البث المباشر

تفسير موجز للآيات 26 الى 28 من سورة القصص

السبت 11 إبريل 2020 - 08:46 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 701

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين وصل وسلم على النبي الأمين وعلى آله الأطهرين..

إخوة الإيمان سلام من الله عليكم وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة وتفسير آي أخر من سورة القصص نستهله بالآية السادسة والعشرين:

 قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿٢٦﴾

 

تبين في الحلقة السابقة أن موسى عليه السلام أعان إبنتي النبي شعيب عليه السلام في سقي الغنم، فدعاه أبوهما الى المنزل ليجزيه أجر ما سقي لهما، فهناك "قالت إحداهما" وإسمها صفورة وهي التي تزوج بها موسى فيما بعد: "يا أبت استأجره" أي اتخذه أجيراً "إ، خير من استأجرت القوي الأمين" وأمانته جعلت خيراً إسماً ودلت بالماضي على أنه أمر قد عرف منه أي: يا أبت إنه خير من استعمات من قوي على العمل وأداء الأمانة.

ويروى أنه قال لها أبوها: وما أدراك بذلك؟ فأجابته بما مضمونه: أما قوته فلأنه رفع الحجر من البئر وكان لا يقوى عليه إلا النفر العديدون والأمين في غض طرفه عنهما حين سقى لهما وقد عرفتا قوته وأمانته، فلما ذكرت صفورة عن حال موسى ما ذكرت، ازداد أبوها رغبة فيه عليه السلام.

نبهتنا الآية:

  • من حق الأبناء ذكوراً أو إناثاً الإفصاح عما يرونه صائباً، وعرض المستدل والمنطقي الإقتراحات على كبار أفراد الأسرة.
  • لتعيين الموظفين يجب اعتماد عناصر كفوءة ذات خبرة كل حسب موقعه.
  • ما يلزم إناطة المسؤولية بالأفراد، عنصرا القدرة والأمانة وبعبارة أخرى التخصص والإلتزام.

والآن نستمع للآيتين السابعة والعشرين والثامنة والعشرين:

قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٢٧﴾

 قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّـهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴿٢٨﴾

 

وافق النبي شعيب عليه السلام على اقتراح بنته صفورة بشأن استئجار موسى راعي ليعمل عنده ويعينه في أمور معاشه وعرض على موسى عليه السلام الزواج بصفورة إبنته مقابل رعية الأغنام، العرض الذي يضمن مصالح الطرفين والذي يحل لموسى مشكلة السكن والزواج والمعاش من جهة، وبقاء إبنتي شعيب آمنتين في المنزل بدل الذهاب الى البادية غير الآمنة والمحفوفة بالمخاطر ورعي الأغنام من جهة أخرى.

وقد بشر شعيب النبي – عليه السلام – موسى الذي لم يكن قد بعث بالنبوة بعد بأنه سيجده من الصالحين أي يحسن صحبه خلال هذه السنين ويعلمه ما يؤهله للنبوة خلال تلك السنين التي اشترطها عليه.

أفادتنا الآيتان:

  •  لا مانع في أن يعرض والد البنت أو ذووها الزواج على شاب إن كان نزيهاً، صادقاً وأميناً.
  •  لسلامة الأجواء المختلطة بالجنسين الذكري والأنثوي، تعطى الأولوية للزواج لا للعمل.
  •  يحدد مهر البنت عند الزواج بما يناسب حال الزوج أو العريس وإمكاناته المادية.

إنتهت هذه الحلقة.. لقاؤنا في حلقة قادمة بعون الله، حتى ذلك الموعد نستودعكم الله مستمعينا الأعزاء والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة