وقال ماكرون في خطاب متلفز من قصر الإليزيه: "يُمكننا القيام بعمل أفضل، وعلينا أن نقوم بعمل أفضل"، لكنّه طالب الفرنسيّين بـ"قبول الواقع".
وأضاف: "دعونا نتوقّف عن تشويه صورتنا وعن التظاهر بأنّ فرنسا بلاد لا يوجد فيها تضامن وحيثُ يجب دائمًا إنفاق المزيد"، وذلك في وقتٍ كانت هناك تجمّعات لـ"السترات الصفراء" في باريس ومدن أخرى.
واعترف ماكرون برداءة الخدمات مقرا بالحاجة إلى تحسين الخدمات العامّة، ولا سيّما في المناطق الريفيّة.
واغتنم ماكرون فرصة توجيه تمنّياته إلى الفرنسيين مساء الإثنين، لمحاولة إعادة ولايته الرئاسيّة إلى مسارها، فيما يتمسّك محتجّو "السترات الصفراء" بموقفهم. وبينما كان الرئيس يُلقي كلمته، تجمّع متظاهرون يرتدون سترات صفراء في باريس ومدن كبيرة أخرى للمطالبة بمزيد من الإجراءات لصالح الفقراء العاملين.
وانضمّ عشرات المتظاهرين إلى عشرات آلاف السيّاح الذين تجمّعوا في جادّة الشانزليزيه الشهير في باريس الذي كان قد شكّل في وقت سابق مسرحًا لمواجهات بين المتظاهرين والشرطة.
وكان محتجّو "السترات الصفراء" قد وجّهوا دعوة عبر فيسبوك إلى تجمع "احتفالي وغير عنيف" في الشانزليزيه الساعة 20:00 ت غ، لمناسبة الانتقال إلى السنة الجديدة. وقد أعلن حوالى عشرة آلاف شخص أنهم سيستجيبون لدعوتين مختلفتين صدرتا بهذا الشأن.
وعمدت السلطات إلى تشديد التدابير الأمنية في باريس ومدن كبرى أخرى وُجّهت فيها هذه الدعوات، ولا سيّما على جسر أكيتين في بوردو. وفُرضت منطقة أمنية اعتبارًا من الساعة 16:00 ت غ، الإثنين حول الشانزليزيه وساحة "ليتوال"، ولا سيما مع المخاوف من وقوع هجمات.
ويُواجه ماكرون تحدّيًا مزدوجًا يقضي بتهدئة الغضب الشعبي وإعادة إطلاق برنامجه الإصلاحي. وهو تعهّد بـ"ضمان النظام الجمهوري بدون أيّ تساهل".
وفي وقت تُجرى انتخابات البرلمان الأوروبّي في أيّار/ مايو، أعلن ماكرون أيضاً عن خطط لطرح "مشروع أوروبي مجدّد" يُركّز على نواح بينها العدالة الماليّة والزراعة والهجرة والأمن كمجالات تحتاج إلى إجراءات أوروبّية مشتركة.
وكان أكثر من 23 مليون شخص شاهدوا الكلمة التي ألقاها ماكرون في 10 كانون الأول/ ديسمبر، حين وعد بعشرة مليارات يورو من المساعدات لدعم القدرة الشرائية، استجابة لمطالب المحتجّين.