تكلّمت هذه الآية عن الرّابطة بين بركات الأرض والسّماء وبين التّقوى، حيث يُصرِّح فيها بأنّ التّقوى، سبب البركات التي تنزل من السّماء على الناس، وبالعكس فإنّ عدم التّقوى والتّكذيب بآيات اللَّه، سبب لنزول العذاب.
فبركات الأرض والسّماء لها معنى وسيع جداً، بحيث يشمل: نزول الأمطار، وإنبات النّباتات، وكثرة الخيرات، وكثرة القوى البشريّة.
إن الكثير من الأمم لديها إمكاناتٌ ماديّةٌ كبيرةٌ، ومعادن ومصادر للثروة تحت الأرض، وكذلك لديها أنواع الصّناعات، ولكن بسبب أعمالهم السيئة والتي لها علاقة مُباشرة بانحطاطهم الأخلاقي، فإنّ تلك المواهب والمنن الإلهيّة، ستتعرض للاهتزاز وتفقد البركة في مضمونها الاجتماعي، حيث تُستعمل تلك النعم الإلهيّة في الغالب، لتعجيل فنائهم وزوال نعيمهم من موقع النقمة الإلهيّة.
وقد صرّح القرآن الكريم بذلك، حيث قال في سورة التوبة في الآية (85): «وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ»
نعم إنّ هذه النِّعم إذا اقترنت بفساد الأخلاق، فستكون سبباً لعذاب الدنيا وخُسران السّعادة في الآخرة.
الأخلاق في القرآن: ج 1 ص 34.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ