وأوضح شمخاني في مقابلة نشرتها مجلة دراسات السياسة الخارجية الايرانية، التطورات على صعيد السياسة الخارجية والقضايا الراهنة في غرب آسيا.
واكد امين المجلس الاعلى للامن القومي ان ايران لن تكون البادئة في نقض الاتفاق النووي، وقال: إذا كانت أوروبا مترددة في دفع تكاليف المحافظة على الاتفاق النووي، يجب أن تعرف أننا لن ننتظرهم أيضا.
وانتقد شمخاني انسحاب اميركا من الاتفاق النووي، معربا عن اعتقاده بان خروج اميركا من الاتفاق النووي أدى الى تطورات جديدة.
واضاف شمخاني ان ترامب يتصور ان بامكانه من خلال ممارسة الضغوط الاقتصادية فرض مطالبه غير العقلانية و السلطوية على الشعب الايراني، مضيفا: ان اميركا ليست قادرة في هذه الفترة حتى على ارغام الدول المهمة في العالم على فرض حظر على الجمهورية الاسلامية.
وتابع قائلا: ان الشعب الايراني استطاع بوعيه إحباط جميع العراقيل التي وضعها البيت الأبيض على مدى الأربعين عاما الماضية، وفي هذه المرحلة ايضا سوف يفشل المؤامرة الأميركية بالاعتماد على قدراته الداخلية.
واعتبر شمخاني، أن نمط السلوك الأميركي في الدعم اللامنطقي لتل أبيب ينجم عن مخاوف البيت الأبيض الأمنية حول مستقبل الكيان الصهيوني، وقال: ان الأحداث الجارية في غرب آسيا تشير الى أن الأزمات الأمنية التي يواجهها الكيان الصهيوني تتزايد.
واوضح شمخاني، ان المقاومة الفلسطينية التي اصبحت اكثر قوة من الناحية العسكرية والقدرة الصاروخية من أي وقت مضى، قادرة على القيام بدور مؤثر والدفاع عن القضية الفلسطنية، وقال: ان الكيان الصهيوني غير قادر على إخفاء ضعفه وقلقه في مواجهة صواريخ المقاومة.
واكد امين المجلس الاعلى للامن القومي، ان السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية مبنية على اقامة علاقات حسنة مع جميع الدول، والتعاطي البناء مع المنظمات الدولية بما فيها الامم المتحدة.
واوضح شمخاني ان التعاطي البناء الذي تعتمده ايران ساهم الى حد كبير في تعديل سياسات دول المنطقة تجاه الجمهورية الاسلامية، وعززت مكانة ايران في المنطقة.
ولفت شمخاني الى أهمية التعاطي البناء مع دول الجوار، مشددا على أن الحوار مع الجيران يمكن أن يكون أفضل خيار للتغلب على التحديات الأمنية في المنطقة.
واكد امين المجلس الاعلى للامن القومي على النوايا الحسنة للجمهورية الاسلامية الايرانية في صداقتها مع دول الجوار، وعدم سعيها للنفوذ في الدول الأخرى.
وفي جانب آخر من حديثه رأى شمخاني ان سلوك السعودية في المعادلات الاقليمية ناتجة عن الضعف الداخلي والاخفاقات الخارجية، فهم اي السعوديون ينفقون ثرواتهم في تقوية التحالف مع اميركا والكيان الصهيوني، ويهاجمون اضعف دولة عربية بأسلحة غربية.
واضاف: ان السعوديين اعتقدوا ان نيل رضا الكيان الصهيوني سيضمن لهم مزيدا من الدعم الاميركي، لذلك اعطوا الضوء الاخضر لصفقة القرن، وسعوا الى الحصول على تأييد بقية الدول العربية، واجمالا فان دور السعودية كان غير بناء في المعادلات الاقليمية، وبسبب عدم وجود قاعدة مؤثرة لها بين شعوب المنطقة والمنظمات القانونية وحتى بين الحلفاء الغربيين، فان هذا البلد لا يملك القدرة على التأثير في التطورات الإستراتيجية في المنطقة ولا يمكنه ادارة التوازن في المنطقة من خلال حركته باتجاه مطالب الغرب والكيان الصهيوني.
واضاف شمخاني: في الحرب التي شنتها السعودية ضد اليمن، انضمت دولة واحدة فقط هي الامارات الى التحالف الكبير الذي اعلنوا عنه، وبطبيعة الحال، فان الامارات أيضا في منافسة مع السعودية، وبقية الدول العربية ابتعدت تدريجيا عن السعودية، وعمليا لم يشاركوا في العمليات الحربية.
واردف قائلا: كل هذا هو نتيجة النهج الخاطئ للحكومة السعودية في الابتعاد عن دول المنطقة والتقارب مع الكيان الصهيوني اللاشرعي، فالاستراتيجية الخاطئة تسبب الأخطاء، وقد أحدث هذا الوضع تغييرا في ميزان القوى في المنطقة، حيث تحاول الدول المستقلة عن السياسات السعودية، مثل قطر، تبني مقاربات مستقلة سوف تترك نتائجها مستقبلا على الترتيبات السياسية والأمنية في المنطقة.