وفي إطار تنظيم مشروع 1455 الوطني للقرآن الكريم في الجمهورية الاسلامية الايرانية تمّ تفسير الآية 151 من سورة الأنعام المباركة "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" كما يلي:
وتشير الآية الكريمة إلي بعض الفضائل كالتالي:
أولاً: أهمية الإحسان بالوالدين، إنه مبدأ أساسي في الإسلام ونكتشف ذلك من خلال الآية الكريمة حيث يؤكد البارئ عز وجل الإحسان بهما بعد منعه للشرك وقبل فروع الدين ومبادئ دينية في الإسلام منها العدل وتحريم قتل النفس وهذا إن دل علي شيء فإنه يدلّ علي مستوي أهمية البر بالوالدين من منظور القرآن الكريم.
ثانياً: نستنبط من الآية الكريمة الإحسان بالوالدين جميعاً وليس والدينا فحسب فإن كل من يحمل صفة الأب أو الأم علينا إحترامه دون قيد أو شرط لأن الله لم يشترط في ذلك الإسلام حتي وذلك نستنبطه أيضاً من الآية الثامنة من سورة العنكبوت "وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً".
ثالثاً: التواضع للوالدين، يقول البارئ عز وجل في الآية 24 من سورة الإسراء المباركة "وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَهِ" إن إستخدام لفظ الجناح والذل في الآية دليل علي ضرورة التواضع لهما بكل خضوع حتي يبلغ ذلك حالة الذل لهما.
رابعاً: إن الله يغفر لمن يحترم الوالدين وهذا ما نستنبطه من الآية الكريمة " رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَلِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّبِينَ غَفُوراً" من سورة الإسراء وهي تدل علي أن الله يغفر لمن يرحم ويحسن لوالديه.
وفي هذا السياق لـ "أبي ولاد" قول إنه سئل الإمام الصادق (ع) عن معني "وبالوالدين إحسانا" حيث قال الإمام(ع): "اَلْإِحْسَانُ أَنْ تُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا وَأَنْ لاَ تُكَلِّفَهُمَا أَنْ يَسْأَلاَكَ شَيْئاً مِمَّا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ". (الكافي / المجلد 2 / صفحة 157).
وتجدر الاشارة الى أن مشروع "1455" الوطني للقرآن الكريم في إيران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. ويقام هذا المشروع تحت شعار "القرآن والأمل والحياة" وبدعم ومشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.