اللهم انك قلت في محكم كتابك الناطق على لسان نبيك الصادق صلوات الله عليه وآله: «فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ» (٤).
فها انا يا رب مستكين، متضرع اليك، عائذ بك، متوكل عليك، وقلت يا سيدي ومولاي: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا» (٥).
وانا ياسيدي استغفرك واتوب، وابوء بذنبي واعترف بخطيئتي واستقيلك عثرتي، فهب لي ما انت به خبير، وقلت جل ثناؤك وتقدست اسماؤك: «يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (٦)
فلبيك اللهم لبيك وسعديك والخير في يديك، انا سيدي المسرف على نفسي وقد وقفت مواقف الاذلاء المذنبين العاصين المتجرئين عليك، المستخفين بوعدك ووعيدك، اللاهين عن طاعتك وطاعة رسولك.
فأيّ جرأة اجترات عليك، واي تغرير غررت بنفسي، فانا المقر بذنبي، المرتهن بعملي، المتحير عن قصدي، المتهور في خطيئتي، الغريق في بحور ذنوبي، المنقطع بي، لا اجد لذنوبي غافراً، ولا لتوبتي قابلاً، ولا لندائي سامعاً، ولا لعثرتي مقيلاً، ولا لعورتي ساترا، ولا لدعائي مجيبا غيرك.
(٤) المؤمنون: ۷٦.
(٥) النساء: ٦٤.
(٦) الزمر: ٥۳.