البث المباشر

تفسير موجز للآيات 15 حتى 17 من سورة المائدة

السبت 1 فبراير 2020 - 11:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 160

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حيث نتعرف على معاني كلام الله ضمن متابعتنا لتفسير آياته، والآن ندعوكم لننصت خاشعين لتلاوة الآية 15 من سورة المائدة:

يا أهل الكتاب قد جاءكم.. نورٌ وكتاب مبين

في الحلقة السابقة استعرضنا آيات خاطبت علماء اليهود والنصارى بالقول لماذا تحرفون آيات الكتاب المقدس او تكتمون ما تعلمون منها، هل نسيتم ميثاق الله؟

وفي هذه الآية يقول جلّ وعلا ما معناه: انتم بصفتكم اهل الكتاب ومطّلعين على آيات الله، أولى بالإيمان بنبي الاسلام الذي وجوده كالنور وكتابه يوضح الحقائق، تلك الحقائق التي جاءت في الكتب السماوية وكتمتموها ولا تريدون بيانها.

من هذه الآية نستنتج:

  • الاسلام دين عالمي وخالد ويدعو جميع اتباع الاديان التي سبقته الى كتابه الخالد (القرآن).
  • التعاليم الالهية انوار، والعالم من غيرها مظلم.

 

والآن اعزائي المستمعين ننصت واياكم خاشعين الى الآية 16 من سورة المائدة:

يهدي به الله الى صراط مستقيم

بعد الآية السابقة التي وصفت القرآن بالكتاب المنير تأتي هذه الآية لتؤكد حقيقة : ان تقبّل الهداية له شروط اهمها البحث عن الحقيقة وطلب الحقيقة، فالمتقبّل للهداية القرآنية لا يسعى وراء الثروة والجاهن والاهواء، بل يسعى لاتباع الحق وجلب رضا الخالق فاذا تحقق هذا الشرط فعندها سيخرجه الله من ظلمات الذنوب والضلال ويهديه الى الاجواء النورانية للايمان والعمل الصالح، من الطبيعي ان هذه الهداية توفر الارضية لأمن وسلامة روح وفكر الانسان وعائلته وعرضه من جميع الاخطار والآخات، ويوم القيامة يدخل الانسان الى جنة الامن الالهي.

من هذه الآية نستنتج:

  • التنعم بالسلام والامن مرهون بطاعة الله واتباع القرآن.
  • لا يمكن للبشر ان يعيشى بسلام ووئام وهناء وصفاء إلا في ظل الاديان السماوية.
  • الاعمال التي تقرب الانسان من ربّه متنوعة، فالاعمال الصالحة متنوعة حسب الفرد وحسب الزمان، اما اذا كان الهدف نيل رضا الله سبحانه وتعالى فان كل هذه الاعمال تفضي الى طريق واحد وهو الصراط المستقيم.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين الى تلاوة للآية 17 من سورة المائدة:

لقد كفر الذين قالوا......... على كل شيء قدير

بعد الآية السابقة التي دعى الله جميع اهل الكتاب فيها الى الاسلام يقول عزّ من قائل: لماذا يعدّ المسيحيون السيد المسيح ربّاً ويجعلونه شريكاً لله في الربوبية؟ الم يولد المسيح من ام تدعى مريم؟ فكيف يمكن ان يكون الهاً؟ أليست مريم امه قد ولدت كبقية البشر؟ فكيف يمكن اعتبارها من الآلهة؟

اليس الله بقادر على ان يهلك السيد المسيح والسيدة مريم؟ فاي إله هذا الذي يمكن ان يفنى؟

اذا درست هذه العقيده بدقة تجدها نوعاً من الكفر، (لأنّ جعل البشر في مستوى الله) هو في الواقع تنزيل لمنزلة الله والعياذ بالله الى مستوى البشر.

وجاء في آخر الآية التأكيد على ان من مستلزمات الألوهية: العلم والقدرة والسيطرة المطلقة، وهذه لم تكن متوفرة في المسيح وامه، ويتصف بها الله فقط فهو مالك كل شيء والمهيمن على كل شيء والقادر على كل شيء.

 

ومن هذه الآية نتعلم:

  • احد برامج الاسلام مواجهة كل عقيدة منحرفة وخرافة في الاديان السابقة وتطهير الاديان من كل بدعة وتحريف.
  • الانبياء مهما علامقامهم فانهم (عليهم السلام) بشر ولا يخرجون عن كونهم بشرا والمغالاة حول الانبياء تتناخى مع روح التوحيد.
  • اذا كان المسيح هو الله، فكيف تمكّن المخالفون من صلبه وقتله؟ وهل يتعرض الاله للقتل على يد مخلوقاته؟

وبهذا نصل واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل الاقتراب اكثر فأكثر من ادراك الحقائق والمعارف الدينية والابتعاء عن اي انحراف في العقيدة والممارسات. فحتى حلقة قادمة، استودكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة