البث المباشر

تفسير موجز للآيات 69 حتى 71 من سورة المائدة

الأحد 2 فبراير 2020 - 07:45 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 174

بسم الله الرحمن الرحيم: السلام عليكم ايها الاعزاء ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم مع حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة والتي نقدم لكم فيها تفسيراً مبسطاً لآيات من كتاب الله العزيز، ونبدء البرنامج بتلاوة للآية 69 من سورة المائدة فلننصت اليها خاشعين:

إن الذين آمنوا................ ولاهم يحزنون

في الحلقة السابقة اشارت الآية 68 الى أن ليس لاي من اتباع الاديان الالهية، منزلة عند الله الاّ اذا طبّقوا ما في كتابهم وجعلوه مناراً لمجتمعاتهم.

اما هذه الآية فتيين أن ليس لاتباع اي من الاديان الالهية فضلا على اتباع بقية الاديان سواء كانوا مسلمين او يهود او مسيحيين او صابئة (وهولاء من بقايا اتباع انبياء كنوح ويحيى (ع) )

حتى كثرة العدد او القدم او السبق في النبوة لا يمكن ان تعتبر مسبباً للافضلية، وان الذين يحظون بالقربى لدى الله هم المؤمنون بالمبدء والمعاد والذين يعملون الصالحات.

طبعاً من الواضح ان اتباع اي دين الهي عند ظهور نبي آخر عليهم ان يؤمنوا به ويعملوا بشريعته، وفي غيره هذه الحالة تكون بعثة انبياء جدد عبثاً، ومن حيث ان آخر الانبياء هو النبي محمد (ص) لذا فالايمان الحقيقي بالله يستوجب الايمان بنبي الاسلام.

من هذه الآية نستنتج:

  • ملاك السعادة في جميع الاديان الالهية هو الايمان والعمل الصالح وليس الادّعاء.
  • الراحة الحقيقة لن تتأتى إلاّ في ظل الايمان بالله واليوم الآخر.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة الآية 70 من سورة المائدة:

لقد أخذنا ميثاق.... وفريقاً تقتلون

بعد ان أنقذ موسى (ع) قومه بني اسرائيل من سيرطة الفراعنة. أمره الله ان يأخذ منهم العهود والمواثيق ليمتثلوا للاوامر الالهية فاعطوه، وكلن كما ذكرت آيات اخرى في القرآن الكريم فانهم لم يحفظوا عهودهم، ولم يتنكروا للاحكام الالهية فحسب، بل كذبوا الانبياء والمرسلين وقتلوهم لانهم كانوا يأمرونهم بما لا تهوى انفسهم.

هذه الآية تحث المسلمين على ان يحفظوا وصية الرسول (ص) حول اوصياءه ولا ينسوها ويتمسكوا بعهدهم في غدير خم (الذي تحّت الاشارة اليه مرتين في هذه السورة).

من هذه الآية نستنتج:

  • انكار الكافرين وتكذيبهم للرسل لا يستند الى العقل والمنطق، وما مخالفتهم إلاّ لانهم يريدون ان يكونوا احراراً ويفعلوا ما يحبون في حين ان الاديان الالهية تتحكم بالغرائز البشرية كي تتكامل الابعاد الروحية للانسان.
  • في المجتمع الذي يسوده الفساد اما يكذّب الانقياء والابرار (أي تستهدف شخصيّاتهم) او يقتلون (اي تستهدف اشخاصهم).

 

والآن ايها الافاضل سننصت واياكم خاشعين الى تلاوة للآية 71 من سورة المائدة:

وحسبوا ألاّ تكون.................. بما يعملون

كما قلنا في الحلقة السابقة، بحسب اليهود انهم افضل من الآخرين وانهم محببون ومقربون الى الله، لذا يظنون انهم غير معرضين للامتحانات الالهية، وان يعرّضون فغير معاقبين مهما فعلوا، وان عوقبوا يعاقبون لمدة قليلة. هذا الغرور والتعالي أعمى عيونهم واصمّ آذانهم فلا يسمح لهم بفهم الحقائق ليعلموا ان الامتحانات وبالتالي الثواب والعقاب هي سنّة الله في خلقه، ولا يستثنى من ذلك أحد، الجميع يجب ان يجتازوا بوتقة الامتحان الالهي في يظهر ما يبطنون وتتوضح حقيقتهم.

طبعاً لله رحمة واسعة فلن يمنع الانسان رحمته اذا خالف اوامره مرة واحدة بل الله يقبل التوبة عن عباده مرات ومرات ولكن البعض منهم يستمر في انكار آيات الله والحقائق الربانية وهؤلاء يسدون على انفسهم ابواب الرحمة الالهية.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان الظنون الواهية والقائمة على اساس الكبر والغرور تمنع الانسان من التواصل الى المعرفة الحقة.
  • رغم ان البعض ينكرون وجود الله ولا يشعرون بوجوده في عالم الوجود ولكن الله يرى الانسان دائماً.

 

والى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة فحتى نلتقيكم ثانية في حلقة قادمة من هذا البرنامج، نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة