الهي فايّ نعمك اشكر، ما ابتدأتني منها بلا استحقاق او حلمك عني بادامة النعم وزيادتك اياي كأني من المحسنين الشاكرين ولست منهم.
الهي فلم ينقض عجبي من نفسي ومن اي اموري كلها لا اعجب، من رغبتني عن طاعتك عمدا، او من توجهي الى معصيتك قصداً، او من عكوفي على الحرام بما لو كان حلالاً لما اقنعني.
فسبحانك ما اظهر حجتك علي، واقدم صفحك عني، واكرم عفوك عمن استعان بنعمتك على معصيتك وتعرض لك على معرفته بشدة بطشك وصولة سلطانك وسطوة غضبك.
الهي ما اشد استخفافي بعذابك(۲) اذ بالغت في اسخاطك واطعت الشطان وامكنت هواي من عناني وسلس له قيادي، فلم اعص الشيطان ولا هواي رغبة في رضاك ولا رهبة من سخطك.
فالويل لي منك ثم الويل، اكثر ذكرك في الضراء واغفل عنه في السراء، واخف في معصيتك، واثاقل عن طاعتك، مع سبوغ نعمتك علي وحسن بلائك لدي وقلة شكري، بل لاصبر لي على بلاء ولا شكر لي على نعماء.
(۲) استحقاقي لعذابك (خ ل).