البث المباشر

شرح فقرة: يا من اماتني واحياني

الأحد 1 سبتمبر 2019 - 10:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الأدعية (المباركة) ومنها دعاء (الجوشن الكبير) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة من، ونحدثك الآن عن أحد مقاطعه الذي ختم بعبارة: (يا من أماتني وأحياني). تري ماذا نستلهم من العبارة المتقدمة؟ 
ان العبارة المذكورة من الوضوح بمكان، بيد أن السؤال هو: ما هي النكات والعظات أو الاستلهامات التي تتداعي بها الي الذهن مثل هذه العبارة الواضحة؟ 
ان الله تعالي (يميت) الشخصية و(يحييها)، أي تحيا مدة من العمر، ثم تموت وهذا هو أحد الاستخلاصات من العبارة المشار اليها. 
لكن ألا يتداعي الذهن بدوره الي دلالة في مالاحظناها، وهي: ان الله تعالي اماتنا بمعني انا كنا امواتاً في اصلاب أبائنا اي: نطفاً ثم أحياناً، أو كنا خاملي الذكر فاحياناً بالظهور، فضلاً عن استخلاصات اخري ذكرها المفسرون، المهم هو: اننا في الحالات جميعاً يمكننا ان نستخلص العبر والعظات والنكات المتنوعة التي تثري معرفتنا بعظمة الله تعالي في اماتتنا واحيائنا والان ما هي الاستخلاصات التي نستلهمها؟
لو انسقنا مع التفسير القائل: بأن الله تعالي أحيانا بعد أن كنا نطفا في اصلاب آبائنا، فان النكتة المستخلصة هي: التذكير بان الله تعالي ما خلق الانس والجن الا ليعبدوه وهذا يعني: علينا ان نمارس وظيفتنا العبادية بالنحو المطلوب واما لو انسقنا مع التفسير القائل: بانا كنا خاملي الذكر فاحيانا الله تعالي بالظهور، فان الامر لكذلك، اي ان الظهور لشخوصنا ينبغي ان يستثمر للعمل العبادي، اذن العظة هي: ان نمارس عملنا العبادي الذي خلق الله تعالي الانسان من اجله. 
والان مع ملاحظتنا لمفهوم (الاحياء) وضرورة استثمار ذلك العمل العبادي، فان (الاماتة) بدورها تحمل الوظيفة ذاتها، بمعني أن الشخصية الاسلامية عند تبيين وظيفتها العبادية الاختبارية في الحياة، بعدها سيتبين مصيرها الآخروي وهو امتداد عبادي ايضا، اي: ان الاخرة وهي الدار الابدية تظل ممارسة عبادية ايضاً، ولكنها ليست إختبارية او امتحانية بل هي نتيجة لما مارسناه في الحياة الدنيا وهذا في حالة نجاحنا العبادي، ولكن ماذا لو كانت الممارسة فاشلة: لاسمح الله تعالي.
ان مجرد التداعي بالذهن الي الموت، يقترن بجملة تداعيات ذهنية بحسب درجة الشخصية من الوعي العبادي ومن المستحسن ان نستحضر الحديث الذاهب الي ان عبادة الناس هي: ثلاثة انماط: عبادة الاحرار، عبادة التجار، عبادة العبيد، وحينئذ كل شخصية بحسب درجتها من العبادات الثلاثة سوف تستثمر حياتها للظفر بما تطمح اليه، حيث يطمح الاحرار الي رضاه تعالي ويطمح التجار الي الجنة، ويطمح العبيد الي الابتعاد عن الوقوع في النار. اذن في الحالات جميعا،يظل مفهوم العبارة القائلة: (يا من اماتني واحياني) حافلة بالاستلهامات المتقدمة. 
ختاماً نسأله تعالي ان يجعلنا من الاشخاص الذين يعبدون الله تعالي عبادة (الحر) اي: نبتغي بذلك رضاه تعالي لانه اهل للعبادة بمستواها الذي نطمح اليها، كما نساله تعالي ان يوفقنا للطاعة المشار اليها، والتصاعد بها الي النحو المطلوب، انه سميع مجيب. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة