البث المباشر

إن الشقيَّ وافِدُ البراجِم

الإثنين 2 يناير 2006 - 00:00 بتوقيت طهران

البراجم جمع البُرجُمة، وهي مفصل الإصبع الذي بين الأشجع والراجبة، وهو رأس السُّلامية مِنْ ظهر الكف إذا قبض القابض كفه نشز وارتفع. والبُرجمة الإصبع الوسطى مِنْ كلِّ طائر. والبراجم أحياء مِنْ بني تميم من ذلك. وذلك أنَّ اباهم قبض أصابعه، وقال: كونوا كبراجم يدي هذه، أي: لا تفرقوا وذلك أعزُّ لكم. قال أبو عبيدة: خمسة مِنْ أولاد حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم يقال لهم البراجم. قال ابن الأعرابي: البراجم في بني تميم: عمرو، وقيس، وغالب, وكلفة، وظليم. وهم بنو حنظلة بن زيد مناة تحالفوا على أنْ يكونوا كبراجم الأصابع في الاجتماع. وهذا المثل يضرب في ما يجتلبه الإنسان على نفسه من البلاء. وأوَّلٌ مَنْ قاله ملك الحيرة عمرو بن هند. وكان مِنْ خبره أنْ سويد بن ربيعة التميمي قتل سعداً أخا الملك وهرب. فحلف عمرو لَيُحرقنَّ بأخيه سعد مئة مِنْ تميم، فقتل تسعة وتسعين مِنْ بني دارِمٍ، وأحرقهم، وكان نازلاً في ديار بني تميم. فمر رجل مِنْ البراجم، وراح رائحة حريقهم، فحسبه قُتار الشواء، فحال اليه. فلمّا رآه عمرو قال له: مِمَّنْ أنت؟ قال: مِنَ البراجم. فقال: فما جاء بك إلينا؟ قال: سطع اله الدخان وكنت قد طويت منذ أيام، فظننته طعاماً. فقال عمرو: إنَّ الشقيَّ وافدٌ البَراجم. فذهبت مثلاً. وأمر به فأُلقي في النار، فَبَرَّتْ به يمينه. ولُقِّبَ بالمحرق. وكان الحارث بن عمرو ملك الشام مِنْ آل جَفْنة يُدعى بالمُحَرِّق أيضاً، وهو أوّلُ مَنْ حَرَّقَ العربَ في ديارهم. وهكذا كان امرؤ القيس بن عمرو بن عدي اللخمي يُدعى. وقال بعضهم: ما بلغنا أنَّه أصاب مِنْ بني تميم غيره، وإنّما أحرقَ النساء والصبيان. وهذا يُردُّ على أبي عبيد القاسم بن سلام في أمثاله وأبي عبيد البكري في شرحه تلك الأمثال الموسوم بفصل المقال قولهما: إنَّ تمام المئة كان امرأة هي الحمراء بنت ضمرة بن جابر.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة