وقالت المصادر في عدن إن حكومة هادي لا تملك حتى اللحظة أي رؤية اقتصادية حقيقية لإنقاذ الوضع وانتشال المناطق الجنوبية والشرقية من الحظيظ الاقتصادي الذي دفع بالسواد الأعظم إلى خط الفقر المدقع.
وأدى الانهيار الاقتصادي وازدياد نسبة المجتمعات المحلية الأشد فقراً في المناطق الجنوبية إلى لجوء الشباب والأطفال من أبناء الجنوب إلى الانخراط في القتال مع التحالف السعودي الإماراتي سواءً في الجبهات الحدودية ضد انصارالله أو في الجبهات الشرقية كما يحدث اليوم في مأرب، وذلك طمعاً في الـ1000 ريال سعودي التي تصرف للمقاتلين في حال تواجدهم في مواقعهم وجبهاتهم العسكرية، فعلى الرغم من إدراك من ينخرطون في القتال من أبناء الجنوب خطورة الوضع العسكري للمقاتلين في صف التحالف بسبب عدم وجود التخطيط العسكري اللازم وبسبب عدم تلقي المقاتلين التدريب الكافي للقتال وإدراك بعض المقاتلين بأنهم قد يقتلون منذ اليوم الأول لهم في أي وحدة أو موقع عسكري إلا أنهم لا يبالون فيما قد يحل بهم طالما سيحصلون على مرتب شهري تصرفه اللجنة السعودية بنفسها.
ووفقاً لآخر المعلومات المستقاة من أكثر من مصدر مختص في عدن فإن الأوضاع المعيشية تفاقمت بشكل كبير في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية واستمرار انهيار العملة المحلية مع ارتفاع سعر الصرف، في الوقت الذي تعجز فيه حكومة هادي التي يتقاسم فيها السلطة كلاً من الإصلاح والمؤتمر والانتقالي، عن إيقاف استمرار انهيار العملة من جهة والفشل في الالتزام بصرف مرتبات موظفي الدولة والتي كانت حكومة هادي قد وعدت بأنها ستكون أول مهمة لها بعد عودتها إلى عدن.
ووصل الوضع بالمواطنين في المناطق الجنوبية إلى التهافت على الحصول على العملة الورقية التي تتعامل بها حكومة صنعاء بسبب ارتفاع قيمتها بمقابل انهيار العملة الجديدة التي أقدمت حكومة هادي على طباعتها خلال الأعوام الماضية والمقدرة بـ”تريليون ونصف” ريال، وبدون غطاء تأميني يحافظ على قيمتها الشرائية ما أدى إلى انهيارها، ومما زاد الوضع سوءاً هو عدم توريد إيرادات النفط والغاز من العملة الصعبة، والذي يتم بيعه سواءً بشكل رسمي أو عن طريق التهريب من قبل سلطة هادي وتورد المبالغ المالية إلى حسابات خاصة في البنك الأهلي السعودي وليس إلى البنك المركزي بعدن.
وعلى وقع التظاهرات التي تشهدها بعض المدن الجنوبية بين الحين والآخر من جهة كما حدث بعدن أمس الأول، وحالة الاحتقان التي يعيشها المواطنون في المناطق التي يفرض الإصلاح عليها سيطرته وقبضته لمنع خروج أي مظاهرات أو احتجاجات ضدها بسبب انهيار الوضع المعيشي من جهة ثانية، فإن من المرجح أن يشهد الشارع الجنوبي انتفاضة عارمة ضد الحكومة والمجلس الانتقالي والتحالف السعودي الإماراتي الذي يتحكم بهما ويديرهما، وهو ما بدأ مسؤولو هادي في عدن يشعرون به ويتوقعون حدوثه.