وفي ما يأتي مقطعان شعريان في ذكرى استشهاد هذا الامام الطاهر :
/////////////////////
المقطع الاول
______
موسى بنُ جعفرُ ما برِحْتَ مخلَّداً
...................................
يومٌ تجدّدَ فيه حزنُ محمدِ
بمصابِ موسى الكاظمِ المتعبِّدِ
لَتسيلُ فيه من الشُّجونِ مدامعٌ
ألَماً على هذا الإمامِ المُرشدِ
ولقد أحاطَ العاشقونَ بقبرهِ
من كلِّ فجٍّ قادمينَ ومَقصدِ
وشفاهُهُمْ ذِكرٌ يمجِّدُ خالقاً
أعلى مقامَ الطاهِرِ المُتودِّدِ
موسى بنُ جعفرُ ما برِحْتَ مخلَّداً
في قلبِ كلِّ مجاهدٍ وموَحِّدِ
هارونَ زالَ ولم يَنَلْ سلطانُهُ
مِنْ قتلِ صَبْرك غيرَ لعنٍ أسودِ
ستظلُّ يا رمزَ التقاةِ مَحجَّةً
ومقامَ تضحيةٍ يضوعُ بسُؤدَدِ
شوقاً إلى علياء مجدِكَ سيدي
موسى بنُ جعفرُ يا كريمَ المَحتِدِ
يا بنَ الأعاظمِ كابراً عن كابرٍ
وأبا الأكارمِ من سُلالةِ أحمدِ
فلَأَنتَ يا مهوى القُلُوبِ وسيلتي
ولأنتَ يا ضوءَ العُيونِ مُسدِّدي
أعظِمْ بيومٍ يستفزُّ بكاءَنا
حُزناً على فخرِ النبيِّ محمدِ
آهٍ على مُوسى بنُ جعفرَ كاظماً
صحِبَ السُجونَ وشأنُهُ لم يُحمَدِ
واُذيقَ مِنْ حقدِ الغَدُورِ شهادةً
فُجعتْ بها الدنيا ولمّا تُسعَدِ
نبكيكَ في يومِ الرزيَّةِ ضجّةً
فقوافلٌ زحفتْ وأُخرى تقتدي
والحاملونَ النعشَ صوتٌ هادرٌ
وولاءٌ استهدى بِطُهْرٍ أمجدِ
في مَوكبِ الرزْءِ العظيمِ تحَشَّدُوا
لِيدومَ صوتُ الثائرِ المتخلِّدِ
بغدادُ بل كلُّ العراقِ مآتمٌ
والأرضُ تحزنُ للإمامِ الأصيدِ
المقطع الثاني
____
النعشُ الثائر
......................
نَعشٌ تجسَّدَ في وُجدانِنا مُثُلا
بِئْسَ الطغاةُ أرادُوا وأدَهُ جبَلا
وهوَ الامامُ الذي بالصبر علَّمنا
إنَّ المطاميرَ لا يَحجُبْنَ ما كمُلا
سامُوا اْبنَ جَعْفرَ إرهاباً بِمُظلِمَةٍ
تبّاً لحُكّامِ غدرٍ أرهقوا النُّبُلَا
مُوسى بن جعفر فردٌ لم يُخِفْ بشراً
زانتْ به الارضُ عبداً قانتاً وجِلا
أمِثْلُهُ وهو سِبْطُ المصطفى نَسَبَاً
يُمسي حبيساً بسجنٍ مُظلِمٍ جُعِلا
ألكاظمُ الغيظَ لا يَخُبوُ ونهضتُهُ
شمسٌ تُضيءُ لأهلِ العِزَّةِ السُبُلا
لم يعرفوا أنَّهُ المُوحِي الى زَمَنٍ
يبني الحياةَ نقاءً ليس فيه بَلَا
موسى بنُ جعفرَ نورٌ ما لَهُ أمَدٌ
يمُدُّ بالضَّوءِ مِصباحاَ لِمَنْ أفِلا
ونعشُ راهبِ آلِ المصطفى أَلَقٌ
حتى وإنْ شَنَّعَ الجاني بِهِ نُزُلا
غالَ الإمامَ حليمَاً زاهداً عَلَمَاً
يهابُهُ الغاصبُ الشِرِّيرُ مُعْتَمِلا
بغدادُ ضجَّتْ وبالاحزانِ قد خَرَجَتْ
طُرّاً حِداداً بِعَيْنٍ أُلهِبَتْ شُعَلا
وهاجَ حُزناً بنو الأخيارِ في كمَدٍ
وهمْ يرَونَ حديدَ النعشِ حينَ دَلا
ها هُم بنو الخيرِ حتى اليومَ ترفعُهُ
نَعْشاً يعزِّزُ فينا العزمَ والأمَلا
يعظِّمونَ أمينَ الله تضحيةً
وهمْ شهودٌ بأنّ الأطهَرِينَ عُلَا
صلُّوا على احمدِ المختارِ تَسْليةً
لَكَمْ تأذّى بفَقْدٍ هَدَّهُ قِبَلَا
تلكم مراقِدُ آلِ البيتِ مُعْلَمَةٌ
مَشاهِدٌ تؤمِنُ الواني إذا وَجَلا
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي