البث المباشر

نهج الحياة.. تفسير موجز للآيات 1 الى 3 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 08:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 290

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، مستمعينا الافاضل: بعد ان انتهينا من تفسير سورة الانفال، سنبدء بعون الله بتفسير آيات سورة التوبة، وسميت هذه السورة (براءة) ايضاً، لأنها بدأت باعلان البراءة من المشركين ولهذا السبب لم تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم لان الرحمة في ظاهرها ليست من سنخ البراءة.

أنزلت سورة التوبة في العام التاسع للهجرة النبوية الشريفة قبل رحيل الرسول الاكرم (ص) بعام تقريباً، وجاء فيها ذكر التوبة والانابة الى الله سبحانه وتعالى عدة مرات.

فلننصت واياكم خاشعين الى الآية الاولى من هذه السورة:

براءة ...... من المشركين

بعد فتح مكة في العام الثامن للهجرة، اصدر النبي (ص) عفواً عاماً على جميع المشركين وسمح لهم بالبقاء في مكة وممارسة طقوس العبادة. وكان من عادات المشركين ان يتصدقوا بالثبات التي يطوفون بها، ومن لم تكن لديه يثاب غيرها عليه ان يطوف عارياً. لم يطق المسلمون تحمل هذه التصرفات فكانوا ينتظرون نزول امر الله فيهم حتى نزلت الآيات العشر الاوائل من هذه السورة في المدينة فأمر النبي (ص) الامام علياً (ع) بالذهاب في مكة في موسم الحج كي يبلغ هذه الآيات.

طبقاً لهذه الآيات لم يكن للمشركين الحق بدخول بيت الله والاشتراك في مراسم الحج، وان كل عهد بينهم وبين المسلمين يعتبر ملغى. كما تعلمون طالما اكد الاسلام على الوفاء بالعهود والمواثيق، ولكن هذا القانون يبقى سارياً طالما احترم الطرف الآخر عهده ووفى له، ولم يتجاوز حدوده، وقد جاء الغاء هذا العهد من طرف النبي (ص) لان المشركين نقضوا عهدهم معه، لذا جاء في الآية الرابعة ذكر المشركين الذين (لم ينقصوكم شيئاً) فاولئك استثناهم من هذا الامر.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان اعلان البراءه من المنحرفين اصل ديني وقرآني ثابت، على المؤمن ان يبدي موقفه بشكل شفاف وواضح.
  • لا مانع من معاهدة الكافرين، ولكن يجب ان يؤدي الى تسلطهم علينا، ويجب ان يعطي الحق للمسلمين ان يلغوه اذا شعروا بخطر يتهددهم.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة الآية الثانية من سورة التوبة:

فسيحوا............. الكافرين

بعد اعلان البراءة وإلغاء العهود، اعطى الله عزوجل المشركين فرصة اربعة اشهر كي يقرروا مصيرهم، اما ان يؤمن المشرك بالدين الاسلامي ويكف عن الشرك، او ان يخرج من مكة ويستأنف حياته في منطقة أخرى لان بقاءهم في قلب معسكر التوحيد وطوافهم بشكل يمتزج بالخرافات يؤذي المسلمين، وتستطرد الآية منذرة المشركين انهم لو خرجوا من مكة فلا يئنن ان الله لم يعد محيطاً بهم وانهم قد نجوا من العذاب، بل ان سنة الله في الكافرين هي الذل في الدنيا والآخرة.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان لا نهاجم عدونا دون انذار مسبق، بل ان نحدد مواقعنا اولاً، ثم نمهلهم كي يقرروا مصيرهم.
  • يوصى الاسلام باعطاء الفرصة زميناً ومكانياً لتوبة الافراد العصاة، فالاسلام يبغي هداية المجتمع ولا يستعجل العقوبة.

 

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين للآية الثالثة من سورة التوبة:

وأذان ... بعذاب أليم

تؤكد هذه الآية مرة أخرى على اعلان البراءة وتؤكد اعلانها اثناء موسم الحج في يوم عرفة او عيد الاضحى حيث يجتمع جميع الحجاج في بقعة واحدة في تجمع عظيم. وان ينص الاعلان على براءة الله ورسوله من المشركين واعمالهم، ولكن هذا لا يعني ان لا مجال أمامهم للتوبة، فاذا تابوا وكفوا عن افعالهم فسوف يستقبلهم المسلمون وإن يفعلوا ذلك خير لهم، لأنهم اينما يذهبون فان الله عليم بافعالهم ولا يمكنهم الفرار من سلطته في الدنيا بالاضافة الى ابتلائهم يوم القيامة بعذاب أليم.

من هذه الآية نتعلم:

  • في علاقاتنا مع الدول الاخرى علينا اعلان مواقفنا بصراحة وشفافية وامام الجماهير. كي يتخذ المؤمنون مواقفهم والكافرون ايضاً.
  • موسم الحج افضل مكان وزمان واوان لاعلان البراءة من المشركين والكافرين، وعلى المؤمنين استغلال هذه الفرصة العظيمة التي لا تتوفر إلا مرة كل عام لايجاد التقارب التقارب بين المسلمين واستغلالها ضد اعدائهم.

 

وبهذا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. الى اللقاء في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة