وخلال حوار مع ناخبين نقلته مباشرة على الهواء شبكة "إيه بي سي"، في نفس الوقت الذي كان فيه ترامب يشارك في حوار مماثل على هواء شبكة "أن بي سي"، قال بايدن "نحن في وضع لدينا فيه أكثر من 210.000 وفاة، وماذا يفعل (ترامب)؟ لا شيء. هو ما زال لا يضع كمامة، إلخ".
وعلى نقيض منافسه الجمهوري، جعل جو بايدن من امتثاله الصارم لتدابير مكافحة فيروس كورونا المستجدّ، منذ بداية الجائحة، أحد مداميك حملته الانتخابية، في سياسة عادت عليه بانتقادات شديدة من ترامب الذي لم ينفكّ يهزأ من نائب الرئيس السابق، متّهماً إياه بالاختباء خلف الفيروس لتجنّب الاتّصال المباشر بالناخبين والصحافة.
وفي الحوار الذي جمعه مع عيّنة من الناخبين في فيلادلفيا وأداره الصحافي جورج ستيفانوبولوس، أكّد بايدن أنّ "الأميركيين ليسوا في حالة هلع. إنّه هو (ترامب) من انتابه الهلع".
وكان من المفترض أن يتواجه المرشحان الجمهوري والديموقراطي مساء الخميس في مناظرتهما الثانية، لكنّ هذه المناظرة ألغيت بعدما رفض ترامب المشاركة فيها إثر قرار المنظّمين تحويلها إلى مناظرة افتراضية بسبب إصابة الرئيس بكوفيد-19
وبدلاً من أن يتناظرا وجهاً لوجه، وإن عبر شاشة، اختار المرشّحان أن يردّا على أسئلة الناخبين مباشرة على الهواء، لكن كل منهما على محطة تلفزيونية مختلفة.
واختار ترامب الردّ على أسئلة الناخبين على مدى ساعة في ميامي بولاية فلوريدا عبر شبكة "أن بي سي" التلفزيونية في الوقت الذي كان فيه بايدن يشارك على هواء شبكة "أيه بي سي" المنافسة في حوار مماثل في ولاية بنسلفانيا، مسقط رأسه.
وكان ترامب فاز في 2016 في هاتين الولايتين الحاسمتين، لكنّ استطلاعات الرأي الحالية تظهر أنّ بايدن (77 عاماً) متقدّم فيهما على ترامب (74 عاماً).
ويتقدّم نائب الرئيس الأميركي السابق بفارق عشر نقاط تقريبا على المستوى الوطني في استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية المقرّرة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، وخصوصاً لكن بهامش أضيق في الولايات المتأرجحة التي تحسم نتيجة الانتخابات لأن الغالبية فيها غير واضحة أي يمكن أن تنتقل من حزب الى آخر في كل دورة انتخابية.
وانسحب التناقض بين ترامب وبايدن على أسلوبيهما في الحوار مع الناخبين، إذ قدّم بايدن لمحاوريه إجابات مطوّلة بنبرة هادئة، بينما بدا ترامب غاضباً.
وكان بايدن وصل إلى مكان ندوة "إيه بي سي" واضعاً كمامة لكنّه نزعها عن وجهه ما أن بدأ الحوار.
وشاركت في الحوار عيّنة صغيرة من الناخبين جلسوا بعيدين عن بعضهم البعض التزاماً بتدابير منع تفشي الفيروس، ووضعوا كمامات لم يسمح لهم بنزعها إلا عند تناول الميكروفون لمحاورة نائب الرئيس السابق باراك أوباما.