واقع الامر انّ داعش ينفذ الان عمليات غادرة وفقا لما تستهدفه الاجندات الدولية والاقليمية التي يزعجها ان يتنعم العراق وشعبه بالامن والامان والاستقرار، وهي الاجندات التي فشلت فشلا ذريعا في استغلال احداث تشرين الاول الاحتجاجية لقلب نظام الحكم الديمقراطي القائم في العراق وابقاء التواجد العسكري الاميركي فوق اراضي هذا البلد لغاية في نفس واشنطن وتل ابيب.
داعش اليوم مجرد عصابات ومرتزقة تتشكل من قطاع الطرق واللصوص والمجرمين الذين سخروا انفسهم لتمزيق اللحمة العراقية التي تعاظمت ببطولات الحشد الشعبي والجيش الوطني وقوات مكافحة الارهاب، واللافت انها تنفذ استراتيجية حرب الاستنزاف تجاه ابناء وادي الرافدين الاُصلاء دون ان تتعرض عصاباتها للقوات الاميركية المتواجدة في العراق وسوريا وفي دول المنطقة ايضا.
فقد كشفت مصادر سياسية محلية مطلعة عن قيام القوات الاميركية بادخال اربعة الاف داعشي نهاية عام 2020 الى العراق ضمن ارتال تحمل العلم الاميركي والتي لا يسمح بتفتيشها من قبل القوات الامنية العراقية.
ومن الثابت ان استغلال منفذ عرعر الحدودي لادخال ارهابيين دواعش سعوديين هو الآخر مؤشر يدل على تناغم اهداف واشنطن والرياض في تقويض السلم الاهلي في العراق وبما يدعم متطلبات التطبيع الخليجي مع اسرائيل التي يسرُّها ان يعم التوتر في الدول المحيطة بفلسطين المحتلة من اجل تنعم هي ومستوطنوها بالهدوء بعيدا عن ظهور اية قوة مقاومة ترفض الاحتلال الغربي الصهيوني في المنطقة.
من المؤكد ان التصدي التضحوي الذي قام به الحشد الشعبي في مواجهة تعرضات داعش في محافظتي ديالي (جبال حمرين) وصلاح الدين الى جانب عمليات (الثأر للشهداء) التي قامت بها القوات الجوية والبرية العراقية، هما دليل على ان المجاهدين العراقيين ممسكون بالأرض ويمتلكون زمام المبادرة مع الحاجة الى تقوية بعض المناطق الرخوة التي يمكن ان يتسلل منها الارهابيون التكفيريون كما حصل في عرعر تاكيدا على حماية السيادة الوطنية من اي عدوان غاشم خارجي او داخلي.
بقلم حميد حلمي البغدادي