(١)
كربلاء تنادي للفلاح
===========
جاء المحرم فاندبْ أيها الزمنُ
وابكِ الحُسينَ الذي أودتْ بهِ الإحَنُ
واذكرْ على مَذبحِ الرَّمضاءِ واقعةً
شابَتْ لِأهوالِها الأزهارُ والفَنَنُ
في يوم عاشور ضحَّى والقلوبُ صَغَتْ
عبر الزمانِ لصوتٍ دامَ يمتَحِنُ
يدعو الميامينَ للإيثارِ مُنقلَباً
وللعرُوجِ سبيلاً دونَهُ مِحنُ
ذي كربلاءُ تنادي للفلاحِ هُدىً
وليس يدنو إلى عليائها الوُهُنُ
إنَّ الشهيدَ هو الإخلاصُ قاطبةً
ولَلْحُسينُ أبو الإقدامِ والحَسنُ
هُما عَرينُ الهدى لم يَحوِ مُوبِقةً
سبطانِ يهواهُما الإيمانُ والسُنَنُ
(٢)
زال الطغاة وظلَّ ذِكرُكَ خالدٌ
===============
دُم يا حسين ُ بمجدِكَ الوضاءِ
فلكُ الخلودُ بيومِ عاشوراءِ
ودمُ الشهادةِ كربلاءُ ضحيةٌ
نُحِرَتْ وكانتْ معدِنَ العلياءِ
زالَ الطغاةُ وظلَّ ذِكرُكَ خالدٌ
ولواءَ عاشوراءَ في استعلاءِ
وبَنو العقيدةِ تستمِدُّ مِن الهدى
في كربلاءَ طريقةَ الشُّرَفاءِ
نهجٌ تشرَّبَ بالنقاءِ مسيرةً
هيهاتَ يقبلُ فِعلةَ اللُّعَناءِ
(٣)
ما أنصفوا قدراً لآلِ محمدٍ
===============
يا بنَ المُباهلةِ العظيمةِ والهدى
أوَ مثلُ طُهرِكَ يستهينُ بهِ العِدى
تاللهِ أنتَ إمامُ حقٍّ عادلٌ
وهُمُ الخروجُ على النبيِّ المقتدى
ما أنصفُوا قدراً لآلِ محمدٍ
في يومِ عاشوراءَ قتلاً للهُدى
قسماً بيومكِ يا حسينُ مجاهداً
جيش الضلالِ وهم أعقُّ مَن اعتدى
سنظلُّ في ذكراكَ نحملُ رايةً
يسمو بها الرَّكبُ الكريمُ على المدى
(٤)
ودماءُ الطفوفِ تهدي نضالاً
===============
قُمْ وجدِّدْ روايةَ المقتولِ
وهو دامي الحشا بسيفِ الذُحولِ
يا لَحُزنِ الأنامِ تبكيهِ سبطاً
في ثرىً دافقٍ بماءٍ جزيلِ
إنّ يوماً اُحيطَ فيه حسينٌ
وذراري الهدى بظلمٍ وبيلِ
ليسَ يُنسى فالذكرياتُ كتابٌ
فيهِ من كربلاءَ نهجُ الأصيلِ
ودماءُ الطفوفِ تهدي نضالأً
مستنيراً إلى القريبِ الجميلِ
(٥)
بدمِ الشهادةِ كربلاءُ مُعَنوَنُ
===============
بدمِ الشهادةِ كربلاءُ مُدوَّنُ
ونداءِ هيهات الحسينِ مُعنوَنُ
ذِكْرٌ تخلّدَ في النُفوسِ مُحشِّداً
كُلَّ الاُباةِ ومَنْ بهِ يتيَقَّنُ
طوبى لزوارِ الحُسينِ مفازةً
في ليلةٍ نفحاتُها تتبيَّنُ
يأتونَ قبراً بالشهادةِ ناطقٌ
ولهُ مِن البرَكاتِ ما لا يُخمَنُ
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي