البث المباشر

تفسير موجز للآيات 109 الى 113 من سورة المائدة

الأحد 2 فبراير 2020 - 10:16 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 185

بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة الذي نقدم لكم من خلاله تفسيراً مبسطاً لآيات من القرآن الكريم، ونبدء البرنامج بتلاوة عطرة للآيتين 109 و110 من سورة المائدة، فلننصت خاشعين:

يوم يجمع الله ........... إلاّ سحرٌ مبين

هاتان الآيتان تنقل لنا خطاب الله سبحانه وتعالى لانبياءه حول نعمة عليهم وعلى اقوامهم، ومدى ايمان الناس بهم واتباعهم لهم. واجابة الانبياء على سؤال الله اياهم حول مدى ايمان الناس بهم واتباعهم لتعاليمهم ووصاياهم في زمان حياتهم وبعد موتهم بقولهم: العلم عند الله الذي يعلم ما يبدي الناس ويكتمون، فنحن لا نعلم ماذا فعل الناس بعد رحيلنا بوصايانا، واشار القرآن كذلك الى حديث الله الى النبي عيسى واستمر بسرده الى آخر السورة في عشر آيات وفي اول هذه الآيات العشر يبين عز من قائل: ان نعم الله كثيرة على هذا النبي منذ طفولته وحتى آخر حياته بدءاً من ولادته من ام لا زوج لها فكلامه في المهد، فصنعه تمثالاً كهيئة الطير ثم يكون طيراً بأذن الله فشفاء مرضى ذوي الامراض العضال، فاحياء الموتى، كل هذه كانت من معجزات النبي عيسى (ع) التي اظهرها الله على يديه.

اما نهاية الآية فتشير الى انه مع وجود كل هذه المعجزات، لم يؤمن الناس بالحق ووصفوا كل هذه الامور بانها سحر وكفروا بها.

ومن هذه الآيات نتعلم:

  • ان طهارة ونقاء الام يمهد الارضية لنزول الرحمة الالهية وانجاب الاولاد الطاهرين الصالحين والمصلحين.
  • ان لم يكن قلب الانسان متأهباً فهو احقر من التراب والحجر، فالمسيح (ع) قد احياء التراب فاصبح طيراً وطار، اما قلوب الكافرين فلا تتأثر.
  • ان كان الله قد منح اولياءه القدرة على الشفاء، إذن فطلب الناس منهم شفاء امراضهم، جائز.

مع ان بني اسرائيل ارادوا قتل النبي عيسى (ع)، ولكن الله نجاه من كيدهم وخلّصه منهم.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة الآية 111 من سورة المائدة قبل ان نتناول تفسيرها:

وإذ أوحيت ................ بأننا مسلمون

هذه الآية تشير الى نعمة أخرى من نعم الله سبحانه وتعالى على عيسى (ع) وجاء فيها ما معناه على لسان الله عزوجل إني الهمت افراداً طاهرين للايمان بك وطاعة اوامرك وقبلوا بذلك.

استناداً الى الروايات التاريخية فان اصحاب عيسى المقربين كانوا اثني عشر شخصاً وعرفوا بالحواريين لطهارة قلوبهم واقدامهم على تطهير المجتمع من دنس الذنوب.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان كان للانسان قلب طاهر ومتأهب فان الله يوحي اليه، ويلهمه الحقيقة من معينها الصافي.
  • علامة الايمان الحقيقي، الخضوع للاوامر الالهية وطاعة انبياءه وان الايمان لا ينفصل عن الطاعة.

 

مستمعينا الاكارم، والآن ننصت خاشعين الى تلاوة للآيتين 112 و113 من سورة المائدة:

إذ قال الحواريون ............ من الشاهدين

حسب الآية السابقة فان الحواريين آمنوا بعيسى (ع) بوحي من الله، ولكنهم ولكي يقوى ايمانهم وتطمئن قلوبهم ارادوا من عيسى (ع) معجزة، ان ينزل لهم طعاماً من السماء، ولكن طريقة سؤالهم كانت غير مناسبة وكأن الله لا يستطيع ذلك ولذلك قال لهم عيسى: لقد آمنتم بالله فلماذا تقولون هذا ولماذا تطلبون ذلك؟ فقالوا له: اننا نريدها ليقوى ايماننا ونكون شهوداً عليها امام الناس بان عيسى قد فعل هذا.

ومن هذه الآيات نستنتج:

  • للايمان درجات ومراتب اعلاها الطمئنينة القلبية، والمؤمن يسعى دائماً للوصول الى هذه الدرجة.
  • على المؤمن ان لا يمتحن الله ويقول: ان كان الله يستطيع ان يفعل كذا فاطلب منه، بل عليه ان يطلب من الله ان يمهد له الارضية لبلوغ الطمئنينة القلبية.

 

ايها الاعزاء الى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على امل التعرف اكثر على التعاليم الدينية الالهية نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة