البث المباشر

تفسير موجز للآيات 15 الى 23 من سورة الذاريات

الأربعاء 7 ديسمبر 2022 - 11:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 967

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين على نعمائه والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المصطفى (ص) وعلى آله الطيبين الطاهرين..

أحبتنا المستمعين الأكارم سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات.. تحية مباركة لكم أينما كنتم وأنتم تتابعون برنامجكم القرآني "نهج الحياة" عبر إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..

في هذه الحلقة من البرنامج، أيها الأكارم، سنواصل تفسير سورة الذاريات نستهلها بالإستماع الى تلاوة الآيات الخامسة عشر حتى التاسعة عشر من هذه السورة المباركة فتابعونا على بركة الله..

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{15} آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ{16} كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ{17} وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{18} وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{19}

"الهجوع" المشار اليه في الآية السابعة عشرة ،إخوتنا الأفاضل، هو بمعنى نوم الليل. وتحتمل الآية السابعة عشرة تفسيرين أحدهما، أن المتقين يقضون القسم الأكبر من ليلهم في العبادة وينامون في الجزء الآخر، والتفسير الثاني هو أن المتقين يقضون العدد الأكبر من لياليهم دون نوم يتفرغون للعبادة فيها وينامون في بعض الليالي.

ومما تعلمه إيانا هذه الآيات الشريفة، أيها الأكارم، أولاً: في الدعوة الى الله، لابد من الجمع بين الترغيب والترهيب، والتحفيز والتهديد.

ثانياً: يكرم الله المتقين بالكثير من الجنات ولا يكتفي الله بجنة واحدة لإكرامهم.

ثالثاً: ما يعطيه الله للمتقين يوم القيامة، مرتبط بشأن ربوبيته سبحانه بقوله تعالى "آخذين ما آتاهم ربهم"

رابعاً: إحياء الليل بالعبادة من علامات أهل التقوى.

خامساً: من علامات جامعية الإسلام وشموله لكل جوانب الحياة، جمع القرآن بين الإشارة الى الإستغفار وإحياء الليل، والإنفاق على الفقراء والمحتاجين.

وسادساً: لا تنافي بين التقوى والغنى، فقد يكون الإنسان تقياً وغنياً في وقت واحد. والقرآن يشير الى أن المتقين الأغنياء في أموالهم حقوق مفروضة للمحتاجين.

أما الآن إخوتنا الأكارم، ننصت واياكم خاشعين الى تلاوة الآيات العشرين حتى الثالثة والعشرين من سورة الذاريات المباركة..

وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ{20} وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ{21} وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ{22} فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ{23}

يعترف القرآن الكريم، أيها الأفاضل، بالطبيعة والآيات الإلهية التي فيها كطريق للوصول إلى اليقين؛ ولكنه يعتبر أن ذلك مشروط بالتوفر على قلب صاف مستعد.

وتشير هذه الآيات الى أن في خلق الأرض والإنسان أسرار خفية وأمور غامضة تستحق التأمل والتفكر.

ومن ذلك حجم الأرض ومساحتها وعمقها، والجبال التي فيها الأودية التي تتشكل بين الجبال وغيرها من الآيات.

وأما في الإنسان فربما كان الأمر أعظم، إذ يبدأ الإنسان مسيرته من النطفة حتى ولادته ونشأته الى مماته.

و قوله تعالى "مثل ما كـنتم تنطقون" أي كما أن نطقكم وقدرتكم على الكلام أمر قطعي ومحسوس لكم، فإن وعود الله قطعية وسوف تتحقق من دون أدنى شك أو تردد.

ومما نستقيه من هذه الآيات المباركات أولاً: التأمل في الطبيعة وآياتها من الطرق المفيدة لتقوية الإيمان وتعميق الإعتقاد بالتوحيد.

ثانياً: معرفة النفس، مقدمة لمعرفة الله تعالى.

ثالثاً: مشكلة الكفار والمشركين هي السطحية والنظر الى ظاهر الأشياء من دون التأمل في بواطنها ومحاولة النفوذ الى أعماقها، وهذا ما يأخذه الله عليهم ويؤنبهم بسببه.

رابعاً: أشكال الخير والعذاب والثواب والعقاب كلها تنزل من السماء، بقوله تعالى "وفي السماء رزقكم وما توعدون".

خامساً: تقدير رزق أهل الأرض في السماء، من مظاهر الربوبية الإلهية الكاملة المحيطة بالسماء والأرض.

سادساً وأخيراً: القدرة على النطق والكلام من المواهب الإلهية التي خص بها الله سبحانه الإنسان، وهي مهمة الى درجة أن يضرب الله بها مثلاً لصدق وعوده.

إخوة الإيمان، الى هنا نصل وإياكم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير موجز آخر من آي الذكر الحكيم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة