وجاءت تصريح زاخاروفا بعدما أصدرت محكمة "ويستمنستر" الابتدائية في لندن، في وقتٍ سابق اليوم، حكماً يقضي بترحيل مؤسس شركة "ويكيليكس" جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة.
واعتبرت زاخاروفا أنّ "محكمة وستمنستر أدت المشهد الأخير من مهزلة بعنوان العدالة البريطانية"، مشيرةً إلى أنّ كل شيء تم "من تحت الطاولة" في الوقت الذي تتجه أنظار العالم إلى أوكرانيا.
وأضافت: "في أسوأ التقاليد الإنكليزية، تم كل شيء في الوقت المحدد من تحت الطاولة عندما تم توجيه المجتمع الدولي بالكامل بواسطة وسائل الإعلام الغربية إلى واقع مختلف".
وأوضحت زاخاروفا أنّه "في ذلك الوضع ممكن القيام بكل شيء، حتى تسليم أسانج للولايات المتحدة، على الرغم من مطالب نشطاء حقوق الإنسان، لكن الهدف بالنسبة إلى المجتمع الغربي يبرر الأساليب".
الى ذلك قال رئيس تحرير موقع "ويكيليكس"، كريستين هرافنسون، إن "محكمة لندن وقعت على أمر بإعدام مؤسس الموقع، جوليان أسانج، بإصدارها مذكرة بتسليمه إلى الولايات المتحدة".
وأوضح هرافنسون للصحفيين، عقب جلسة المحكمة قائلاً: "قبل ستة عشر شهراً، قررت هذه المحكمة أن تسليم أسانج سيعرض حياته للخطر، وسيكون بمثابة عقوبة الإعدام. الآن قررت هذه المحكمة إصدار حكم الإعدام هذا. هذا ما حدث هنا اليوم".
وأكد أن حياة أسانج أصبحت الآن في أيدي وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، مشيراً إلى أن "لديهما سلطة لوقف هذا وإنقاذ حياة شخص ووقف هذا الاعتداء على حرية الصحافة".
وقبل أسابيع، حدّدت محكمة لندن يوم 20 نيسان/ أبريل للحكم بتسليم أسانج إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد اتهامه بـ"التآمر لاختراق حواسيب خاصة بوزارة الدفاع الأميركية" (حسب المحكمة).
ورفضت المحكمة البريطانية العليا في وقتٍ سابق النظر في طلبٍ تقدَّم به أسانج، بعدم تسليمه إلى الولايات المتحدة، التي تريد محاكمته بـ"تهمة تسريب وثائق".
وأواخر العام الماضي، وافقت بريطانيا على طلب الولايات المتحدة استرداد أسانج، وذلك بعد أن وافقت محكمة لندن العليا على الطعن الذي تقدمت به واشنطن ضد قرار عدم تسليمه من بريطانيا، لمحاكمته في الولايات المتحدة الأميركية.
وقبل أن يتمَّ تسليمه، أكّد محامو الدفاع عن أسانج، أنَّه "قد يُنهي حياته في حال سُلِّم إلى الولايات المتحدة". يُذكر أنَّ أسانج يواجه حُكماً بالسَّجن قد تصل مدته إلى 175 عاماً.
وأسانج محتجَز حالياً في سجن بيلمارش جنوبي شرقي لندن، بحيث ندّد مقرّر الأمم المتحدة بشأن التعذيب، نيلز ميلزر، بظروف اعتقاله، منتقداً "وضعاً غير إنساني يعرّض حياته للخطر".
ونُقل مؤسس "ويكيليكس" إلى هذا السجن، الخاضع لحراسة أمنية مشدَّدة، فور إخراجه في نيسان/ أبريل 2019 من سفارة الإكوادور في لندن، إلى حيث لجأ قبل سبع سنوات من ذلك، متنكّراً في ملابس مسلّم بضائع.