اولُ من قال: اسعَ بجَدِّك لا بكدِّك هو حاتم بن عميرة الهمداني.
وهو يضرب لمن حظي بشيء دون سعي فيه، أو لمن أخفق في طلب شيء اجتهد فيه كثيراً.
وقصته أنَّ قائله حاتم بن عميرة الهمداني بعث ابنيه الحس وعاجنة في تجارة لوجهين مختلفين.
فلقي الحسلَ قومٌ من بني أسد اخذوا ماله وأسروه، ولم تنفعه مهارته في العيافة وزجر الطير شيئا.
وسار اخوه عاجنة الذي ليس له من معرفة الحسل وفطنته شيء، فوقع على مال غزير قبل أنْ يبلغ موضع متجره، فأخذه ورجع الى اهله، فتباشروا به، وانتظروا أخاه الحسل كثيراً غير أنَّه لم يعد اليهم.
وإذ أبطأ عليهم قلقوا وبعث أبوه اخاً له آخر من أبيه يدعى شاكراً، فجَدَّ في البحث عنه، حتى أخبرَ بمكانه، فاشتراه بأربعين بازلا، وهو ما أكمل الثامنة من الابل.
فلما رجع به خاسراً وهو العارف النبيه قال له أبوه ساعةَ رآه: إسعَ بجَدِّك لا بكدِّك. فذهبت كلمته مثلا.
وهذا المثل من أمثال القصص يشبه مثلاً من أمثال الحكم قاله الامام علي عليه السلام هو: إذا أقبلت الدنيا على احد اعارَتْهُ محاسنَ غيره وإذا ادبرت عنه سلبتْهُ محاسنَ نفسه.
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم