ومن المعروف ان جميع الفصائل الثورية الفلسطينية تمتلك تاريخا حافلا بالبطولات والمواقف النضالية التي اقضت مضاجع العدو الاسرائيلي طيلة عقود من الزمن توجت في العشرين عاما الماضية بامتلاك المجاهدين الفلسطينيين لمقومات موازنة الرعب حيث اصبحت صواريخهم المتطورة تصيب المحتلين الصهاينة في مواقع كانت سابقا بعيدة عن متناول ايدي المقاتلين.
ولا شك في ان هذه المناورات المرتقبة تشكل ضرورة قصوى على مستوى توزيع الوظائف والادوار باتجاه لجم العربدة العسكرية الصهيونية المتكررة وآخرها الغارة الجوية التي شنها العدو الغاصب على قطاع غزة ليلة امس السبت والتي تصاحبت مع قصف عنيف استهدف مدينة غزة.
في الواقع فان هذا العدوان الوقح ياتي نتيجة لفاعلية المقاومة الفلسطينية وتواصل عملياتها في انحاء الارض المحتلة ومن ذلك تفجير عبوة ناسفة بدورية اسرائيلية في بلدة العديسة والتي عتم الصهاينة على المعلومات المتعلقة باعداد قتلاهم وجرحاهم جراء ذلك.
من المؤكد ان فصائل المقاومة الفلسطينية اذ تخطط للقيام بالمناورات المشتركة ترى ان تعزيز التعاون والعمل المشترك بين المنظمات والحركات النضالية لابد ان يؤدي الى رفع جهوزيتها بشكل دائم ومستمر وبما ينتج عنه تناغم الاستعدادات القتالية التي تتمتع بها كل على حدة وحشدها في بوتقة واحدة للرد على اي عنوان غاشم.
في هذا المضمار اعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية انها ستعلن رسميا عن تفاصيل المناورة وتوقيتها وفق مقتضيات الميدان داعية الجميع الى التحلي بالمسؤولية واخذ المعلومات بهذا الخصوص من مصادرها الرسمية. وكانت الغرفة المشتركة قد صرحت في ايلول 2020 انها لن تسمح للعدو الصيوني باستهداف الشعب الفلسطيني ومواقعها مؤكدة ان (القصف بالقصف).
وبرأي الخبراء العسكريين والاستراتيجيين فان اجراء هذه المناورات الفلسطينية ممكن جدا نظرا لامتلاك قوى محور المقاومة على الميادين العملية لها والتي تتشابه في تضاريسها مع تضاريس فلسطين المحتلة شمالا وجنوبا الامر الذي يعزز الجهوزية القتالية بقدرات هائلة ستعمل على تطوير قابلياتها وتقنياتها الدفاعية والهجومية برا وبحرا وجوا لتكون قادرة على تحقيق قفزات جبارة في هذا الاتجاه.
من المتيقن به ان فصائل الثورة الفلسطينية بمختلف توجهاتها الفكرية والسياسية تخطت حواجز عقائدية ونفسية كانت تفصلها بعضها عن بعض وهي اليوم اكثرا استعدادا للتنسيق والتعاون والتلاحم وذلك بعدما ايقنت ان طريق التساوم الذي التزمه البعض لم يعد سوى بالفشل والخيبة .وان سبيل الكفاح المسلح الذي تتوفر مقوماته اليوم اكثر من اي وقت مضى هو الكفيل بايلام الاحتلال الصهيوني وحماته وتوجيه الضربات القاصمة الى جيشه المجرم.
بقلم : حميد حلمي البغدادي