البث المباشر

تفسير موجز للآيات 21 الى 24 من سورة محمد (ص)

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:44 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 944

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .. أحبتنا المستمعين الأكارم سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته... تحية طيبة لكم أينما كنتم وأهلاً ومرحباً بكم وأنتم تستمعون الى هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" وتفسير موجز لآيات سورة محمد (ص) المباركة فكونوا معنا وتابعونا على بركة الله..

--فاصل—

أما الآن، أيها الأكارم، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآية الحادية والعشرين من سورة محمد (ص) ..

طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ{21}

المراد من "الطاعة" هنا أيها الكرام، هي الطاعة المطلقة في جميع الأمور، وعبارة "عزم الأمر" معناها ظهور الوضع الذي يحتاج الى عزم وإرادة قوية نافذة، وبعض المفسرين يرى أن معناها شدة الحرب ومصاعبها.

كما تشير هذه الآية الى أن بعض ضعاف الإيمان لا يكتفون بالإمتناع والتمرد على الأمر بالجهاد، بل يحاولون تبرئة أنفسهم من تهمة الخوف والجبن بالحجج والأقاويل غير المترابطة، والقرآن الكريم يذكر مجموعة من حججهم ودعاواهم في عدة آيات.

وما تعلمه إيانا هذه الآية المباركة أولاً: يجب أن يكون الحديث حول الأوامر الإلهية صحيحاً وبالطريقة المناسبة.

ثانياً: منشأ الخوف من الجهاد هو عدم الصدق في العمل.

وثالثاً: أمر الله بالجهاد يصب في مصلحة الإنسان وليس في مصلحة الله سبحانه.

--فاصل—

لنصغي الآن، عزيزي المستمع، الى تلاوة الآيتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين من سورة محمد (ص)..

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ{22} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ{23}

أيها الأفاضل، يذهب المفسرون في معنى قوله تعالى (توليتم) الى معنيين: الأول: الإعراض عن الجهاد والإنشغال بإثارة الخلافات وقطع الأرحام. والثاني: الولاية والسلطة على الناس، من أجل الإفساد في الأرض وقمع الآخرين.

وما نستقيه من هاتين الآيتين المباركتين أولاً: الإعراض عن الدين والأوامر الإلهية من المقدمات المساعدة على انتشار الفساد في الأرض.

ثانياً: عندما ينتشر الفساد في الأرض يعم كل المجالات فلا يرحم الإنسان أرحامه.

ثالثاً: عدم الإستفادة من النعم الإلهية كالحرمان منها، وأعظم الحرمان هو الحرمان المعنوي، كالحرمان من معرفة الحقيقة.

رابعاً: الإستخدام الخاطئ للنعم الإلهية من علامات البعد عن رحمة الله تعالى.

--فاصل—

أما الآن، أيها الأطائب، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآية الرابعة والعشرين من سورة محمد (ص)..

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا{24}

تشير هذه الآية المباركة، أيها الكرام، الى أن عدم تدبر القرآن هو من نتائج العمى الذي يصاب به الإنسان، إثر اللعن الإلهي.

ومما تعلمنا هذه الآية أولاً: القرآن الكريم ليس كتاب قراءة وتلاوة فحسب، بل هو كتاب تأمل وتدبر، والقراءة مقدمة للتدبر.

ثانياً: من الشروط الأساس لفهم القرآن والنفوذ إلى عمق معانيه إنشراح الصدر وسلامة القلب.

ثالثاً: القلب هو من طرق المعرفة ووسائلها.

ورابعاً: تدبر القرآن الكريم من علامات سلامة العقل والقلب.

إلى هنا، إخوتنا الأفاضل، وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير ميسر من آي الذكر الحكيم، تقبلوا تحياتنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. شكراً لحسن إصغائكم وفي أمان الله وحفظه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة