الحتف: الهلاك، ولا يُبْنى مِنه فِعلٌ.
وخَصَّ هذه الجهة، لأنَّ التحرُّزَ مِمَّا يَنْزِلُ منَ السَّماءِ غيرُ مُمكِن.
يشير الى إنَّ الحتفَ الى الجَبانِ أسرَعُ مِنهُ الى الشُّجاع، لأنَّهُ يأتيهِ مِنْ حيثُ لا مَدْفَعَ له.
يُضرَبُ في قِلَّةِ نَفْعِ الحَذَرِ مِنَ القَدر.
أوَّلُ مَنْ قالَهُ عمرو بن أُمامة على ما قالَ ابنُ الكلبيّ.
وَمِنْ خَبَرِهِ أنَّ المُنذِرَ بنَ امرِئِ القَيْسِ تَرَوَّجَ هِنَد بِنتَ اكِلِ المُرار، فولدتْ له أولاداً منهم عَمْرو بنُ هندٍ المَلِكُ.
ثُمَّ تَزَوَّجَ أُختَها أُمامةَ، فَوَلَدَتْ له ابناً سَمّاهُ عَمْراً.
فلمّا ماتَ المُنذِرُ مَلَكَ بعدَهُ ابنُهُ عَمْرو بنُ هِندٍ، وقَسَمَ لِبَنِي أُمِّهِ مَمْلكَتَهُ، ولم يُعْطِ ابنَ أُمامةَ شيئاًَ.
فقصد ملِكاً مِنْ مُلوك حمير، لِيأخُذَ له بِحَقِّهِ، فأرسَلَ معه مُراداً، فلمّا كانوا بِبَعض الطريقِ تآمَروا وقالوا: مالنا نذهبُ ونُلقي أنْفُسَنا للهلكة.
وكان مُقَدَّم مرادٍ هُبيرة بن عبدِ يَغُوثَ المَكشُوحُ.
وَنَزلوا بِوادٍ يُقالُ له قَضِيب من أرضِ قَيْس عيلان في تِهامةَ، فثارَ المَكشُوحُ ومَنْ مَعَهُ بِعَمْرو بنِ أمامَةَ وهو لا يَشْعُرُ، فقالت له زَوجُهُ: يا عَمْرو أُتِيتَ أُتِيتَ، سالَ قَضيبٌ بماءٍ أو حَديدٍ.
فَذَهبتْ مثلاً.
وكان عَمرُوٌ في تلك الليلةَ قد أعرْسَ بجاريةٍ مِنْ مُرادٍ، فقالَ لها: غَيري نَفِّرِي.
أي: أنَّكَ قُلْتَ ما قُلْتِ لِتُنَفِّرِيني بِهِ.
فقالَ قَيْسٌ: يا أبا عَمْرٍو، ما بَعْدَ هذا عليكَ مِنْ لَوْم.
وَلَهِيَ عنه.
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم