بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلاً بكم وهذا التفسير المبسط لآيات من كتاب الله العزيز. ونبدء بتلاوة عطر للآية 95 من سورة المائدة، فلننصت إليها خاشعين:
يا ايها الذين ........... عزيز ذو انتقام
شرح الآية: الآيات السابقة شرعت أحكاماً خاصة للذين يذهبون لحج بيته الحرام، منها، تحريم صيد الحيوانات عليهم بعد ان يحرموا، وهذه الآية ضمن تأكيدها على هذا الامر الالهي بيّنت حكم من تعمّد الصيد ولم يراع حرمة هذا الامر وان جزاءه ان يقدّم هدياً شبيهاً بذلك الصيد قرب بيت الله كي ينال الفقراء والمحرمون من لحم الهدي، وإن لم يتمكن ذلك الشخص من تقديم الهدي فعليه إشباع مساكين –على الاقل ستين فقيراً- من اطعمة غير اللحم، وان لم يتمكن مالياً من تأدية هذا فعليه الصيام على الاقل لستين يوماً كي يشعر بجوع الفقراء وذلك عقاباً على مخالفته للأمر الإلهي.
ونستنتج من هذه الآية:
- عندما يحرم الانسان، ليس فقط البشر بل حتى الحيوانات يصبحون في أمان ويسود الامن تلك الاجواء.
- اخطر من ارتكاب المعصية، الإصرار عليها يستوجب تشديد العقاب على فاعلها المصر عليها
- في القوانين الاسلامية تفرض العقوبات المالية لاجل مساعدة المحرومين ورفع مستوى الفقراء، خلافاً للقوانين الوضعية التي تذهب فيها العقوبات المالية الى خزانة الدولة.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة الآية 96 من سورة المائدة قبل الخوض في شرحها:
أحلّ لكم ................ اليه تحشرون
بعد تحريم صيد الحيوانات البرية في الآية السابقة، تخبرنا هذه الآية ان الله احلّ لنا صيد الحيوانات البحرية وتناولها، ولم يغلق امامنا كل الطرق، ولم يحرم علينا جميع انواع الاطعمة.
هذا النوع من الاوامر الالهية، امتحان لدرجة التقوى والايمان عند الافراد كي يتبيّن الى اي حدٍ يذعنون لاوامر الله والى اي حد يطيعون اهواءهم الذاتية وميولهم النفسية، ولذا اغلق الله سبحانه وتعالى باباً وفتح باباً أخرى.
من هذه الآية نتعلم:
- أنه قد احلّ لمن أحرم ان يتناول الحيوانات البحرية.اذن صيدها جائزة بهدف تناولها وليس بهدف اللهو، فحرامٌ أن يلتذ إنسان بقتل حيوان ورؤيته وهو يموت.
- ان الرادع للانسان من ارتكاب الذنوب ومعصية الله هو التذكير بالقيامة والحضور في محكمة العدل الالهي.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة الآية 97 من سورة المائدة لنوا فيكم بعدها بتفسيرها:
جعل الله الكعبة ............بكل شيء عليم
بعد توضيح بعض احكام الحج في الآيات السابقة، تشير هذه الآية الى محور أعمال الحج، اي الكعبة وتتحدث عن منزلتها مبينة ان الله جعل هذا البيت مركزاً للامن والعبادة –والوحدانية- والمعرفة، وهذه الامور هي اساسي المجتمع والبشرية.
الكعبة هي البيت الذي يجب مراعاة حرمته واحترامه دائماً وخاصة في ايام الحج الواقعة ضمن الاشهر الحرم التي حرمت فيها الحروب وسفك الدماء، إن الاجتماع المليوني للمسلمين عند بيت الله وذلك في الاشهر الحرم- بعيداً عن كل امتيازات وبدون جدال لفظي ونزاع من ميزات الاسلام. والدقة في مراسيم الحج تنبع من علم الله اللا محدود الذي يعلم بكل شيء، ولا يستطيع علم البشر المحدود اصدار اوامر جامعة بهذه الصورة.
من هذه الآية نستنتج:
- إن بعض الازمنة والاماكن اعتبرها الاسلام مقدسة ولها حرمة، وان رعاية حرمتها وقدسيتها أمرٌ مهم لبناء المجتمع الصالح.
- المسجد والمسلخ، هما رمز للعبادة والمعيشة، تؤمنان دين ودنيا الناس، وقد جعلهما الله عزّوجل جنب بعض في مراسم الحج.
وبهذا نأتي الى نهاية هذا البرنامج على امل ان يوفقنا الله سبحانه وتعالى للتعرف على واتباع اوامره، والى اللقاء في حلقة قادمة، نستودعكم الله... والسلام عليكم.