بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نلتقيكم بفضل الله ونعمته في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة مع تفسير مبسطّ لآيات من كتاب الله العزيز، ندعوكم الآن لننصت خاشعين الى تلاوة الآية 18 من سورة المائدة:
وقالت اليهود والنصارى ......... واليه المصير
قرأنا في الآيات السابقة ان المسيحيين قد جعلوا للمسيح (ع) مقاماً فوق مقام البشر وقرنوه مع الله. وهذه الآية تقول انهم لم يكتفوا باعتبار نبيهم افضل الانبياء، بل انهم اعتبروا انفسهم ايضاً افضل من اتباع بقية الاديان وظنوا انهم كاولاد الله واصحابه وانه لا يعذبهم. الطريف ان اليهود ايضاً يعتقدون هذا الاعتقاد الخاطيء ويظنون انهم فقط هم الناجون والسعداء والقرآن يرد عليهم ويقول: بالاضافة الى ان المسيح كان انساناً كبقية البشر، فانكم اتباعه كبقية البشر ايضاً، وليس هناك شخص افضل من آخر إلاّ بالتقوى والعمل الصالح ولا ينجي في يوم القيامة شيء إلاّ العمل لصالح
من هذه الآية نتعلم:
- لا تجوز العنصرية والتباهي حتى تحت وازع الدين والايمان.
- الغرور الديني، احد الاخطار التي تواجه اتباع الاديان، والوصية الإلهية هي: احذروا ان تروا انفسكم خيراً من الآخرين بسبب ايمانكم ولا يصيبنكم العجب والغرور.
- ليس بأيدينا تقسيم اصحاب الجنة واصحاب الجحيم كي نعد أنفسنا اصحاب الجنة والآخرين اصحاب النار، بل الله يعاقب من يشاء من المذنبين ويعفو عمّن يشاء منهم انطلاقاً من حكمته.
والآن مستمعي الافاضل تعالوا ننصت خاشعين لتلاوة الآية 19 من سورة المائدة:
يا اهل الكتاب قد جاءكم ......... والله على كل شيء قدير
استناداً الى الوثائق التاريخية فان نبي الاسلام محمد (ص) قد وله عام 570 ميلادي وبعث رسولاً عام 610 اي ان الفاصلة الزمنية بين بعثة المسيح وبعثة النبي محمد (ص) حوالي ستة قرون ولم يكن هناك نبي بينهما ولكن الارض لم تكن تخلو من حجة وكان هناك أوصياء يهدون الناس الى دين الله.
هذه الآية تخاطب اهل الكتاب من اليهود والمسيحيين بالقول:
اننا ارسلنا نبي الاسلام اليكم انتم اللذين كنتم قد آمنتم برسل قبله كان يجب عليكم ان تسرعوا الى الايمان به قبل الآخرين وتعترفوا بدينه
من هذه الآية نستنتج:
- بعثة الانبياء تد طريق الذرائع والاعذار امام الانسان فلا يمكنه القول انني لم اكني اعلم او افهم.
- رسالة الانبياء (ع) بشارة لمن يعمل الصالحات والحسنات بخير الثواب، وانذار لمن يعمل السيئات بأسوء العقاب.
والآن مستمعي الكرام لننصت خاشعين لتلاوة الآية 20 من سورة المائدة:
وإذ قال موسى.......... أحداً من العالمين
في هذه الآية والآيات التي تليها يبين الله سبحانه وتعالى حديث موسى مع قومه بني اسرائيل حيث يبدء بتذكيرهم بنعم معينة اسبغها الله عليهم، منها بعثة انبياء منهم كيوسف وسليمان حكموا وكانوا ملوكاً اقوياء، ولكن بني اسرائيل انكروا هذه النعم فذلوا وتسلوا فرعون عليهم واصبحوا عبيداً واماء لهم، وبعد ان ذكرهم بما ضيهم المجيد حرض النبي موسى (ع) قومه على الهجرة والسعي لينالوا تلك القدرة السابقة ثانية ويدعوا الجمود والكسل.
نتعلم من هذه الآية:
- نعمة النبوة، والحكم والحرية- هي من اكبر النعم الالهية التي يجب تقديرها والامتنان ازاءها.
- ان نعتبر بتاريخ قوم بني اسرائيل، بعد ان انعم الله عليهم وفالوا الاقتدار، اصابتهم الذلة والمسكنة وتم أسرهم.
والآن نتصت واياكم خاشعين لتلاوة الأيتين 21 و22 من سورة المائدة:
يا قوم إدخلوا الارضى المقدسة................. فانا داخلون
طلب موسى من بني اسرائيل ان يدخلوا منطقة الشام وبيت المقدس بالجهاد والقوة، ويقاوموا حكامها المتجبرينن ولكنهم وهم الذين كانوا لسنوات طويلة خاضعين لسلطة فرعون كانوا جبناء واذلة فقالوا له : نحن لا نحن هذا العمل، ولا يمكننا ان نحارب، فاذا خرجوا هم انفسهم من الارض المقدسة وتركوها لنا، فاذا سندخلها.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- على اتباع الاديان الالهية تحرير الاماكن المقدسة من ايدي الظالمين.
- سبب الاندحار امام الاعداء هو الاستهانة بالقدرات الذاتية والاحساس الضعف وعدم الإرتباط بالقوة الإلهية الغالبة ولذا نرى الانبياء جاهدوا للقضاء على فقدان الثقة بالنفس وعدم التوكل على الله جل جلاله.
وبهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة آملين ان يوفقنا الله لنتعرف على واجباتنا وان يساعدنا على انجازها انه سميع مجيب الى اللقاء والسلام عليكم.