البث المباشر

الطارف والتليد - 23/03/2010

الإثنين 5 إبريل 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والسلام على احبتنا اصحاب الذوق الرفيع والبصيرة النافذة مستمعي الطارف والتليد واهلاً بحضراتهم في شأن من اهم شؤوننا في هذا السفر الممتع الذي نسميه الحياة وليتنا سميناه بأسمه الحقيقي الا وهو خلافة الله عزوجل حتى نلتفت الى اننا بين يديه في كل طرفة عين من هذا السفر القصير مهما طال، والشأن الذي سنتحدث به اليوم ثقيل وجسيم وذو تأثير بليغ في حاضرنا ومستقبلنا المكتوب في هذه الدنيا وتلك الآتية الدائمة، هذا الشأن هو تعليمنا وقيمنا فلا حياة بلا قيم سامية ولاقيم سامية بلا تعليم صحيح وابتغاء قيم وصحة التعليم وقفنا بين ايديكم مستمعينا لأفاضتكم شاكرين لكم سخاء الطافكم الهادية لكل خير. نعم ايها الاخوة والاخوات الطارف والتليد ونعود اليكم بما انتم اهله من مزيد التحية والاحترام ودعوني بداية هذه الندوة ان استقبل اخي العزيز واستاذي الكريم السيد بشير الجزائري، اهلاً بك سيدي الكريم واستاذي العزيز وانت بين احبتك مستمعينا الاعزاء. الجزائري: حياك الله وحيا اولئك الاعزاء وادامكم عنواناً للمودة والمعرفة. المحاور: شكراً جزيلاً مستمعي الافاضل. المحاور: اذن ايها الاخوة والاخوات نحن في خدمة الاستاذ العزيز بشير الجزائري. الجزائري: ياسيدي اكرمك الله واخدمك الصالحين ان شاء الله. المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل اعزك الله، يعني استاذ بشير دعني احدثك بداية كأخي وانت اخي واخ عزيز ايضاً. الجزائري: ما رأيت نفسي غير ذلك. المحاور: الحمد لله رب العالمين وهذا احساسي ايضاً، انت سيد الجزائري عانيت التعليم الثانوي والجامعي وعلمت انك كنت من الموفقين توفيقاً كبيراً ولابد انك شعرت بهمه وغمه وهنا الحقيقة اود ان اقول لك مما يعاني حقاً يعني، مما يعاني النظام التعليمي في البلاد الاسلامية برأيك؟ الجزائري: اشكرك ثانية واقول اذا كان هذا النظام يعاني شيئاً ما هو بمعان الا نفسه يعني همه وغمه هو نفسه التي بين جنبيه فهذا النظام جاء بنفس لاتواكبه شيء مما تتاق اليه، يرغب في ان يقدم للناس شيئاً لذيذاً ممتعاً نافعاً رافعاً الا انه كلما التفت يميناً او شمالاً باء بخلاف ذلك، لم تساعده نفسه على ان يبلغ ذلك الذي يتوق اليه ويرغب فيه، لماذا؟ لأن اولئك الذين صمموه ورسموا له مناهج السير لم يكونوا قد عرفوا غايته اصلاً ولم يكونوا قد عرفوا وسيلته ايضاً اصلاً فهو اذن من غير وسيلة ومن غير غاية، صحيح انه في الظاهر ليس هناك من دولة من الدول تضع نظاماً تعليمياً ولا تريد به الا ان تعلم شعبها وترفع هذا الشعب من الظلمة الى النور بذلك النظام التعليمي الذي ترسمه له لكن انبهار هذه الدولة وتلك الدولة ولا سيما الدول الاسلامية، الدول الاسلامية منبهرة بما عند غيرها من النظم جعلها تقدم نظاماً باهتاً لا لون فيه ولاطعم واستميحك عذراً اذ قلت هذا. المحاور: يعني استاذ بشير الجزائري الحقيقة عدت بي الى المدرسة والى ايام التعليم ايضاً سيدي الكريم والاشد من ذلك سطوة الحقيقة وقعاً على قلبي ان المعلم الذي هو يمثل المدرسة كان يسير بين الطلاب والعصا بيده وحاشا قدرك وقدر المستمعين وكأن الطلبة دواب يجب ان يسوقها لا ان يربيها، على كل حال اذن استاذ بشير الجزائري مشكلة نظامنا التعليمي هي غيابه عن التربية؟ الجزائري: نعم. المحاور: طيب يعني هذا يجرنا الى سؤال آخر سيدي الكريم. الجزائري: قبل هذا وانا حافظ عليك سؤالك الكريم سنعود اليه ان شاء الله، انت التفت سلفاً كما هي فطنتك السابقة دائماً والنافذة في الامور، معلمنا في البلاد الاسلامية كلها من؟ هو ذاك الفقير الذي التحق بدار المعلمين الابتدائية حتى ينال رغيف الخبز ولو امكنته الحياة لذهب في اكمال دراسته العلمية وهو من خير اولئك الذين يمكن ان يقدموا لأنفسهم ولأوطانهم شيئاً يذكر لكن البأساء، لكن الفاقة والفقر حملاه على ان يذهب الى دار المعلمين حتى يختصر الطريق الى الخبز. المحاور: وينسى ان الضحية هو الطفل. الجزائري: احسنت، وينسى انه هو نفسه الضحية ايضاً لأنه قد حرم ان يكمل دراسته العليا، قد حرم ان يكون شيئاً لبلاده وشعبه، هذه هي المأساة او انه كان في احسن احواله قد فر من الجندية فجاء الى دار المعلمين حتى لا يؤخذ من هذه المحافظة الى تلك المحافظة بالتجنيد الاجباري. المحاور: اذن اليوم الموضوع ايضاً انتقل الى نوع الحكم ايضاً. الجزائري: احسنت وهكذا تتسلسل الاشياء ويعود النظام الخاسر في البلاد الاسلامية سائداً، النظام الذي لايلتفت الى انه مسؤول عن بناء شعب، عن تقديم امة لها شأن بين دول قد بلغت ذرى الحياة الطيبة، اولئك الغربيون الان يمتلكون وسائل كثيرة ويقدرون ايضاً المواهب الكثيرة التي بينهم، يعطونها مكانتها الجديرة بها فتقدم خيراً لشعبها، لبلادها اما نحن فنحتقر مكانة الانسان ونحتقر الانسان نفسه ونحتقر انفسنا لأننا مبهورون بغيرنا، لو كنا غير مبهورين، لو كنا فطنين. المحاور: واقفين على اصولنا على الاقل وتراثنا. الجزئري: احسنت. المحاور: يعني استاذ بشير الجزائري ليس بودي ان اقاطعك ولكن ايضاً لا يمكنني السكوت، لو تسمح لي اعود بك الى بعض من التراث. الجزائري: تفضل. المحاور: الفارسي القديم واعود بك الى ذلك الاستاذ العظيم بزرك مهر الذي ربي. الجزائري: حكيم الفرس. المحاور: يقال انه كان يدرس خسرو الملك عند طفولته فحينما ولي الملك وجلس على العرش اول من بعث اليه بعث الى بزرك مهر وقال لأحد الحراس احضر سيفك فأنني آخذ بهذا الرجل اذا لم يجيء، يقال انه جاءوا ببزرك مهر وهو يبتسم فوقف بين يدي الملك وهو يبدو انه يعلم لماذا جيء به فقال سأله خسرو، قال اجبني وبسرعة والا قلت للجلاد ان يأخذ رأسك، انت ضربتي وانا طفل بالعصا يوماً دون سبب ولا دليل فأن لم تجبني فوالله اني لآخذ بك، يقال ان بزرك مهر ضحك وابتسم وهذا ما معناه انقله، قال انني علمتك مالم اعلمه غيرك لأنني كنت اعلم ان ماعليك سيكون جسيماً فأنت ملك لهذه البلاد وانت مسؤول لرعيتك، علمتك شيئاً يجب ان تعلمه ان من يظلم سوف لاينساه المظلوم فأذا جلست الى العرش فلاتظلم احداً فلن ينساك. الجزائري: طابتك انفاسك انا اشكرك لك هذه اللفتة للمستمعين الكرام الى هذه الحقيقة الساطعة في ان كل انسان اذا قدم خيراً نال خيراً واذا لم يقدم ذلك الخير لم ينل منه شيئاً. المحاور: الطارف والتليد واهلاً بكم مرة اخرى وتحية ملئها الشوق ايضاً مرة اخرى للاستاذ بشير الجزائري ولكم احبتنا الكرام. الجزائري: حياك الله. المحاور: استاذ بشير الجزائري كان بودي ان ادخل الى الموضوع ولكن يبدو ان هناك لدينا اتصال هاتفي من الاخ العزيز ابو علي من البحرين. ابوعلي: تحية الى الاخ بشير والى مقدم البرنامج الاكثر من رائع، لو تسمحون بما نخرج تعليمنا من التعثر والتقهقر المتداوم؟ ولكم جزيل الشكر، ابو علي من البحرين. المحاور: شكراً جزيلاً، طبعاً نشكر الاخ العزيز ابو علي من البحرين، اذن انتهى سؤالك اخ ابو علي، اعتقد انك سمعت السؤال سيد بشير. الجزائري: جيداً واشكرك، هو صاحب لطف كريم تعجل ان نصل الى الغاية القصوى التي نطمح الى الوصول اليها، متى ما كان لنا قيم ثابتة، قيم تنتمي الى الله سبحانه وتعالى كنا على مقربة من كل شيء نتمناه من الخير يعني اذا كان هناك حكم لهذا الدين في حياتنا اليومية، في حياة الفرد، في حياة الجماعة كانت تلك الجماعة قادرة على ان تضع لنفسها نظاماً تعليمياً رائعاً محكماً خارجاً من هذا التقهقر والتعثر الذي يعانيه النظام التعليمي اليوم. المحاور: اذن هوليس بعيداً عما تحدثنا به في الحلقة الماضية سيدي الكريم حول الاخلاق الاسلامية والخلق المسلمة. الجزائري: احسنت. المحاور: اذن علينا في كل الاحوال ان نعود الى الخلق الاسلامي. الجزائري: والى اصولنا، الى تلك الاصول التي تتحدر من السماء الى الارض نوراً يَهْدِي بِهِ اللَّهُ من يشاء. المحاور: الحديث ذو شجون على الاقل لي انا الماثل بين يدي الاستاذ العزيز بشير الجزائري. المحاور: نعم، الطارف والتليد ومازلنا معكم ايها الاخوة والاخوات ودعوني انا اعود مرة اخرى الى الاستاذ بشير، استاذ بشير يعني قبل ان يسألنا الاخ العزيز ابو علي من البحرين انا قلت لك شيء وكان لديك تعليق يعني قلت اذن مشكلة النظام التعليمي هو غيابه عن التربية. الجزائري: احسنت. المحاور: وطبعاً هذا يجرنا الى ان نسأل سؤال آخر شغلنا عنه الفاصل وغير الفاصل، دعني اعود الى هذا الموضوع، يعني سيدي الكريم سؤال يطرح نفسه لم شغل هذا النظام بالتعليم وغفل عن التربية او ربما تغافل عنها؟ الجزائري: لأنه لم يكن قارئاً، كان امياً مطلقاً يعني هذا النظام التعليمي كان امياً، اراد هذا الامي ان يخرج الناس من الامية على قول الشاعر العربي طبيب يداوي الناس وهو عليل. المحاور: وهو عليل. الجزائري: طيب لو كان قارئاً يعني لو نظر في حقائق الاشياء ودقائقها لعرف مهمته هو ايضاً لكنه بما انه كان بعيداً عن هذه القراءة الفاحصة، القراءة الدالة على كل خير والذائدة عن كل شر كان قد تخلف وتقهقر وتعثر. المحاور: اذن هنا اين مسؤولية مدير المدرسة، اين مسؤولية مدير التربية، اين مسؤولية وزير التربية سيدي الكريم؟ الجزائري: كل هؤلاء ربما يكونون من جانب مسؤولين ومن جانب آخر غير مسؤولين، اما مسؤوليتهم فأنهم اولوا الامر واما عدم مسؤوليتهم فلأنهم كانوا قوماً قد جيء بهم الى تطبيق شيء لم يكونوا قد استشيروا به او قد شاركوا في وضعه انما جيء بهم لكي يطبقوه وينالوا ما ينال كل طالب خبز. المحاور: واين هؤلاء يعني استاذ بشير من قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"؟ الجزائري: هو هذا، كنا نرمي الى ان نبلغ هذه الغاية الكريمة السامية التي تعلم الناس الهدى والرحمة، عندما يكون الانسان مسؤولاً يكون هادياً وعندما يكون مسؤولاً يكون راحماً غير ظالم مقدماً للناس كل ما ينفعهم وكل ما يمكث في الارض اما اذا لم يكن صاحب مسؤولية فأنه سيكون وبالاً على نفسه وعلى الجماعة التي ينتمي اليها والزمن والوطن الذي يعيش فيه. المحاور: كان لدي صديق استاذ بشير الجزائري حدث موضوع فقال لي جملة لن انساها ابداً، قال ان المسؤولية احساس وليس عمل. الجزائري: احسنت. المحاور: شكراً لكم ودعونا، يبدو ان المخرج يقول دعونا نذهب الى ان نستقبل احدى الاتصالات والاخ العزيز بهيج الصحناوي من سوريا، اخ بهيج سلام عليكم اهلاً بك. الصحناوي: بسم الله الرحمن الرحيم، لدي سؤال، متى يؤتي النظام التعليمي ثماره الطيبة، بهيج الصحناوي من سوريا. المحاور: شكراً شكراً لك اخ بهيج اذن هذا هو السؤال، سيدي الكريم انت سمعت السؤال؟ الجزائري: سمعته وانا سعيد جداً ان اقول ان الخروج بالنظام التعليمي من كبوته، من خيبته الى ذروة نجاحه وتوفيقه وتوفيق البلاد التي ترمي اليه وتتوق الى ان ترى ثمراته طيبة ويانعة بيديها وتنثر منها على من حولها من الامم عندما نعود الى الكلمة المباركة الطيبة التي ذكرتها تواً عندما نعود الى الشعور بالمسؤولية التي كان الرسول (صلى الله عليه وآله) قد جئت بحديثه الطيب قبيل لحظة "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". المحاور: عن رعيته. الجزائري: اذا صاح المعلمون في كل مكان من وطن من اوطان المسلمين "يا مسؤولين" هذا النظام لا ينفع، هذه ثغراته، هذه نقاط ضعفه، هذا ما يصلحه وهذا ما يزيده سوءاً فأن ذلك الصوت المجتمع من ها هنا ومن ها هناك سيكون عالياً وسيكون قوياً وبعلوه وقوته سيبلغ قلوب المسؤولين الذين هم في قمة الفعل. المحاور: وهذا اعتقد انه سيدي الكريم انه مستحيل في النظام الذي انت وصفته يعني قبل خمسة دقائق يعني رجل قد لاذ بنفسه الى مكان يفر من العسكرية والاخر يريد ان يزيل الجوع عن اهله ومن ثم يأتي هذا الرجل وينادي الوزير، يا سيدي الوزير انت عليك ان تغير فكما يقول العراقيون "هجمان بيت". الجزائري: سلم بيتك ان شاء الله وبيوت المؤمنين بأذن الله واقول حقيقة اذا كانت كلمة واحدة من هذا المعلم وذاك المعلم حتى لو كان معلم واحد قد صدع بكلمة الحق فأنها تسري الى من هو زميله في مدرسته او في المدرسة المجاورة، عادة ولااتهم المعلمين ولااريد الاساءة اليهم لا يكاد يتأثر بعضهم ببعض انما يتأثرون بالمعلمين البعيدين عنهم في مدرسة اخرى او في مدينة اخرى وهذا ايضاً من معايب التعليم الذي قام على اسس غير تربوية. المحاور: دعني استاذ بشير ان اخطو خطوة اكبر قليلاً في السياسة واقول قبل الفاصل هذا يذكرني بقول السيد مصدق حينما قال: "ليت كان لنا بدل النفط ماء". الجزائري: الله اكبر. المحاور: الطارف والتليد ونعود مرة اخرى نحييكم تحية طيبة ونرجو لكم اطيب الاوقات وانا اقول طبعاً استاذي الكريم استاذ بشير هذا ليس تهجماً على المعلمين الذين علمونا على كل حال اذا كانت بيدهم العصا او غير العصا ولكن هذا هو لب الواقع وهناك طبعاً استثناءات كثيرة ما بين المعلمين الذين بعضهم كان لنا اباً واخاً وغير ذلك. الجزائري: احسنت. المحاور: اذن الموضوع هو ليس تهجماً على المعلمين ولكن سيدي الكريم ايضاً اذا ما ذهبنا الى هذا الموضوع فنرى نفسنا لاشك اننا مرتبطون بالسياسة والسياسة ايضاً هي من تلاعبت بهذا الوضع فالاستعمار البريطاني والفرنسي والاستعمار الايطالي وغير ذلك الذين دخلوا الى بلادنا ففرنسية الجزائري هو اكثر من عربيته ويفهم الفرنسية اكثر من العربية والليبي لديه مشكلة في اللغة والمغربي انا لا افقه ما يقول لبعده عني وهو ايضاً لايفقه ما اقول انا لوضعي وتداخل كلمات اجنبية كل ذلك سيدي الكريم ألا تظن ان المعاصرة والسعي لمواكبة ما يحدث في العالم والانترنت وغير ذلك كان له باعاً طويلاً في اننا ابتعدنا عن واقع تراثنا؟ الجزائري: هذا لا شك فيه، شيء جميل جداً عند المربين الالمان وهذا اقوله نقلاً عن مفتش جزائري ذكره الله بألف خير ان ما زال حياً ورحمه الله ان ما غادر الى ذلك العالم الباقي. المحاور: اذا وافته المنية. الجزائري: السيد بورزق مدني كان يقول المربون الالمان يأتون بكبارهم، بسادتهم، بمفاخرهم ليكونوا معلمين في المدرسة الابتدائية والطبقة الثانية من المربين وارجو ان تفقه كلمتي من حضرتك ومن حضرات المستمعين الكرام انها مقصود بها المربون الذين يعملون خططاً ومناهج للارتقاء ببلدانهم وبشعوبهم لااولئك الذين يأخذون منهجاً كتب وعلى المعلم ان يفعل كذا، يدخل الى الصف عند دق الجرس وعليه ان ينبه التلاميذ على جمع ادواتهم قبل دق الجرس للفرصة لا اولئك الذين يرسمون المنهج التربوي لأمة، هؤلاء يقسمونهم طبقات ايضاً منهم المتقدم جداً يكون معلم الابتدائية ومن هو ادنى قليلاً منه يكون هو معلم المدرسة المتوسطة ومعلم المدرسة الثانوية حتى اذا جاءوا الى الجامعة جعلوا من هو كفوء او شبه كفوء. المحاور: يعني استاذ بشير المدرسة الابتدائية وانا لاحظت برنامج المدرسة الابتدائية في اليابان لديها ثلاث جدران فقط وليس هناك باب. الجزائري: نظرية المربي الامريكي الاكبر جونديول الذي كان يقول المدرسة هي ان لايكون الطفل الا في الفضاء الطلق اي ان يكون في الحديقة بدل ان تشرح له الزهور والوانها وانواعها تأخذه الى الحديقة يراها، يلمسها، يشمها، يلذها اذا وضع يده على زهرة منها قلت له ما اسمها، ما هذه الزهرة؟ ان اجابك فبها وان لم يجبك ليس من حقك ان تقول هذه فلان زهرة او فلان وردة وانما تلتفت الى بقية زملائه الصغار فتسأل من يعرف هذه الوردة؟ فيقول لك هذه وردة جوري او هذه هي الاس او هذه، هذه يسميها التعليم بالخبرة، خير العلم الخبرة هو يقول جونديول، هذا التعليم لم يمر في بلادنا نحن المسلمين ونحن اولى به من غيرنا ومتقدمون كأبن سينا رحمه الله الجامع المانع لكل ما وهب الله من المعارف كان يفعل مثل هذا. المحاور: طيب اذن دعوني يعني استاذ بشير الجزائري عفواً على المقاطعة يبدو ان لي اتصال من السعودية ومعي الاخ علي سلام عليكم اهلاً بك تفضل. علي: احيي الاستاذ بشير في برنامج الطارف والتليد، سؤالي للاستاذ بشير من المسؤول عن اخفاق التعليم في بلادنا الاسلامية، علي الشريدة السعودية. المحاور: نعم سيدي الكريم طبعاً اشكرك اخ علي على هذه المشاركة، تفضل. الجزائري: المسؤول انا وعلي الشريدة ورائد دباب وبقية القوم. المحاور: نعم. الجزائري: كلنا مسؤولون ليس من احد مسؤول، اعتدنا نحن في بلادنا الاسلامية ان نقول واستميحك ايضاً مرة اخرى عذراً ان اقول في بلادنا المسلمة التي حملناها بالقوة وبالقهر صفة الاسلامية وماهي بأسلامية، صحيح ان الاسلام فيها ولكنها ليست اسلامية انها بلاد مسلمة كما كنا نتحدث يوماً ما في الثقافة الاسلامية والثقافة المسلمة، لو كانت لنا صفة الاسلامية لكنا جميعاً الحاكم والمحكوم مسؤولين ازاء هذه النقطة وتلك النقطة من تعثر المسلمين ومن تقهقر احوالهم وتدهورها لكن لغياب هذه الروح، روح الاسلام الحق الصفي الزكي اصبحنا نقول المسؤول هو الحاكم، لو كان لنا حاكماً عادلاً لكنا قد بلغنا الذرى، الحاكم العادل هو ثمرة هذا الحديث الشريف: "حيثما تكونوا يولى عليكم" اذا كنا اولي خير ولى الله علينا خيراً، اذا كنا بعيدين عن الخير ولى الله علينا من هو من صنفنا من شأننا من طبعنا من جنسنا. المحاور: وهذا سيدي الكريم طبعاً اعتقد انه ضرب من المستحيل لأنه لا الحاكم ولا حتى مدير مدرسة ابتدائية ولا حتى المعلم سوف يرضى ان يأتي طفل ويحاسبه سيدي الكريم لم اخطأت في تدريسي لأن البعض يظن انه هو العقل الكامل المدبر المربي وهو لا يرى نفسه وهذه المعضلة تبدأ حتى تصل الى المسؤولين في الدول الاسلامية فكيف بك ان كانت من لديه السطوة والشرطة وغير ذلك وسلاح وعتاد وجيش، كيف يمكن لأبناء الشعب يقولون انت المربي فعليك ان تعلمنا بأفعالك. الجزائري: انا احب ان اقبل عينيك واشتهي ان اقول على ما كان المرحوم العلامة والفهامة الشيخ مهدي شمس الدين رحمه الله يقول: "اشتهي ان اقول" انا ايضاً اشتهي ان اقول لقد مارست التعليم والله التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط والثانوي والجامعي في بلاد مختلفة من بلاد المسلمين منها ما كان متقدماً فيه التعليم كالعراق ايام زمان قبل الموت مذ كان العراق حياً ومارسته ايضاً في لبنان وسوريا ومارسته في الجزائر والمغرب العربي ورأيت فيه اشياء كثيرة وطيبة واعود الى حبيبي المفدى الذي ذكرت اسمه اولاً وهو السيد بورزق مدني قال مرة من المرات احد المعلمين كان قد رأف بتلميذ صغير من تلاميذه واعطاه درجة عالية وهو ضعيف جداً، كان قد محا اخطاءه وجعلها صوابات واعطاه درجة عالية حتى يخرجه لأن الطفل ريفي ويأتي من مسافة بعيدة الى المدرسة بالمدينة فعطف عليه، كان هو وصاحبه يمر وذلك الطفل وزملاءه ايضاً كانوا يمرون فلما مر قال ذلك الطفل لزملاءه انظروا لهذا المعلم الحمار الذي اعطاني اعلى الدرجات، يعني الطفل كان يعلم انه لا يستحق هذه الدرجات. المحاور: حتى لانريد ان نغير مافي انفسنا. الجزائري: اكرمك الله، انا لست بناقل كفر انما هذه حقيقة تربوية حقيقية يعيشها الطفل والمعلم والمسؤول التربوي مفتشاً كان او وزيراً او مدير تربية في اي قطر من اقطار البلاد الاسلامية ولكن لايلتفت اليها الا اولئك القلة امثال بورزق مدني الذي كان ينقلها للناس، انا اتمنى ان تكون التربية قد بلغت غايتها في حياة المسلمين حتى ينالوا لانظاماً تعليمياً جيداً وانما ينالون نظاماً تربوياً جيداً يسعدون به ويسعدون غيرهم. المحاور: اسعدك الله، دعونا نذهب الى فاصل لحظات ونعود الى الاستاذ بشير الجزائري. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: تحية لكم مرة اخرى ونحن معكم في هذا اللقاء من الطارف والتليد وذلك من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حيث نتحدث اليوم حول حقيقة منظورة قلتها في بداية البرنامج، الموضوع ثقيل وجسيم وذو تأثير بليغ في حاضرنا ومستقبلنا المكتوب في هذه الدنيا وتلك الاتية الدائمة، طبعاً الموضوع هو تعليمنا وقيمنا وكنت انا في خدمة الاستاذ العزيز بشير الجزائري لهذه اللحظة. الجزائري: بل هو يشرف ان يكون في خدمتي. المحاور: انا اشكرك سيدي الكريم وانت تشرفني الحقيقة. الجزائري: عزيز. المحاور: دعنا من المجاملات لأن المخرج اول من سيتشاجر معنا بعد الفاصل وندخل الى الموضوع سيدي الكريم. الجزائري: هذا الذي استأذنته في الخروج منه هو حق من حقوقنا في التربية، لماذا لا يجامل احدنا الاخر؟ لماذا لا يظهر له المحبة؟ "اذا احببت اخاك فقل له اني احبك" رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). المحاور: بل من يحب يجب ان يتغزل ايضاً سيدي الكريم. الجزائري: رحم الله والديك. المحاور: ولكن انت تعلم عندما يجتمع القوم ويستمعون الى ما نقوله في التسجيل ويقولون لماذا انتم فاعلون هذا وهذا وعصر السرعة وهذا الموضوع يبعدنا عن لب الموضوع وترى انهم ملئوا قائمة بهذا الامر والمستمعين الافاضل جميعهم لايعلم هذه الامور لأنهم ليسوا في داخل اجتماع يتم فيه تقييم الموضوع، انا اتحدث بالجانب الاداري، على كل حال سيدي الكريم دعنا نذهب اذن توصلنا الى هذه النقطة اغفال التربية هو ناجم عن البعد عن حياض القيم الدينية التي لا يغنينا عنها فكر ولا يغنينا عنها فعل ايضاً، سيدي الكريم بما نخرج نظامنا التعليمي من وهدة الافراط والتفريط برأيك التي فعلت بها ما فعلت؟ الجزائري: اولاً نسأل الله سبحانه وتعالى العافية عافية الدين والدنيا. المحاور: آمين يا رب العالمين. الجزائري: عافية الدين ان نكون مستقيمين في فهم ما جاءنا به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عافية الدنيا ان نكون ايضاً قد استمتعنا بما كتب الله لنا من الحلال والمباح على وفق ما كتب لنا، اذا استطعنا ان نسير هذه السيرة يعني ان نبلغ العافية في الدين والدنيا على ما رسم الله سبحانه وتعالى لنا اما اذا سألتني أين هذا المرسوم؟ اقول لك هذا الذي جلته سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، جلته سيرة المعصومين الذين كتبهم الله سبحانه وتعالى حججاً علينا. المحاور: نعم. الجزائري: تقول أين هذه السيرة؟ اقول لك تعال نبدأ من اول كلمة في كتاب الله «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» قراءة ولكنها مشروطة، بماذا؟ بأسم الله سبحانه وتعالى: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ». المحاور: الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. الجزائري: الى هذا نقف نقول هذه الايات المباركات الطيبات المتوهجات في عيوننا وقلوبنا ما الذي منعها ان تترجم في سيرتنا؟ مالنا نقرأ ولانفقه؟ مالنا نحفظ ولا نترجم؟ لماذا نحفظ احسن الايات، اكمل الايات ولانعمل بها؟ المحاور: لربما نحن نؤمن بالكلمة لأن هذه الكلمة هي المنهاج والمنهاج اذن هي شهادة دراسية والشهادة الدراسية يعني العمل والعمل يعني الشبع ومن ثم عندما يكبر الشخص يبحث عن مكان يفر فرار الثعلب من بلده. الجزائري: رحم الله والديك. المحاور: ويلجأ الى الغربة. الجزائري: نحن مطلوب منا ان نعلم ومطلوب منا ان نعمل بما نعلم «اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا». المحاور: وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ. الجزائري: رحم الله والديك «اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ» هذه ذات جلاء عجيب، هذه الاية ذات جلاء عجيب لكل انسان ان الشكر الذي هو قولي والناس كلها تقول شكراً لله شكراً لله، الشكر لله الشكر لله، الحمد لله الحمد لله، حمداً لله حمداً لله يعني لا تمس القلب كلمة تمر من بين الشفتين وتمضي في الهواء، في الهواء الطلق ولا تعود. المحاور: نعم دعني سيدي الكريم ان اضع اسئلتي جانباً واتحدث اليك كما يقال وجهاً لوجه. الجزائري: هكذا انت طبعك دائماً. المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل، سيدي الكريم الا نطالب، نحن نطالب ابناءنا اكثر مما يطيقون يعني كيف يمكن لأبناءنا ان يذهبوا لما انت ذهبت اليه واذا نحن وضعنا القنوات الفضائيات المنمقة والجميلة والمزينة والمحلاة وغير ذلك من الصور والرقص الغناء وغير ذلك سيدي الكريم ومن ثم يذهب الى الخارج ويرى ذلك ايضاً ومن ثم يرى في الشارع ايضاً وفي المتنزة ايضاً وفي السينما ايضاً يعني أليست الهجمة هي لا تليق بمن يهاجم فقد استضعفناه واردنا منه ما لم يطيق برأيك؟ الجزائري: نعم هذا هو الظلم بعينه وهذا هو البعد عن كل المعاني التربوية وكل حياضها كما قلت انت في اثناء كلامك ولو كنا قريبين من رواء تلك الحياض لكنا رؤوفين بهؤلاء، لكنا صادقين صدقاً عملياً ازاءهم يعني يعرفون اننا نقول حقاً ونعمل صدقاً فيقولون حقاً ويعملون صدقاً. المحاور: اذن دعني الان اكون مدافعاً وكنت مدافعاً دائماً وسأبقى مدافعاً عن المعلمين، سيدي الكريم. الجزائري: سلام الله عليهم. المحاور: سيدي الكريم انا اعتقد ان المعلم الاول المسؤول هما الابوان. الجزائري: احسنت. المحاور: وليس علينا فضل على احد لكي نقول انا معلم، من كان بناءه من طين اسقطه الماء سيدي الكريم والمطر. الجزائري: احسنت. المحاور: ومن بناه على ارضية خصبة وقوية فأعتقد انه سوف لا يحيد عن سبيله. الجزائري: رسخ وشمخ. المحاور: فأنا اعتقد ايضاً ان هذه مسؤولية الوالدين ومسؤولية جميع المستمعين الافتضل ان شاء الله اذا ما كان لديهم بنين واذا ما كان ابناء لأحد يطالبوا آباءهم ان يكونوا بمستوى الابوة وبمستوى التعليم، دعوني ايها الاخوة والاخوات في نهاية هذه الحلقة اشكر جهود كل الذين شاركونا في هذا البرنامج واشكر الاستاذ بشير الجزائري واشكر مهندس الصوت الاستاذ بهرام غيبي وهو في سنه الستين او السبعين لازال يوكبنا بخير دائماً ان شاء الله، نشكر لكم هذا اللقاء، في امان الله ونبقى مع القيم مستمعينا الافاضل في الحلقة المقبلة ان شاء الله.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة