منذ هذه اللحظة الى سنوات طوال ستعمد أمريكا وخاصة إدارة بايدن الى نشر التحليلات وتسريب المعلومات "بالقطّارة" عن العملية البطولية التي نفذتها القوات الخاصة الامريكية (الكوماندوز) حول عملية تصفية زعيم "داعش" المدعو أبو ابراهيم القرشي او (أمير محمد سعيد عبد الرحمن محمد المولى) في إدلب شمال سوريا، وذلك ضمان أكبر استثمار سياسي لهذا الحدث لمصلحتها ومصلحة بايدن الذي سعى، منذ توليه الحكم قبل عام والى الآن، الى اعلان نصر او انجازا ما ليتكلم عنه في هذا التوقيت بالذات، خاصة وان هذه السنة من حكمه كانت مليئة بالخيبات المتلاحقة بدءً من "كورونا" وهبوط الوضع الاقتصادي للبلاد وصولاً الى الانسحاب المخزي من أفغانستان والأهم من كل هذا تزايد التوترات مع الصين وروسيا وخاصة القرار الأخير حول إرسال 3000 جندي الى اوروبا واحتمال نشوب حرب او اشتباك مع روسيا حول اوكرانيا.
لا نناقش في ان "القرشي" (تركماني عراقي) الذي اغتيل أمس بغارة أمريكية هو (بحسب مصادر في المخابرات العراقية) عراب استعباد وقتل الأيزديين ومعروف بوحشيته وقائمة جرائمه مع التنظيم الوهابي "داعش" لا تعد ولا تحصى، لكننا نعي تماماً انه صنيعة الاستخبارات الامريكية والغربية، وما قرار تصفيته وتوقيته سوى ورقة تستخدمها أمريكا للسياسة داخلياً هذا في المرتبة الأولى، وقصة هوليودية وبحر من التفاصيل عن طريقة التخطيط "الدقيق" والتنفيذ الأدق و...و.. (مع العلم ان أكثر من 13 مدنياً بينهم أطفال قتلوا أثناء العملية الأمريكية) تتبعها آلاف التحليلات و"التسريبات" المتعمدة طبعاً، وذلك لشغل الرأي العام العالمي وبالطبع شعوب المنطقة بـ"البسالة الأمريكية" المزعومة التي خلصتنا من شرور هذا الوحش "القرشي"، ولن ينتهي المسلسل عند هذا، فكما لاحظنا فإن المخرج الأمريكي لمسلسل تصفية الوحوش الدواعش، كان أول تصريح له بعد عملية قتل "القرشي" حول من سيخلفه، حيث قال مسؤول أمريكي (لم يفصح عن هويته) بأن عراقياً يلقب بالعيساوي سيخلف القرشي، وبالتالي علينا أن ننتظر الحلقة الجديدة من مسلسل "اغتيال الأشرار" الأمريكي، وأما موعد هذه الحلقة فهو مرتبط بالأوضاع السياسية وما سيواجهه بايدن وان كان في حاجة لانتصارات جديدة تدفعه أمام ترامب الذي يحاول العودة الى الحلبة الأمريكية هو الآخر.