وخلال مراسم جرت يوم السبت تم تسليم ناقلة النفط الثانية من طراز "افراماكس" المصنعة من قبل شركة الصناعات البحرية الايرانية "صدرا" بحضور الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو حيث تم التوقيع على وثائق تسليم الناقلة بين مسؤولي شركة "صدرا" والجانب الفنزويلي.
ويعود تاريخ صنع ناقلة "افراماكس" الى العام 2007 حيث تم حينها توقيع عقد بين الحكومتين الايرانية والفنزويلية لصنع 4 ناقلات نفط بطاقة استيعابية تبلغ 94 الف طن لكل منها وفي مرحلة لاحقة وبناء على طلب الجانب الفنزويلي فقد تم تغيير الطاقة الاستيعابية الى 113 الف طن وبالتالي جرت تعديلات في حجم وخصائص الناقلة وتم بعد عام إعداد المشروع النهائي لصنع 4 ناقلات "افراماكس" للنفط.
وفي العام 2009 تم بدء صناعة أول ناقلة من ناقلات النفط الاربعة بالخصائص التالية: الطول 250 م، العرض 44 م، الارتفاع 21 م، طاقة الاستيعاب 113 الف طن ما يعادل 800 الف برميل، قدرة المحرك 21 الف كيلوواط، عدد المولدات 3، طاقة كل مولد 900 كيلو واط، السرعة 15 عقدة بحرية.
وتبلغ مساحة سطح الناقلة العملاقة هذه 2.5 ضعف ساحة كرة قدم وتم نصب أجهزة مختلفة متعلقة بعمليات الشحن والتفريغ للنفط بزنة 3 آلاف و660 طنا من ضمنها مرجلان لتوفير البخار اللازم لتشغيل مضخات نقل النفط. ومن النقاط اللافتة الاخرى في صنع الناقلة يمكن الاشارة الى حجم العمل الفني المستخدم خلال عملية التصنيع ومنها 328 كم لحام و 56 كم انابيب و 125 كم كيبلات.
ولكل ناقلة من ناقلات النفط "افراماكس" طاقم عدده 36 شخصا وهم قائد الناقلة والضباط والتقنيون والملاحون.
وتم الانتهاء من صنع أول ناقلة من هذه الناقلات في العام 2012 وتم تسليمها لفنزويلا الا ان صنع الناقلة تأخر حيث استغرق 10 أعوام وتم تسليمها أول أمس السبت.
ووفقا لما صرح به الرئيس الفنزويلي سيتم تسليم الناقلة الثالثة في العام القادم 2023 والناقلة الرابعة في العام 2024 حيث تنتهي حينها هذه الصفقة بعد 15 عاما على إبرامها.
ولا بد من القول بان صنع ناقلات النفط العملاقة هذه من فئة "افراماكس" قد جعلت ايران ضمن الدول الكبيرة المصنعة للسفن في العالم، وفي الواقع فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمكنت في اولى محاولاتها لصناعة السفن العملاقة من إثبات قدراتها الفنية والهندسية وكسب رضا الزبائن الأجانب لتصدير الخدمات الفنية والهندسية اليهم وتوفير المزيد من فرص العمل في الداخل وفيما لو استمرت هذه الوتيرة في الاعوام القادمة وتمكنت عبر أداء مناسب من استقطاب المزيد من الزبائن فمن شأن ذلك أن يؤدي الى نهوض مستوى ايران في مجال صناعة السفن في العالم.