بسم الله الرحمن الرحيم: اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم ونحن فمضي معاً في طريق النور لنتعرف اكثر واكثر على معاني القرآن الكريم، نبدء هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة بتلاوة الآية 12 من سورة المائدة فلننصت اليها خاشعين:
ولقد أخذ الله ميثاق... فقد ضل سواء السبيل
هذه الآية والآيات التي تليها تشير الى العهود والمواثيق التي اخذها الله سبحانه وتعالى بواسطة رسله من الامم السابقة. وان الله قد بعث الى بين اسرائيل بالإضافة الى النبي موسى (ع) اثني عشر اماماً وقائداً الى الطوائف الاثني عشرة لبني اسرائيل تيلقون الاوامر الالهية من موسى (ع) وينقلونها كل الى طائفته ومن هذه المواثيق هي ان الله يدافع عن قوم بني اسرائيل لدى مواجهتهم لاعدائهم بشرط تمسلكهم بأداء واجباتهم الدينية، وان الفائزين بتأييد الله هم الذين يؤمنون بالله ورسوله ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وينفقون في سبيل الله، اولئك الذين ينعم الله عليهم في الدنيا ويرزقهم من نعم الجنة في الآخرة.
وصرحت الاحاديث النبوية بأن عدد خلفاء النبي ايضاً بعدد نقباء بني اسرائيل اي اثني عشر وصياً أولهم الامام علي (ع) وآخرهم الامام المهدي (عج).
من هذه الآية نتعلم:
- الايمان لوحده لا يكفي، بل يجب ان يرافقه عمل الصالحات، كما ان الايمان بالانبياء لا يكفي لوحدة بل يجب ان تصاحبه نصرتهم ونصرة دينهم.
- إن كلّ نفقة او معروف يسدى لاجد عباد الله يعتبر معاملة مع الله، اذن علينا ان لا نمنّ على الفقراء ان ساعدناهم بل نعاملهم بالاحسان ونؤمّن احتياجاتهم.
والآن لننصت خاشعين الى الآية 13 من سورة المائدة:
فبما نقضهم ميثاقهم ... إن الله يجب المحسنين
بعد توضيح العهود الالهية في الآية السابقة، تخبرنا هذه الآية بنقض اليهود لعهودهم ويبين الله سبحانه وتعالى ان هؤلاء نقضوا ميثاقهم فأبعد هم الله عن رحمته ونتيجه لذلك امتنحت قلوبهم عن قبول الحق وقست تدريجياً، لأنهم لم ينقضا ميثاقهم فحسب بل انهم لتبرير عصيانهم اخذوا يحرفون الكتاب المقدس والادهى من ذلك انهم حذفوا اجزاء منه ونسوها، وفي نهاية الآية تصريح بحقيقة ان حال اليهود على عهد موسى هذا قد إستمر في زمن نبيّ الاسلام ايضاً غذ أحبل اليهود على المؤامرات وعلى خيانة المؤمنين ولم يكفّوا عن هذه الافعال، من هذه الآية نستنتج:
- ان القلوب الطاهرة النقية وعاء يستقبل كلام الله، والقلوب غير النقية لا ترفض الحق فحسب بل تقبل على تحريف كلام الله لفظاً ومعنى.
- يشهد التأريخ بأن قوم بني اسرائيل كانوا امة ناقضة للمواثيق وخونة.
- افضل الانفاق بحق الآخرين العفو وغفران الخطايا.
والآن ننصت واياكم خاشعين الى تلاوة الآية 14 من سورة المائدة:
ومن الذين قالوا انا نصارى... بما كانوا يصنع
بعد ىية نقض اليهود مواثيقهم، جاءت هذه الآية لتشير الى نكث المسيحيين عهودهم وفيها يبين الباري تعالى أن من الذين ادّعوا انهم اتباع المسيح (ع) ايضاً أخذ ميثاقهم ان ينصروا دين الله ولكنهم نقضوا ميثاقهم هم ايضاً وحذوا حذو بني اسرائيل وقاموا بتحريف الكتاب المقدس وحذف اجزاء منه ونتيجة لذلك انتشرت بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. وابرز مظاهر التحريف في المسيحية هي عقيدة التثليث وعبادتهم ثلاثة ارباب بدلاً من عقيدة التوحيد.
ومن هذه الآية نستنتج:
- كثيرون هم الذين يدعون انهم مؤمنون ولكن اتباع الاديان حقاً قليلون.
- ان اساس الاختلاف والفرقة في المجتمعات الدينية نسيان الله، فان وحدة المجتمع تكمن في ظل التوحيد الحقيقي.
- علينا ان نأخذ العبرة من نقض اتباع بقية الاديان عهودهم ومواثيقهم وان نمضي على سبيل اداء واجباتنا الدينية.
- و ان نحث انفسنا وإياكم على الالتزام بما عاهدنا الله عليه
نأتي الى نهاية هذه الحلقه من برنامج نهج الحياة، حتى حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.