وبين المعلم أنه “لتجنيب المدنيين مخاطر العمل العسكري تم فتح ممر إنساني من مطار أبو الظهور تم من خلاله استقبال مئات العائلات السورية التي جاءت من إدلب إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري”، مشيراً إلى أنه “على الفصائل الراغبة بالتسوية أن تعلن موقفها وأن تقوم بالتزاماتها في عملية المصالحة وهو ما نأمل أن يتم”.
وحول المعلومات بشأن التحضير لهجوم كيميائي مزعوم في إدلب تنفذه ما تسمى “الخوذ البيضاء” قال المعلم إن “الخوذ البيضاء اختطفت عشرات الأطفال وبدأت تبث عبر مواقع الانترنت شهادات مفبركة لهم كما تم تهريب حاويات تحتوي على غاز الكلور إلى مناطق في إدلب تسيطر عليها (الخوذ البيضاء) عبر (جبهة النصرة) وبالتعاون مع المخابرات البريطانية للتحضير لسيناريو سيتم بثه على العالم بعد بدء العمل العسكري في إدلب”.
الوجود العسكري الأمريكي في سوريا غير شرعي
وأشار المعلم إلى أن التحضير لعدوان ثلاثي ضد سوريا بذريعة استخدام السلاح الكيميائي ليس جديدا حيث اعتدت الولايات المتحدة على مطار الشعيرات بذريعة استخدامه في خان شيخون بريف ادلب كما تم شن عدوان ثلاثي على سوريا في نيسان الماضي بذريعة استخدام الكيميائي في دوما قبل أن يبدأ المحققون الدوليون بالتحقيق في استخدامه. وقال المعلم إن “هذه ذريعة فقط لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي ولم يعد أحد يصدق هذه الروايات وخاصة بعد أن قامت (إسرائيل) بنقل أعداد من (الخوذ البيضاء) من المحافظات الجنوبية إليها ثم الى الأردن واعتراف الغرب بأنه هو من يحتضن ويمول هذه المجموعة”.
وجدد المعلم التأكيد على أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا غير شرعي ومعاد لمصالح الشعب السوري وأن الحكومة السورية تقف موقفا حازما تجاهه وتقاومه، لافتاً إلى ان الإدارة الامريكية مكرسة لخدمة مصالح “إسرائيل” وتنفذ في منطقتنا السياسة التي تمليها عليها، نافيا عقد أي اجتماعات سورية مع الإدارة الأمريكية أو ممثليها.
دول الخليج (الفارسي) ليست صاحبة قرار فهي تنفذ ما يأتيها من واشنطن
وقال المعلم إن الولايات المتحدة “أظهرت عداء سافراً لسوريا منذ العام 2011 عندما اندلعت الأزمة فيها ومازالت وهي حتى الآن وببراهين ملموسة تدعم تنظيم (داعش) وزودت (جبهة النصرة) بالسلاح وتحضر الآن لعدوان ثلاثي بذريعة السلاح الكيميائي وهذا جزء من مؤازرتها لتنظيم (داعش) ولإطالة أمد الأزمة في سوريا ولاسيما أننا في ربع الساعة الأخير من انتهاء الأزمة.
وأوضح المعلم أن دول الخليج (الفارسي) ليست صاحبة قرار فهي تنفذ ما يأتيها من واشنطن وتمول وجودها العسكري غير الشرعي في سوريا وقال “لا أدري إن بقي لديها أموال أصلا”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “ما سمعناه في المؤتمر الصحفي للوزيرين سيرغي لافروف وعادل الجبير هو لغة جديدة نسمعها من الموقف السعودي وهو أمر وإن جاء متأخرا نرحب به”، لافتاً إلى أن سوريا ترحب بأي بلد عربي يريد استئناف علاقاته معها. وشدد المعلم على أن العلاقة السورية الإيرانية عميقة واستراتيجية وليست موضع مساومة وأن التفاهم الروسي التركي “مهم” وقال “نحن لا نتطلع إلى مواجهة مع تركيا ولكن على الأتراك أن يدركوا أن محافظة إدلب وغيرها أراض سورية تخضع للسيادة السورية”.
وبين المعلم أن إعادة الإعمار بدأت بجهود الحكومة السورية وبتمويل حكومي، مشيراً إلى أن العملية تحتاج أيضاً إلى خبرة وتمويل خارجي وهذا متوفر لدى دول صديقة مثل روسيا وإيران والهند وماليزيا والصين والبرازيل. وحول جهود التسوية السياسية للأزمة في سوريا على صعيد جنيف وأستانا وسوتشي قال المعلم “إن لكل دوره في التسوية السياسية فأستانا نظمت مناطق تخفيف التوتر ولها طابع عسكري أكثر منه سياسي وفي سوتشي كان مقر الحوار السوري السوري الذي شكل نقطة تحول مهمة تمت الاستفادة منها في جنيف لكن الأخير مع الأسف مازال راسخا؟؟؟ تحت ضغوط غربية ولذلك لم يتقدم”.
وأشار المعلم إلى أن التهديدات الإسرائيلية ضد سورية مستمرة وليست جديدة فـ”إسرائيل” ارتكبت اعتداءات ضد عدة مناطق سورية وقال “نحن سنرد والآن.. نحن نرد من خلال ضرب أدواتهم الإرهابية في سوريا وما جرى في محافظات الجنوب.. القنيطرة ودرعا والسويداء سيجري في مناطق أخرى”.
الرهان على الأمريكيين وهم لأنهم مشهورون بالتخلي عن حلفائهم
ورداً على سؤال حول الحوار مع السوريين الأكراد أكد المعلم “أن الأكراد جزء من النسيج السوري ومهما كانت الوعود الأمريكية لهم فعليهم مراجعة تجاربهم طيلة أكثر من مئة عام بالاعتماد على دول كبرى وكيف تخلت عنهم”، مشيراً إلى “أن الحكومة السورية جاهزة لمواصلة الحوار مع السوريين الأكراد دون تدخل خارجي”. وقال المعلم إن “الرهان على الأمريكيين وهم لأنهم مشهورون بالتخلي عن حلفائهم وأن الرهان الحقيقي هو على الوطن وأن سورية مصممة على استعادة كل أراضيها بما فيها مناطق شرق الفرات.. ولن تسمح بالانفصال والفيدرالية”. إلى ذلك جدد الوزير المعلم دعوة الحكومة السورية للمهجرين السوريين للعودة إلى وطنهم وقال إن “عودتهم مرحب بها ومطلوبة وهي في صالحهم وصالح سوريا لأننا نريد أن يسهموا ببرامج إعادة الإعمار كأيد عاملة ماهرة وأن يعودوا إلى حضن وطنهم”.