اَللَّهُمَّ اِنَّكَ انَسُ (۱) الْانِسينَ لِاَوْلِيائِكَ، واَحْضَرُهُمْ بِالْكِفايَةِ لِلْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ، تُشاهِدُهُمْ في سَرائِرِهِمْ، وتَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ في ضَمائِرِهِمْ، وتَعْلَمُ مَبْلَغَ بَصائِرِهِمْ، فَاَسْرارُهُمْ لَكَ مَكْشُوفَةٌ، وقُلُوبُهُمْ اِلَيْكَ مَلْهُوفَةٌ، اِنْ اَوْحَشَتْهُمُ الْغُرْبَةُ انَسَهُمْ ذِكْرُكَ، واِنْ صُبَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَصائِبُ لَجَؤُوا اِلَى الْاِسْتِجارَةِ بِكَ، عِلْماً بِاَنَّ اَزِمَّةَ الْاُمُورِ بِيَدِكَ، ومَصادِرَها عَنْ قَضائِكَ.
اَللَّهُمَّ فَاِنْ فَهِهْتُ (۲) عَنْ مَسْأَلَتي اَوْ عَميتُ عَنْ طَلِبَتى، فَدُلَّني عَلى مَصالِحي وخُذْ بِقَلْبي اِلى مَراشِدي (۳)، فَلَيْسَ ذلِكَ بِنُكْرٍ (٤) مِنْ هِداياتِكَ، ولا بِبِدْعٍ (٥) مِنْ كِفاياتِكَ، اَللَّهُمَّ احْمِلْني عَلى عَفْوِكَ، ولا تَحْمِلْني عَلى عَدْلِكَ.
اَللَّهُمَّ مُنَّ عَلَىَّ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، والتَّفْويضِ اِلَيْكَ، والرِّضا بِقَدَرِكَ، والتَّسْليمِ لِاَمْرِكَ، حَتّى لا اُحِبَّ تَعْجيلَ ما اَخَّرْتَ، ولا تَاْخيرَ ما عَجَّلْتَ، يا رَبِّ الْعَالَمِينَ.
(۱) آنس: اشدّ انساً.
(۲) فهه: كفرح – عيّ فلم يستطع البيان.
(۳) المراشد: مواضع الرشد.
(٤) النكر: المنكر.
(٥) البدع: للامر يكون اوّلاً، اي الغريب غير المعهود.