البث المباشر

تداعيات الحرب مع إيران في كيان الاحتلال

الثلاثاء 29 يوليو 2025 - 22:38 بتوقيت طهران
تداعيات الحرب مع إيران في كيان الاحتلال

تشير التقارير المنشورة وتحليلات الخبراء إلى أن أكبر هزيمة لإسرائيل بعد الحرب الأخيرة مع ايران، بالإضافة إلى الهزيمة العسكرية والدبلوماسية على الساحة العالمية، هي انهيار التماسك الداخلي، وفقدان الثقة في الحكومة، والاضطراب السياسي داخل الأراضي المحتلة.

الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً بين إيران والكيان الصهيوني لم تشهد فقط أبعادًا عسكرية وأمنية غير مسبوقة، بل أثارت أيضًا تساؤلات عميقة حول تماسك الحكومة، وشعبية حكومة نتنياهو، والانقسامات الاجتماعية داخل الأراضي المحتلة.

فبعد وقت قصير من انتهاء الحرب وانهيار هيبة القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي، شهد المجتمع السياسي والرأي العام للصهاينة المقيمين في الأراضي المحتلة تحولات كبيرة.

وتظهر أحدث استطلاعات الرأي والتقارير الإعلامية الإسرائيلية الموثوقة بوضوح أن حكومة نتنياهو لم تعد تتمتع بالنفوذ والدعم السابقين، وأن زلزالًا قد حدث في السياسة الداخلية لهذا الكيان. هذه الأزمة جذورها تعود إلى انهيار التماسك الداخلي في الأراضي المحتلة وفقدان ثقة الصهاينة في حكم نتنياهو.

 

زيادة شعبية نفتالي بينيت .. مشكلة جديدة لنتنياهو

بعد انتهاء حرب الـ12 يوما ومظاهر ضعف أداء حكومة نتنياهو، زادت شعبية "نفتالي بينيت"، رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب "يمينا" اليميني، بشكل ملحوظ. ووفقًا لاستطلاع حديث أجرته القناة 11 الإسرائيلية، تضاعفت شعبية بينيت مقارنة بالشهر الماضي، حيث يعتبره 37% من الناخبين الآن مرشحًا مناسبًا لمنصب رئيس الوزراء.

في هذا السياق، كتبت صحيفة "هآرتس" الصهيونية : "الأزمة الأخيرة قدمت بينيت كشخصية موثوقة وبديل جاد للقيادة في المستقبل."

وأضافت الصحيفة: "عدد كبير من المواطنين [المستوطنين في الأراضي المحتلة] سئموا من الإدارة الحالية للحكومة ويميلون نحو سياسيين مثل بينيت."

 

تبادل المقاعد في الكنيست .. الليكود في الأقلية، والمعارضة في الأغلبية

حسب أحدث التقديرات بناءً على بيانات "Panels Politics" من القناة 12 الإسرائيلية، فإن حزب الليكود والأحزاب المتحالفة معه يسيطرون فقط على 43 مقعدًا في الكنيست. في المقابل، فإن أحزاب المعارضة - بما في ذلك حزب الوحدة الوطنية، ويمينا، و"هناك مستقبل"، وأنصار الوسط واليسار - حصلت على 61 مقعدًا. هذا التشكيل البرلماني يعني أن تحالف المعارضة قادر على تشكيل حكومة أغلبية حتى بدون دعم القوى العربية.

في هذا الصدد، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية: "نتنياهو يواجه تحديات البقاء السياسي بينما تخلى عنه أغلبية البرلمان."

كما كتب موقع "أكسيوس" في تقرير: "التوازن السياسي تغير بسرعة، وفي حالة انهيار الحكومة الحالية، فإن انتقال السلطة إلى المعارضة شبه مؤكد."

إن عدم المرونة في سياسات نتنياهو وعجز الحكومة عن الاستجابة للأزمة وتداعيات الحرب جعل تحالفه أكثر هشاشة من أي وقت مضى. من ناحية، هدد اليمينيون المتطرفون بالانسحاب في حالة وقف إطلاق النار، مما أخل بالتوازن؛ ومن ناحية أخرى، هناك بدائل سياسية جاهزة لتشكيل الحكومة.

في هذا السياق، كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست": "أصبحت حكومة نتنياهو مثل بيت من الرمال، من الممكن أن ينهار في أي لحظة."

كما كتبت صحيفة "معاريف" في تقرير: "قادة المعارضة مستعدون لتولي السلطة في غضون أيام قليلة؛ كل ما يحتاجونه هو انهيار الحكومة."

 

الخلافات الداخلية.. سيف فوق رأس حكومة نتنياهو

تعتبر الأحزاب اليمينية المتطرفة الداعم الرئيسي لبقاء تحالف نتنياهو، لكن بعد الإخفاقات الأخيرة، أعلنت هذه المجموعات صراحة أنها ستنسحب من الحكومة في حالة توقيع أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. هذا التهديد يُعد العامل الأكبر لعدم استقرار الحكومة وغياب القدرة على المناورة الدبلوماسية.

وفي هذا الصدد، كتبت "هآرتس": "التحالف القائم على التطرف كشف هشاشة الحكومة وعجزها أكثر مما عززها."كما كتبت "تايمز أوف إسرائيل": "مستقبل الحكومة رهين بأقلية سياسية متطرفة؛ لا توجد أي خطة لاستعادة ثقة الجمهور."

أما "نيويورك تايمز" فقد ذكرت في تقرير حديث لها، مشيرة إلى الآثار النفسية لحرب الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل: "الهزيمة الأكبر في الحرب الأخيرة لم تكن في ساحات القتال، بل في بيوت الإسرائيليين وعقولهم."

وكتب "أكسيوس": "الفجوة التاريخية بين الشعب والحكومة الإسرائيلية أصبحت الآن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى."

انعدام الثقة العامة في الحكومة والجيش وحتى أجهزة الاستخبارات داخل الأراضي المحتلة هو أحد أهم نتائج حرب الـ12 يوماً الأخيرة.

فوفقًا لاستطلاع أجراه "معهد إسرائيل للديمقراطية" في يوليو 2025، فإن 22% فقط من الناس قالوا إنهم يثقون في سلامة الهيكل الديمقراطي ومستقبل الحكومة (مقارنة بـ39% في أبريل 2025).

وكتبت "فرانس 24" مشيرة إلى الهوة العميقة بين سكان الأراضي المحتلة والحكومة: "هيكل الحكم في إسرائيل يواجه أزمة ثقة عامة ستستمر عواقبها لسنوات."

ودعا قادة المعارضة مثل "يائير لابيد" و"غادي آيزنكوت" و"بني غانتس" و"نفتالي بينت" إلى إجراء انتخابات فورية، مؤكدين أن الحكومة الحالية لا تملك القدرة على استعادة ثقة الشعب.

في هذا السياق، قال "نفتالي بينت" في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية: "إسرائيل بحاجة إلى حكومة إنقاذ وطني؛ لقد حان وقت التغيير."

وكتب "بني غانتس" على حسابه الشخصي في منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "يجب أن تكون الحكومة مسؤولة أمام الشعب، وليست رهينة للمتطرفين."

 

تدهور صورة الكيان الصهيوني في الإعلام الغربي

كثير من الخبراء الغربيين، واستنادًا إلى الفوضى الداخلية في إسرائيل، يتحدثون عن "بداية نهاية عصر نتنياهو" و"انقسام غير مسبوق في الأراضي المحتلة."

في هذا الإطار، كتبت "الغارديان": "الخطر الحقيقي على إسرائيل هو التعب والسأم في الجبهة الداخلية، وليس التهديدات الخارجية."

وتظهر التقارير المنشورة وآراء المحللين أن أكبر هزيمة لإسرائيل بعد الحرب الأخيرة، بالإضافة إلى الهزيمة العسكرية والدبلوماسية عالميًا، هي انهيار التماسك الداخلي، وفقدان الثقة في الحكومة، والاضطراب السياسي داخل الأراضي المحتلة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة