البث المباشر

أصبرُ مِنْ ذي ضاغِطٍ مُعَرَّك عن مضر

الإثنين 2 يناير 2006 - 00:00 بتوقيت طهران

هذا المثل صدر بيت مِنَ الشعر، فهو مِنَ الأمثال الشعرية، ويضرب في تحمُّل الفوادح. وأول مَنْ قاله سعيد بن أبان بن عيينة بن حصن الفزاري. وحكايته أنَّ كلباً أوقعت ببني فزارة يوم العاه قبل اجتماع الناس على عبد الملك بن مروان، وقتلوا منهم نيفاً وخمسين رجلاً. فبلغ ذلك عبد العزيز بن مروان، فأظهر الشماته، وكانت أُمُّه كلبية وهي ليلى بنت الأصبغ بن زبان. فقال لأخيه بشر- وأُمُّه قطبة بنت بشر بن عامر بن مالك بن جعفر الفزارية أما علمت ما فعل أخوالي بأخوالك؟ قال بشر: وما فعلوا؟ فأخبره الخبر. فقال: أخوالك أضيقُ أستاهاً مِنْ ذلك. فجاء وفد فزارة الى عبد الملك يخبرونه بما صنع بهم، وأنَّ الحارث بن بجدلٍ الكلبي أتاهم بعهد مِنْ عبد الملك أنَّه مصدق، فسمعوا له وأطاعوا، فاغترهم فقتل منهم نيفاً وخمسين رجلا. فأعطاهم عبد الملك نصف الحمالات، وضمن لهم النصف الباقي في العام المقبل فخرجوا، ودسَّ إليهم بشر بن مروان مالاً، فاشتروا السلاح والكراع. ثُمَّ اغتروا كلباً ببنات قَيْن، فتعدّوا عليهم في القتل. فخرج بشر حتى أتى عبد الملك وعنده عبد العزيز بن مروان، فقال له: أما بلغك ما فعل أخوالي بأخوالك؟ فأخبره الخبر. فغضب عبد الملك لإخفارهم ذِمَّته وأخذِهم ماله، وكتب الى الحجاج يأمره إذا فرغ مِنْ أمر ابن الزيبر أنْ يوقع ببني فزارة. فلمّا فرغ الحجاج مِنْ أمر ابن الزبير نزل ببني فزارة، فأتاه حَلحَلة بن قيس بن أشيم وسعيد بن أبان بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، وكانا رئيسي القوم، فأخبراه أنَّهما صاحبا الأمر، ولاذنب لغيرهما. فأوثقهما وبعث بهما الى عبد الملك. فلمّا أُدخلا عليه قال: الحمد لله الذي أقاد منكما. قال حلحلة: أما والله ما أقاد منِّي. ولقد نفضت وتري، وشفيت صدري وبردت وحري. قال عبد الملك: مَنْ كان له عند هذين وتر يطلبه، فليقم إليهما. فقام إليهما سفيان بن سويد الكلبي- وكان أبوه فيمن قتل يوم بنات قَيْن- فقال: يا حلحلة هل حسست لي سُوَيدا؟ قال: عهدي به يوم بنات قَيْن وقد انقطع خُرؤه في بطنه. قال: أما واللهِ لأقتلنَّك. قال: كذبتَ واللهِ. ما أنت تقتلني، وإنّما يقتلني ابنُ الزرقاء. والزرقاء فقال بشر: صبراً حَلحَل. فقال حلحلة: إي والله. أصبَرُ مِنْ عَودٍ بجنبه الجلب قد أثَّر البطان فيه والحقَب ثمّ التفت الى ابن سُوَيد، فقال: يا ابن استِها أجِد الضربة. فقد وقعتْ منّي بأبيك ضربةٌ أسلحَتَه. فضرب ابنُ سُوَيد عنقه. ثمّ قيل لسعيد بن أبان نحو ما قيل لِحَلحَلة، فردَّ مثلَ جوابه، فقام إليه رجل مِنْ بني عليم، ليقتله. فقال له بِشر: صبراً يا سعيد. فقال: أصبرُ مِنْ ذي ضاغِطٍ مُعَرَّك ألقى بَوانِيَ زَوْرِهِ للمَبْرَك فذهب قوله مثلاً. فضُربت عنقه، وأُلحق بصاحبه. ويُروى مِنْ ذي ضاغط عركرك. والمُعرَّك والعركرك هو البعير الغليظ القوي. والضاغط هو الورم في إبط البعير شبه الكيس يضغطه. ويقال: فلان جيِّد البَواني، إذا كان جيّدِ القوائمِ والأكتاف.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة