وبعد مضي سنوات قليلة نرى بأن الاميركيين والصهاينة وأخيرا الفرنسيين "يهبون" هبة واحدة لتقديم المساعدة الامنية والعسكرية للامارات وكأن الحليب السعودي كان طيب المذاق والآن يروق للجميع ان يتذوقوا الدولارات والارصدة الاماراتية ايضا تحت ذريعة تقديم الدعم أمام الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية.
ومن يضمن للامارات جلب الامن والأمان اليها أمام الضربات الانتقامية لليمانيين وهل السعودية أصبحت في أمن وأمان وبمنأى عن الرد اليماني بعد وهب التريليونات من الارصدة السعودية لادارة ترامب؟
بعد الأعاصير اليمنية الأخيرة التي ضربت العمق الاماراتي قامت أميركا والكيان الصهيوني بالاعلان عن تزويدهم الامارات بأنظمة الاشعار السريع والتي تشمل الرادارات، كما اعلنت اميركا ايضا عن قيامها بحماية الاجواء الاماراتية عبر ارسال طائرات مقاتلة حديثة.
ومن بعيد جاءت فرنسا راكضة ايضا، حيث اعلن وزيرة دفاعها "فلورنس بارلي" في تغريدة على التويتر يوم الجمعة "ان باريس ستساعد الامارات لحفظ أجوائها التي تتعرض لهجمات حركة أنصار الله".
واضافت وزيرة الدفاع الفرنسية: ان الامارات قد تعرضت لهجمات خطيرة في شهر يناير وان فرنسا ومن اجل ابداء تضامنها مع هذا البلد الصديق قد اتخذت قرارا بتقديم دعم عسكري وخاصة لحفظ أمن الاجواء الاماراتية، حسب تعبيره.
ولم تشر الوزيرة الفرنسية الى سفك دماء الآلاف من ابناء الشعب اليمني قرابة 7 اعوام مضت وكأن العربي الغني بالدولارات هو المهم للمشاعر الانسانية الفرنسية والعربي الفقير لا يحرك المشاعر الانسانية حتى لو اريق دمه.
كما لم تشر الوزيرة الفرنسية هل ان ابداء الدعم هذا جاء بطلب اماراتي ام ان فرنسا هي التي قررت من تلقاء نفسها المشاركة في دعم الامارات لكي لا تتأخر عن مائدة الدولارات التي ستتوزع بالمليارات على أمل جلب الأمن لحكام الامارات.
وكان موقع "آكسيوس" الاخباري ايضا قد اورد بأن وفدا من وزارة الحرب الصهيونية وصل الى أبوظبي مؤخرا للتشاور بشان الهجمات الانتقامية للجيش اليمني.
وكتب الموقع نقلا عن مسؤولين صهاينة بأن عددا من المسؤولين العسكريين الصهاينة وصلوا الامارات خلال الاسبوع الماضي لتقديم الدعم العسكري والامني للامارات، مضيفا بأن مثل هذا التعاون بين الجانبين "موجودة منذ قرابة عقدين".
واضاف الموقع الاميركي ان الامارات طلبت من تل أبيب دعما في مجال الدفاع الصاروخي والتصدي للطائرات المسيرة وان الصهاينة سيدرسون قريبا طلب المساعدة الاماراتية وانهم ينوون تقديم المساعدة قدر الامكان لكنهم لا يعتزمون تزويد الامارات بـ"تقنياتهم الحساسة".
وكانت القناة 13 في التلفزيون الصهيوني قد اعلنت مؤخرا ان تل أبيب تنوي تزويد الامارات بانظمة الاشعار السريع لرصد الصواريخ اليمنية، مضيفة بأن هدف تل أبيب من تزويد الامارت بمثل هذه الانظمة هو "انشاء منظومة دفاع اقليمية تستطيع تل أبيب الاستفادة منها مستقبلا".
وسائل الاعلام الصهيونية قالت في تقاريرها ان تل ابيب قد وافقت على بيع الامارت نظام "القبة الحديدية" وان هذه الموافقة السريعة جاءت بعد الزيارة الاخيرة لرئيس كيان الاحتلال "اسحاق هرتزوغ" الى الامارات.
ولم تشر وسائل الاعلام الصهيونية الى فشل نظام القبة الحديدة في اعتراض قسم كبير من الصواريخ الفلسطينية في حرب غزة الاخيرة.
اما موقع "المتابعات" اليمني ايضا قد أشار الى القرار الاميركي بارسال سفن حربية الى الخليج الفارسي لدعم الامارات ونشر مقاتلات اميركية من الجيل الخامس.
ووضع الموقع الاخباري اليمني هذا الامر في خانة "ابتزاز الامارات وحلبها" متسائلا ألم يحن الوقت لوقف هذه الحرب العبثية التي أحرقت الأخضر واليابس؟ ألم يستخلص المسؤولون الاماراتيون والسعوديون بأن أمنهم هو رهن بايقاف هذه الحرب؟ عندما يتعرض اليمنيون للهجمات فلا يمكن لعقود شراء الاسلحة ان تجلب الأمن للامارات والسعودية.
وقد اكد اليمنيون على لسان رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي ان الاعداد للدفاع الجوي الاماراتي "اكذوبة" وان صرف مبالغ طائلة لا يأتي بنتيجة للسعودية والامارات، متسائلا كيف يمكن ان يدافع عن الامارات من فشل في الدفاع عن السعودية طيلة سنوات؟ وهل تختلف أموال الامارات عن أموال السعودية؟
ستكثر في المرحلة القادمة الشركات والدول المنتجة للاسلحة التي تعرض منتجاتها على الامارات وتعلن بان الهدف هو تقديم دعم لحليف قريب وسنسمع بعدها عن اجراءات تقشف وهروب الرساميل وذوبان الارصدة في البنوك الخارجية وما شابه، لكن هل يتعلم الاماراتيون مما أصاب السعودية ويدركون بان الطريق الأقرب لايقاف الصواريخ اليمنية هو وقف تدخلاتهم الدامية في اليمن؟