وقال وزير الشؤون الاجتماعية بولاية "هيسن" الألمانية بحسب تقرير لـ"الجزيرة نت"، إنه من المرجح وصول متحور جنوب أفريقيا "أوميكرون" إلى ألمانيا، كما أعلنت وزارة الصحة التشيكية الاشتباه بأول إصابة بمتحور "أوميكرون".
وكان مستشار الحكومة الألمانية لأزمة كورونا قد قال إن الإغلاق الشامل قد يكون ضروريا إذا لم يتجاوب المتحور الجديد مع اللقاحات.
وفي بلجيكا، أعلن رئيس الوزراء ألكساندر دي كرو إغلاقا جزئيا في البلاد للحد من تفشي فيروس كورونا.
ولم يسبق لأي متحور جديد أن أثار هذا القدر من القلق عالميا منذ ظهور المتحور "دلتا" في الهند قبل حوالي سنة، ثم انتشاره حتى صار يمثل جميع الحالات المسجلة في العالم تقريبا.
وفي هولندا، أعلنت السلطات الصحية عن 61 إصابة مؤكدة بكورونا بين مسافرين قدموا على متن رحلتين من جنوب أفريقيا، وقالت إنها تجري مزيدا من الفحوص لمعرفة إن كان بينهم مصابون بسلالة "أوميكرون".
وقد وصل المسافرون -وعددهم نحو 600- إلى مطار سخيبول في أمستردام أمس الجمعة، وخضعوا لفحوص على مدى ساعات بسبب مخاوف من السلالة الجديدة.
وقالت هيئة الصحة الهولندية في بيان "نعلم الآن أن 61 من نتائج هذه الفحوص جاءت إيجابية، و531 سلبية"، وأضافت أن الذين تأكدت إصابتهم يخضعون للحجر الصحي في فندق قرب المطار.
في السياق، أعلنت شركة "بيونتك" الألمانية المنتجة للقاح المضاد لكورونا أعلنت أنها بدأت على الفور التحقيق وإجراء الاختبارات على المتحور الجديد.
وتوقعت الإعلان عن نتائج أبحاثها خلال أسبوعين على أبعد تقدير، مشيرة إلى أن بيانات الاختبارات الجارية ستوفر المعلومات حول ما إذا كان تعديل اللقاح ضروريا إذا انتشر هذا المتحور الجديد دوليا.
في سياق متصل، أشار تقرير أولي لإدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى أن عقارا اسمه "مولنو بيرافير" طوّرته شركة "ميرك" أثبت فعالية في معالجة كورونا ولا سيما لمن ظهرت عليهم أعراض خفيفة أو متوسطة الخطورة. ومن المقرر أن تجتمع لجنة خبراء الثلاثاء المقبل للنظر في إجازة العقار للحالات الطبية الطارئة.
وفي أحدث التطورات، أرجأت منظمة التجارة العالمية في اللحظات الأخيرة أول مؤتمر وزاري لها منذ 4 سنوات إثر ظهور سلالة "أوميكرون".
وبعد اجتماع طارئ عقد أمس الجمعة، اتفق أعضاء المنظمة البالغ عددهم 164 على تأجيل المؤتمر الوزاري الـ12 إلى أجل غير مسمى في أعقاب انتشار أوميكرون "الذي دفع حكومات كثيرة إلى فرض قيود مشددة على السفر، مما سيمنع العديد من الوزراء من التوجه إلى جنيف"، وفق ما أعلنته المنظمة.
وكان مفترضا أن يشارك في مؤتمر منظمة التجارة -الذي كان مقررا انعقاده في الفترة من 30 تشرين الثاني الجاري إلى 3 كانون الأول المقبل- حوالي 4 آلاف شخص.
وتسارعت التطورات بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة تصنيف المتحور الجديد بأنه "مقلق".
وقالت مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الجائحة لدى المنظمة إنه "تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحور "بي 1.1.529″ (B1.1.529) لأول مرة من قبل جنوب أفريقيا في 24 تشرين الثاني 2021… يحتوي هذا المتحور على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق".
من جهته، قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها في تقرير لتقييم المخاطر إن "المستوى العام للمخاطر المرتبط بمتحور "سارس-كوف-2″ أوميكرون في الاتحاد الأوروبي/المنطقة الاقتصادية الأوروبية تم تقييمه على أنه مرتفع إلى مرتفع جدا".
وجاء هذا التحذير في وقت تواجه فيه أوروبا موجة خامسة من الوباء، وقد أعلنت دول القارة سلسلة من القيود الإضافية لاحتواء الوضع المتدهور.
واكتشفت سلالة أوميكرون في خضم توترات اجتماعية تسببها القيود الصحية، فيما يتواصل لدى فئات من الجمهور عدم الثقة في التطعيم.
قد تم رصد السلالة الجديدة لدى 22 شابا مصابا في جنوب أفريقيا، ثم اكتشفت تباعا في هونغ كونغ وإسرائيل وبلجيكا، ولا تزال فعالية اللقاحات ضد هذه السلالة قيد الدراسة.
وفي تلك الأثناء، تتوالى قرارات إغلاق الحدود أمام المسافرين الوافدين من دول في جنوب القارة الأفريقية عقب الكشف عن هذه السلالة التي يخشى الخبراء أن تكون عدواها أشد أو أسرع من دلتا، لكن منظمة الصحة العالمية تقول إن تحديد خطرها وشدته يتطلب أسابيع من البحث والتحليل.
وأعلنت الولايات المتحدة إغلاق حدودها أمام الوافدين من 8 دول في جنوب القارة الأفريقية، وكذلك أعلنت كندا والبرازيل وتايلند وسريلانكا واليونان والسعودية وقطر والإمارات والبحرين وسلطنة عمان والأردن والمغرب إجراءات مماثلة لتقييد دخول المسافرين أو تعليق الرحلات الجوية من دول أفريقية عدة.
وفي وقت سابق، حظرت بريطانيا وفرنسا وهولندا الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا ودول مجاورة لها، كما دعا الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء إلى القيام بذلك على الرغم من توصيات منظمة الصحة العالمية بعدم فرض قيود على السفر في هذه المرحلة قبل الحصول على معلومات كافية بشأن السلالة الجديدة.
من جهتها، أعربت حكومة جنوب أفريقيا عن أسفها لقرارات بعض البلدان بتعليق الرحلات معها وإغلاق الحدود.
وقال وزير الصحة الجنوب أفريقي جو فاهلا في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس إن "بعض ردود الفعل غير مبررة"، مضيفا أن "بعض القادة يبحثون عن كبش فداء لحل مشكلة عالمية".
ورأت جنوب أفريقيا أن الإجراءات "الصارمة" التي اتخذتها دول عدة وتؤثر على الاقتصاد والسياحة قد تدفع البلدان إلى عدم الإبلاغ عن اكتشاف أي متحورات جديدة خشية التعرض لإجراءات عقابية مماثلة، وفق قولها.
وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور في بيان إن "قلقنا الآني هو الضرر الذي ستلحقه تلك القرارات بالقطاعات السياحية والشركات".
في الولايات المتحدة، دعا الرئيس جو بايدن الدول التي كان من المقرر أن تجتمع في منظمة التجارة العالمية هذا الأسبوع للموافقة على التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات "كوفيد-19" في أعقاب ظهور سلالة أوميكرون.
وقال بايدن في بيان أمس الجمعة -قبل أن تعلن المنظمة تأجيل هذا الاجتماع- إن "هذه الأنباء بشأن هذه السلالة الجديدة يجب أن توضح أكثر من أي وقت مضى كيف أن هذه الجائحة لن تنتهي حتى تكون لدينا لقاحات عالمية".
وأضاف أن هذه الأنباء "تؤكد أهمية المضي قدما في هذا (التنازل عن حقوق الملكية الفكرية) بسرعة".
في تلك الأثناء، أعلنت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول حالة الطوارئ القصوى بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا والحالات التي تتطلب العلاج في المستشفيات.