النجاح الانتخابي الممهد ليوم غد الاربعاء 26 مايو/ايار كان مثير للانتباه رغم التعتيم الاعلامي المتعمد ومراهنات بعض المفلسين على التصدي رغم مراهنات الكثيرين ممن ينتمون الى المحور الصهيواميركي النفاقي على احباط هذه التجربة التي من شأنها توطيد اسس الدولة واعادة الاستقرار الى هذا البلد وذلك ما جهد المحور المقابل لانهائه بكل السبل والطرق التي لم تستثن الارهاب التكفيري الممول دوليا واقليميا خصوصا الدول العربية التي طبعت مع الكيان الاسرائيلي التطبيع العلني او المخفي منه.
من الطبيعي ان الانتصار السياسي السوري الكبير الذي شهدته البعثات القنصلية والسفارات السورية في الخارج انعكس ايجابا على الداخل السوري الذي بات متحضرا وبقوة وبأقصى طاقاته للمشاركة في هذه الانتخابات حيث كانت مظاهر التحضير الأكثر الفاتا للنظر في المناطق التي كانت مقرات شهيرة للجماعات المسلحة الارهابية قبل سنوات.
عشية يوم الانتخابات السورية والاستحقاق الرئاسي أنهت مدينة حلب تحضيراتها ليوم غد الاربعاء السادس والعشرين من أيار/مايو حيث اكتملت الاستعدادات اللوجستية في المراكز الانتخابية بشكل كامل مع كثافة كبيرة في الحملات الانتخابية شهدتها شوارع المدينة في اخر ايام الدعاية الانتخابية، وقد امتلأت شوارع المدينة في اليوم الاخير للحملات الانتخابية وبكثافة بصور المرشحين الثلاثة لمنصب رئاسة الجمهورية مع تجمعات شبه متواصلة وحفلات شعبية في مختلف المناطق تأكيدا على أن الشعب الحلبي سيشارك بأكمله بهذا الاستحقاق الدستوري.
استعدادات حلب اللوجستية باتت جاهزة بحسب المصادر الرسمية من خلال 1245 مركزاً انتخابياً في حلب وريفها اضافة الى اداء اليمين الدستورية من قبل امناء المراكز و الصناديق امام اللجنة القضائية المسؤولة عن الانتخابات.
الرقة وبجزء من جغرافيتها، تعود للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي، للمرّة الأولى منذ اندلاع الحرب في سوريا، وسط جهود رسمية وعشائرية لحثّ الأهالي القاطنين في مناطق سيطرة قوات"قسد"، على العبور نحو مناطق سيطرة الحكومة، والمشاركة في الانتخابات.
في الحسكة، تشير الاستعدادات الشعبية والرسمية للانتخابات الرئاسية باحتمال مشاركة السكان بنسب كبيرة في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، في ظل دعوات لـ"قسد" بعدم عرقلة وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع.
رغم الصعوبات في وصول مستلزمات الدعاية الانتخابية إلى المرشحين، كان النشاط الدعائي ظاهراً بوضوح في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وسط دعم عشائري وشعبي ملحوظ لحملة الرئيس بشار الأسد.
مدينة دوما التي عادت اليها الحياة بعد خروج المسلحين منها واعادة الخدمات اليها واصلاح شوارعها المدمرة شيئا فشيئا، يتحضر اهلها ايضا للمشاركة وبقوة بهذا العرس الاستحقاقي الكبير حيث تصدح شوارع هذه المدينة بالاغاني الوطنية الى جانب التحضر والتحضير للمشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية التي تقام يوم غد الاربعاء 26 أيار/مايو في مشهد لطالما جهد الكثيرون من أعداء سوريا ومحور المقاومة لمنع حدوثه.
في المقابل بدأ المفلسون الفاشلون في ساحة الاختبار والمحك السياسي في سوريا من مسلحي جماعة "قسد" المرتبطة مباشرة بالاحتلال الامريكي والتي اعلنت عدم مشاركتها في الاستحقاق الرئاسي القادم، بدأوا مشوارهم المتعثر بمحاولاته يائسة بائسةلتعكير صفو الانتخابات والتاثير عليها سلبا باتخاذهم اجراءات للتضيق على الاهالي ومنعهم من المشاركة بالانتخابات المقررة يوم غدا الاربعاء، حيث اعلنت ما تسمى "الإدارة الذاتية" الكردية إغلاق المعابر مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، خلال فترة الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يعوّق مشاركة السوريين في العملية الانتخابية.
تأخذ هذه القرارات بُعداً سياسيا واجتماعيا واقتصاديا يؤثّر، بصورة مباشرة، في حركة عبور السكان بين مناطق سيطرة "قسد" ومناطق سيطرة الحكومة السورية، ويمنع الأهالي في تلك المناطق من ممارسة حقهم في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، بعد احداث هذه الميليشيات المسلحة وبحسب مصادر اهلية، ساتر ا ترابيا يمتد من فرع الامن الجنائي بحي النشوة وصولا الى حي غويران واغلقت كافة المعابر الخاصة بالدراجات النارية وشددت الاجراءات بشكل عام ضمن الاحياء وبشكل عشوائي بغية التضيق على الاهالي ومحاولة منعهم من التوجه الى صناديق الاقتراع.
قرار هؤلاء الذين سشضمون انفسهم "قوى ديمقراطية" بعيد كل البعد عن الديمقراطية التي يتبجحون بها بمنعهم حركة تواصل الطلاب والمرضى، الذين عادة ما تغص المعابر في تلك المناطق بحركتهم، مع منع دخول المواد الغذائية والطبية والمساعدات الدولية، والتي تتخذ هذه المعابر ممراً للوصول إلى مناطق سيطرة كل من الحكومة و"قسد" في محافظات حلب والرقة والحسكة ودير الزور.
الى هذا المعنى أشار وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، ان "المطلوب من هؤلاء تسهيل الانتخابات، وأن ينتخبوا هم أيضاً"، وانهم "لو كانوا سوريين حقيقيين، لكان عليهم أن يسمحوا للمواطنين السوريين في تلك المناطق بممارسة هذه الانتخابات بكل حرية وديمقراطية".
وزير الخارجية السوري بشار الجعفري اشار إلى أهمية هذا الحدث المهم وان هذا الاستحقاق هو تطبيق لما ينص عليه الدستور السوري وتعبير عن التزام الحكومة بتنفيذ أحكام الدستور بما يضمن للمواطنين السوريين المقيمين في الخارج والداخل ممارسة حقهم الانتخابي وإفشال المخططات الرامية إلى خلق فراغ دستوري في البلاد وانه رغم من كل محاولات القوى التي تستهدف سوريا وحلفاءها للتشويش على هذه العملية الدستورية فإن ذلك لم ولن يؤثر في حسن سير هذا الاستحقاق الوطني ولن ينال من عزيمة وتصميم الحكومة والشعب على الحفاظ على استقلالية القرار الوطني السوري في أي جانب من جوانب السيادة الوطنية بكل أشكالها.
ان مساعي هؤلاء البائسين الفاشلين تؤكد انهم في طور الموت السريري.. نزعات لانفاس اخيرة تسبق موتهم الحقيقي المؤكد.. بتعويلهم على اجندة اميركية واسرائيلية واقليمية فاشلة واصرارهم على سلب سوريا من محورها النهضوي واحباط اي تقدم لها في المشوار الديمقراطي وخنقها وتعميق جراحاتها خدمة لاميركا وربيبتها في المنطقة وعملائها من الحكام الرجعيين الذين ساندوا مخطط تدمير سوريا بالمال والسلاح، ويحاولون اليوم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا، دون عودة تماسك سوريا ودون وثوبها مجددا الى مكانتها العربية والدولية، ودون نهضة شعبها وابقائها بلدا مدمرا ضمن ما رسمته الاجندة الصهيواميركية في الاصرار على ابعادها عن دورها المحوري في المنطقة المعزز للمقاومة العربية ضد الاحتلال الاسرائيلي والاستكباري فيها.