ويصادف مساء 21 كانون الاول/ديسمبر في التقويم الايراني أطول ليلة في السنة وتسمى "ليلة يلدا" وتعد إحدى المناسبات والأعياد التاريخية التي يحتفل بها الايرانيون.
وتعتبر "ليلة يلدا" ثاني أهم مناسبة تراثية تاريخية للإيرانيين بعد أعياد النوروز، أي رأس السنة الفارسية الجديدة. فالأسر الايرانية تحتفل بهذه الليلة من خلال شراء الحلويات والمكسرات ومختلف الفواكه خاصة الرمان والبطيح وتجتمع عادة في بيت الجد والجدة وتقرأ اشعارا من الشاعر الايراني الشهير "حافظ شيرازي".
وسُجلت ليلة يلدا على أنها التراث غير المادي التاسع عشر لإيران إلى جانب أفغانستان في قائمة التراث العالمي غير المادي لمنظمة التربية والعلم والثقافة بالأمم المتحدة (اليونسكو).
ونظم مكتب الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية حفلا للتعريف بعادات وتقاليد هذه الليلة بحضور سفيرات وزوجات الدبلوماسيين لأكثر من 30 دولة.
وشاركت في هذه المراسم، ممثلون من المنظمات الدولية كمنظمة الأمم المتحدة في طهران، ومنظمة التعاون الإقتصادي (اكو)، ومنتدى رؤساء البلديات الآسيوي، وأمانة منظمة التعاون الاقتصادي، والأمانة العامة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وتطرق خلال المراسم إلي وصف الهوية الثقافية لهذ الليلة، ومكانتها وجذورها التاريخية وعند العائلات الإيرانية.
وكان عرض الملابس واللغة المحلية للقوميات الإيرانية وقراءة اشعار من كتاب "الشاهنامة" (أي سير الملوك) للشاعر الملحمي الايراني الفردوسي والتفأل بديوان الشاعر حافظ الشيرازي، من البرامج التي شهدتها المراسم ولقيت ترحيبا واسعا من قبل الضيوف.
كما عُرضت علي هامش الحفل، مائدة ليلة يلدا وورشة الخط وغيرها من رموز هذه الليلة ومنها "الكرسي" وهي مدفأة على شكل منضدة خشبية كبيرة تتسع لعدة اشخاص وتغطي عادة بلحاف ويوضع تحتها مجمر فحم يدفيء الغرفة تدريجيا وفي قديم الازمان كان يجلس اعضاء الاسرة والاقارب حولها.