وفيما يلي نص البيان.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
صلَّى الله عليك يا أبا عبد الله الحُسين ابن عليّ سبط رسول الله (صلَّى الله عليه وآله).
عاشوراء تلوحُ في الأفق، وتلوح معها راياتُ الصُّمود والإباء والعِزَّة والكرامةِ والفِداء للدِّين وطريق الإيمان والتَّوحيد، دين النَّبي خاتم النَّبيِّين، ورسالة الإسلام والتَّسليم الواعي المبرهن عليه بالعقل القاطع والحجَّة الدَّامغة، الذي به حياة البشرية وسعادتها في الدُّنيا والآخرة.
دينُ النَّبي كما جاء به النَّبي (صلَّى الله عليه وآله) خالصًا نقيًّا، الدِّينُ الذي تحتاجه الأمَّة ويحتاجه العالم بالأمس واليوم والغد، منهج حياة العدل والقسط والخلق العظيم والفِطرة القويمة التي تنهض بحياة البشر مِن حضيض الحيوانيَّة والتَّسافل إلى علياء السَّماء والكمال والبهاء.
مِن هنا كانت كربلاء التي مضت على دين النَّبي (صلَّى الله عليه وآله) العطاء للأمَّة والعالم، وكانت عاشوراء الفداء للدِّين والإنسان، ومِن هنا وإلى هنا كان الحسين (عليه السَّلام) منطلقًا ومنهجًا وهدفًا، مِنَ الدِّين لا ينفك عنه، ولا يُفارقه الدِّين.
ومضى شهيد كربلاء العظيم على الدِّين حتَّى آخر نفسٍ من أنفاسِه الزَّاكية وآخر قطرة دم على طريق الشَّهادة، لا ينثني ولا يحيد، ولا يلين ولا يستكين، ولا يعطي بيده إعطاء الذَّليل، وهو يسير في حملتِه الأخيرة على أعداء الدِّين والإنسانية، مرتجزًا بشعار اللَّحظات الحاسمة والفصل الأخير، ليعلن الخاتمة المتصلة بالبداية والمستمرَّة للنِّهاية، قائلًا صلوات الله عليه: "أمضي على دين النَّبي".
ونحن اليوم في البحرين نرفع هذا الشِّعار: شعار الحسين عليه السَّلام في حملتِه الأخيرة؛ لنؤكِّد نفس المنطلق والهدف والنهج الخالد، والخارق لكلِّ الحدود والسُّدود، لنقف وقفة نجدِّد بها البيعة، ونركِّز بها كلمة الصُّمود والثَّبات الحُسيني الأبدي، ليكون شعار عاشوراء لهذا العام: "أمضي على دين النَّبي"
شعارٌ يهدف فيما يهدف إليه:
- ترسيخ محورية الدِّين منهجًا وقيادةً لحراك الإصلاح في الأمَّة.
- التَّزود من شريان الصُّمود والثَّبات الحُسيني لتعزيز قدرات الأمَّة أمام محاولات التيئيس والتثبيط عن المضي في طلب الحقِّ والعدل والعزَّة والكرامة للِّدين والإنسان والأوطان.
- تأكيد الاعتزاز بالانتماء الدِّيني، وترسيخه فكرًا وشعورًا وعملًا وممارسة.
- تركيز الإلتفاف بالإسلام كأساس للوحدة والجهاد والمقاومة ضدَّ أعداء الدِّين والإنسانية.
- مجابهة الأفكار والبدع والشُّبهات المناهضة للدِّين والعقيدة، وتحصين المجتمع أمام محاولات الإختراق الفكري.
- مجابهة موجات الإنحراف الثَّقافي والشُّذوذ الخلقي عن دين الفطرة السَّليمة.
وختامًا، ندعو جميع الحسينيين للمضي قدمًا بكلِّ ما يمتلكون من كلمة، وقلم، وموقف، وعمل، وشعر، وفن، وصورة، وصوت؛ لنتعاون جميعًا على ترجمة كلمة سيِّد الشُّهداء صلوات الله عليه، وتحريكها على أرض الواقع، وإيصال دلالاتها ورسائلها لكلِّ الأمَّة، بل لكلِّ العالم المتعطِّش للحقيقة وللحياة الحقيقية.
وَأَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا وَاُجُورَكُم
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
علماء البحرين
٢١ ذو القعدة ١٤٤٣هـ
٢١ يونيو ٢٠٢٢م