ولم يكن بايدن الذي يصور نفسه على أنه شخص يعمل على تيسير العلاقات مع خصومه بالخارج، سعيدا وهو يرى الصينيين يضعون الوفد الأمريكي في موقف محرج أثناء قمة ألاسكا، بحسب تقرير أعده تيم مورتوج، الزميل الزائر بمؤسسة التراث الأمريكية، ومدير الاتصال بحملة دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية 2020، ونشرته مجلة "ناشونال إنتريست".
وشهدت محادثات أنكوراغ، والتي تناقلت التقارير أنباءها على نطاق واسع، الدبلوماسي الصيني يانغ جيشي وهو يهاجم الولايات المتحدة بقوة في وجه وزير خارجيتها أنتوني بلينكن.
فقد أعلن بلينكن خلال الاجتماع أن تصرفات الصين "تهدد النظام القائم على القواعد والذي يضمن الاستقرار العالمي"، وتوعده يانغ، وهو أعلى مسؤول دبلوماسي في الحزب الشيوعي الصيني، بـ"إجراءات حازمة" ضد "التدخل الأمريكي"، داعيا إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة.
وقال يانغ: "لدى الكثيرين داخل الولايات المتحدة قليل من الثقة في الديمقراطية الأمريكية"، مشيرا إلى حركة "حياة السود مهمة."
وأضاف: "لا تملك الولايات المتحدة ما يؤهلها لأن تقول إنها تريد أن تتحدث إلى الصين من موقف قوة".
وبدلا من أن يدافع وزير الخارجية الأمريكي عن هذا الاتهام، أقر بلينكن، على نحو لا يصدق، هذه النقطة وقال: "إن الدولة التي تتمتع بالثقة، تستطيع أن تلتفت إلى أوجه القصور بها وأن تسعى باستمرار إلى التحسن، وهذا هو سر الخلطة الأمريكية".
وحتى الإصدارات الليبرالية أصابها الذهول إزاء الطريقة التي سخَّر بها الصينيون قوتهم لدحر القوة الأمريكية، التي لم تكن مستعدة للمواجهة.
وابتهج مؤيدو الموقف الصيني في أنحاء العالم، وقال الخبير الصيني دين تشينغ: "إن التغطية باللغة الصينية لما جرى في أنكوراغ، اتسمت بالابتهاج الشديد"، وهو ما رأى فيه انتصارا دعائيا للشيوعيين.
وفي وقت لاحق، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن عقوبات بحق مسؤولين اثنين في الحكومة الصينية، على خلفية اتهام بلادهم في مجال انتهاكات حقوق الإنسان.
ولم يكن ذلك سوى تأنيب بسيط في ظل جسامة الاتهامات، بحسب تقرير "ناشونال إنتريست".
وقال مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب السابقة، اتش آر ماكستر: "تعتقد الصين، والحزب الشيوعي الصيني، أنهما يحققان نصرا".
ويقول مورتوج إنه ليس بجديد على بايدن أن يجانبه الصواب تماما فيما يتعلق بالشيوعيين في الصين، فأثناء حملته الانتخابية في عام 2019، قلل بايدن على نحو سيئ من أهمية الصين كقوة اقتصادية، وأعلن أنها "لا تمثل منافسة" بالنسبة لأمريكا. كما تصرف بريبة، تدفع أي شخص إلى أن يفكر في نقيض ذلك، حيث تساءل في تعال واستنكار، "هل ستهزمنا الصين؟".
وأكد تقرير "ناشونال إنتريست"، أن أخطاء بايدن فيما يتعلق بالصين مثيرة للإزعاج في حد ذاتها، حتى دون وضع العلاقات المالية لنجله "هانتر بايدن" مع الصين، في الاعتبار.
وعندما كان بايدن نائبا للرئيس باراك أوباما، توجه هانتر بايدن إلى بكين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية "إير فورس 2"، حيث عقد اجتماعات وتوصل إلى صفقة هائلة مع "بنك الصين"، المملوك للدولة.
وقال أحد شركاء الأعمال السابقين لهانتر إن بايدن الأب كان على علم بالخطط المتنوعة لنجله، بل وكان له نصيب في بعضها.
ويرى مورتوج، أن وزير الدفاع الأمريكي في عهد الرئيس أوباما، كان لديه أسبابه عندما قال إن جو بايدن "كان على خطأ تقريبا فيما يتعلق بأي سياسة خارجية تقريبا، وأيضا فيما يخص سياسة الأمن القومي على مدار 4 عقود مضت".
واختتم مورتوج تقريره بالقول إنه بالنسبة لشخص يظهر في ثقة تامة أنه ليس هناك من يرى الأمور بوضوح كما يراها هو، فإن بايدن بالتأكيد يفسد الأمور كثيرا.