحيث يمكن أن تبدأ التجارب السريرية في العامين المقبلين.
وقال: "منذ سنوات، تأتي العائلات إلينا تسأل لماذا يحتاج طفلهم إلى إجراء جراحة القلب مرارا وتكرارا.
وعلى الرغم من أن كل عملية يمكن أن تنقذ الحياة، إلا أن التجربة يمكن أن تضع قدرا لا يصدق من الضغط على الطفل ووالديه. نعتقد أن رقع الخلايا الجذعية لدينا ستكون الحل الأمثل لهذه المشاكل".
المصدر: ديلي ميل