وذلك بعد أن لفظ الكثير منه أنفاسه الأخيرة واقترب من الزوال، نتيجة عدم الاهتمام به على الرغم من أنّه يعمل على تحسين بيئة المدينة، والتقليل من آثار عوامل التعرية للتربة كالعواصف وغيرها، والمساهمة في القضاء على ظاهرة التصحّر.
وقال مديرُ المشروع الأستاذ ناصر حسين متعب، إنّ "العتبة العبّاسية المقدّسة وضعت خطّةً مدروسةً مبنيّة على أُسسٍ علميّة دقيقة ورصينة، جميعها تصبّ في إعادة الحياة لهذا الحزام وذلك لأهمّيته، وقد انتهينا من مراحل هامّة فيه كان أبرزها إعادة صيانة وتشغيل مضخّات المياه البالغ عددها (49) مضخّةً، كلّ مضخّةٍ تعمل على سقي مقطعٍ من الحزام وتأهيل آبار السقي الارتوازيّة، إضافةً إلى ذلك قمنا بتعويض هلاك الأشجار المزروعة فضلاً عن تنظيم عمليّات سقيها واستحداث آليّات التسميد والإدامة والتشذيب، وغيرها من الأمور الهامّة التي تحتاجها أرضُ الحزام وأشجاره".
وأضاف "يبلغ طول الحزام الأخضر الجنوبيّ الذي يُعدّ أحد أهمّ الأحزمة الخضراء في المحافظة، (27 كلم) وعرضه (100 متر)، وإنّ الخطّة التي اتّبعناها كانت على مراحل، وقد أنهينا قسماً منها والعمل جارٍ على إتمام ما تبقّى، ليؤدّي المشروع الأهداف المرجوّة منه وأهمّها الجدوى الاقتصاديّة والبيئيّة والجدوى الاجتماعيّة كمتنفّسٍ للعوائل الكربلائيّة، وهذا ما نعمل عليه جاهدين لكون أنّ المساحة كبيرة ونسبة الضرر فيها عالية، لكن ملاكات المشروع بدعمٍ من قِبل سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة لم تدّخر جهداً في سبيل إنجازه، وجعله في حلّةٍ ملائمة على أتمّ وجهٍ وبأبهى صورة".
وبيّن متعب أنّ "الحزام مزروع بعدّة أنواع من الأشجار على شكل خطوطٍ مستقيمة ضمن مساحته البالغة (2.700.000) مترٍ مربّع، منها أشجار النخيل والزيتون والكالبتوز وأشجار زهريّة دائمة الخضرة".
يُذكر أنّ مشروع إعادة تأهيل وإدارة مشروع الحزام الأخضر الجنوبيّ الذي تكفّلت به العتبةُ العبّاسية المقدّسة، يُعدّ جزءاً من برامجها وأنشطتها وفعّالياتها الداعمة للمحافظة وساكنيها، ويُعدّ كذلك من مشاريعها الاستراتيجيّة التي لم تدّخر جهداً في سبيل إحيائه، نظراً لأهمّيته والخدمات التي يقدّمها.