من الأعمال المؤكدة في يوم عيد الأضحى المبارك ، قراءة دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام و هو الدعاء رقم 48 من الصحيفة السجادية و هو على الشكل الآتي:
" اللهُم هذا يومٌ مُباركٌ ميمُونٌ، و المُسلِمُون فِيهِ مُجتمِعُون فِي أقطارِ أرضِك ، يشهدُ السائِلُ مِنهُم و الطالِبُ و الراغِبُ و الراهِبُ ، و أنت الناظِرُ فِي حوائِجِهِم ، فأسألُك بِجُودِك و كرمِك و هوانِ ما سألتُك عليك أن تُصلي على مُحمدٍ و آلِهِ .
و أسألُك اللهُم ربنا بِأن لك المُلك و لك الحمد لا إِله إِلا أنت، الحلِيمُ الكرِيمُ الحنانُ المنانُ ذُو الجلالِ و الإِكرامِ ، بدِيعُ السماواتِ و الأرضِ ، مهما قسمت بين عِبادِك المُؤمِنِين ، مِن خيرٍ أو عافِيةٍ أو بركةٍ أو هُدًى أو عملٍ بِطاعتِك ، أو خيرٍ تمُن بِهِ عليهِم تهدِيهِم بِهِ إِليك ، أو ترفعُ لهُم عِندك درجةً ، أو تُعطِيهِم بِهِ خيراً مِن خيرِ الدنيا و الآخِرةِ أن تُوفر حظي و نصِيبِي مِنهُ .
و أسألُك اللهُم بِأن لك المُلك و الحمد لا إِله إِلا أنت، أن تُصلي على مُحمدٍ عبدِك و رسُولِك و حبِيبِك و صِفوتِك و خِيرتِك مِن خلقِك ، و على آلِ مُحمدٍ الأبرارِ الطاهِرِين الأخيارِ ، صلاةً لا يقوى على إِحصائِها إِلا أنت ، و أن تُشرِكنا فِي صالِحِ من دعاك فِي هذا اليومِ مِن عِبادِك المُؤمِنِين يا رب العالمِين ، و أن تغفِر لنا و لهُم إِنك على كُل شيءٍ قدِيرٌ .
اللهُم إِليك تعمدتُ بِحاجتِي ، و بِك أنزلتُ اليوم فقرِي و فاقتِي و مسكنتِي ، و إِني بِمغفِرتِك و رحمتِك أوثقُ مِني بِعملِي ، و لمغفِرتُك و رحمتُك أوسعُ مِن ذُنُوبِي ، فصل على مُحمدٍ و آلِ مُحمدٍ ، و تول قضاء كُل حاجةٍ هِي لِي بِقُدرتِك عليها ، و تيسِيرِ ذلِك عليك ، و بِفقرِي إِليك و غِناك عني، فإِني لم أُصِب خيراً قط إِلا مِنك ، و لم يصرِف عني سُوءاً قط أحدٌ غيرُك ، و لا أرجُو لِأمرِ آخِرتِي و دُنياي سِواك .
اللهُم من تهيأ و تعبأ و أعد و استعد لِوِفادةٍ إِلى مخلُوقٍ رجاء رِفدِهِ و نوافِلِهِ و طلب نيلِهِ و جائِزتِهِ ، فإِليك يا مولاي كانتِ اليوم تهيِئتِي و تعبِئتِي و إِعدادِي و استِعدادِي رجاء عفوِك و رِفدِك و طلب نيلِك و جائِزتِك .
اللهُم فصل على مُحمدٍ و آلِ مُحمدٍ ، و لا تُخيبِ اليوم ذلِك مِن رجائِي ، يا من لا يُحفِيهِ سائِلٌ و لا ينقُصُهُ نائِلٌ ، فإِني لم آتِك ثِقةً مِني بِعملٍ صالِحٍ قدمتُهُ ، و لا شفاعةِ مخلُوقٍ رجوتُهُ إِلا شفاعة مُحمدٍ و أهلِ بيتِهِ عليهِ و عليهِم سلامُك .
أتيتُك مُقِراً بِالجُرمِ و الإِساءةِ إِلى نفسِي ، أتيتُك أرجُو عظِيم عفوِك الذِي عفوت بِهِ عنِ الخاطِئِين ، ثُم لم يمنعك طُولُ عُكُوفِهِم على عظِيمِ الجُرمِ أن عُدت عليهِم بِالرحمةِ و المغفِرةِ ، فيا من رحمتُهُ واسِعةٌ ، و عفوُهُ عظِيمٌ ، يا عظِيمُ يا عظِيمُ ، يا كرِيمُ يا كرِيمُ ، صل على مُحمدٍ و آلِ مُحمدٍ ، و عُد علي بِرحمتِك و تعطف علي بِفضلِك و توسع علي بِمغفِرتِك .
اللهُم إِن هذا المقام لِخُلفائِك و أصفِيائِك و مواضِع أُمنائِك فِي الدرجةِ الرفِيعةِ التِي اختصصتهُم بِها قدِ ابتزوها ، و أنت المُقدرُ لِذلِك ، لا يُغالبُ أمرُك ، و لا يُجاوزُ المحتُومُ مِن تدبِيرِك ، كيف شِئت و أنى شِئت ، و لِما أنت أعلمُ بِهِ غيرُ مُتهمٍ على خلقِك و لا لِإِرادتِك ، حتى عاد صِفوتُك و خُلفاؤُك مغلُوبِين مقهُورِين مُبتزين ، يرون حُكمك مُبدلًا ، و كِتابك منبُوذاً ، و فرائِضك مُحرفةً عن جِهاتِ أشراعِك ، و سُنن نبِيك مترُوكةً .
اللهُم العن أعداءهُم مِن الأولِين و الآخِرِين ، و من رضِي بِفِعالِهِم و أشياعهُم و أتباعهُم .
اللهُم صل على مُحمدٍ و آلِ مُحمدٍ إِنك حمِيدٌ مجِيدٌ ، كصلواتِك و بركاتِك و تحِياتِك على أصفِيائِك إِبراهِيم و آلِ إِبراهِيم ، و عجلِ الفرج و الروح و النصرة و التمكِين و التأيِيد لهُم .
اللهُم و اجعلنِي مِن أهلِ التوحِيدِ و الإِيمانِ بِك ، و التصدِيقِ بِرسُولِك ، و الأئِمةِ الذِين حتمت طاعتهُم مِمن يجرِي ذلِك بِهِ و على يديهِ آمِين رب العالمِين .
اللهُم ليس يرُد غضبك إِلا حِلمُك ، و لا يرُد سخطك إِلا عفوُك ، و لا يُجِيرُ مِن عِقابِك إِلا رحمتُك ، و لا يُنجِينِي مِنك إِلا التضرعُ إِليك و بين يديك ، فصل على مُحمدٍ و آلِ مُحمدٍ ، و هب لنا - يا إِلهِي - مِن لدُنك فرجاً بِالقُدرةِ التِي بِها تُحيِي أموات العِبادِ ، و بِها تنشُرُ ميت البِلادِ ، و لا تُهلِكنِي - يا إِلهِي - غماً حتى تستجِيب لِي ، و تُعرفنِي الإِجابة فِي دُعائِي ، و أذِقنِي طعم العافِيةِ إِلى مُنتهى أجلِي ، و لا تُشمِت بِي عدُوي ، و لا تُمكنهُ مِن عُنُقِي ، و لا تُسلطهُ علي .
إِلهِي إِن رفعتنِي فمن ذا الذِي يضعُنِي ، و إِن وضعتنِي فمن ذا الذِي يرفعُنِي ، و إِن أكرمتنِي فمن ذا الذِي يُهِينُنِي ، و إِن أهنتنِي فمن ذا الذِي يُكرِمُنِي ، و إِن عذبتنِي فمن ذا الذِي يرحمُنِي ، و إِن أهلكتنِي فمن ذا الذِي يعرِضُ لك فِي عبدِك أو يسألُك عن أمرِهِ . و قد علِمتُ أنهُ ليس فِي حُكمِك ظُلمٌ ، و لا فِي نقِمتِك عجلةٌ ، و إِنما يعجلُ من يخافُ الفوت ، و إِنما يحتاجُ إِلى الظلمِ الضعِيفُ ، و قد تعاليت - يا إِلهِي - عن ذلِك عُلُواً كبِيراً .
اللهُم صل على مُحمدٍ و آلِ مُحمدٍ ، و لا تجعلنِي لِلبلاءِ غرضاً ، و لا لِنقِمتِك نصباً ، و مهلنِي و نفسنِي ، و أقِلنِي عثرتِي ، و لا تبتلِيني بِبلاءٍ على أثرِ بلاءٍ ، فقد ترى ضعفِي و قِلة حِيلتِي و تضرعِي إِليك .
أعُوذُ بِك اللهُم اليوم مِن غضبِك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و أعِذنِي .
و أستجِيرُ بِك اليوم مِن سخطِك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و أجِرنِي .
و أسألُك أمناً مِن عذابِك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و آمِني .
و أستهدِيك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و اهدِنِي .
و أستنصِرُك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و انصُرنِي .
و أسترحِمُك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و ارحمنِي .
و أستكفِيك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و اكفِنِي .
و أسترزِقُك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و ارزُقنِي .
و أستعِينُك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و أعِني .
و أستغفِرُك لِما سلف مِن ذُنُوبِي ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و اغفِر لِي .
و أستعصِمُك ، فصل على مُحمدٍ و آلِهِ و اعصِمنِي .
فإِني لن أعُود لِشيءٍ كرِهتهُ مِني إِن شِئت ذلِك .
يا رب يا رب ، يا حنانُ يا منانُ ، يا ذا الجلالِ و الإِكرامِ ، صل على مُحمدٍ و آلِهِ ، و استجِب لِي جمِيع ما سألتُك و طلبتُ إِليك و رغِبتُ فِيهِ إِليك ، و أرِدهُ و قدرهُ و اقضِهِ و أمضِهِ ، و خِر لِي فِيما تقضِي مِنهُ ، و بارِك لِي فِي ذلِك ، و تفضل علي بِهِ ، و أسعِدنِي بِما تُعطِينِي مِنهُ ، و زِدنِي مِن فضلِك و سعةِ ما عِندك ، فإِنك واسِعٌ كرِيمٌ ، و صِل ذلِك بِخيرِ الآخِرةِ و نعِيمِها ، يا أرحم الراحِمِين " .
ـ ثُم تدعُو بِما بدا لك ، و تُصلي على مُحمدٍ و آلِهِ ألف مرةٍ . هكذا كان يفعلُ عليهِ السلامُ .