البث المباشر

تفسير موجز للآيات 83 حتى 85 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 08:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 134

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد واله الطاهرين السلام عليكم ايها الأخوة والاخوات اهلاً بكم في حلقة اخري من هذا البرنامج القرآني ، واول اية نبدأ بتفسيرها في هذه الحلقة هي الاية الثالثة والثمانين من سورة النساء التي نستمع الي تلاوتها بعد هذا الفاصل:

 

 واذا جاءهم امر من الامن أو الخوف اذاعوا به ولو ردوه الي الرسول والي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلاً 

تحدثت الآيات السابقة عن التعامل غير المناسب للمنافقين مع رسول الله (ص) وتبين هذه الآية ان اثارة الشبهات وبث الاشاعات لاسيما فيما يتعلق باخبار الحرب ذات الاهمية البالغة هي من اعمال المنافقين. علي ان مثل هذه الاشاعات والاقاويل الكاذبة قد توجد في الناس في بعض الأحيان الخوف والهلع وفي احيان اخري تبعث في نفوسهم أملاً كاذباً وكلاهما يؤثران علي نفسية الناس تأثيراً سلبياً بلا ريب.

ومن بعد ذلك تشير هذه الاية الي تكليف عام علي عاتق الناس ازاء الحكام والقادة الأسلاميين حيث من واجب المسلمين الرجوع في امور المجتمع الي القيادة الأسلامية ثم تبين هذه الآية نقطة مهمة اخري وهي ان اسلوب المنافقين في التعامل مع القضايا والأمور من شأنه ان يقود الي الكفر واتباع الشيطان ولولا لطف الله تعالي وارشاد الأنبياء والأولياء(ع) مانجي اكثر الناس من هذه الورطة، لابل ان وساوس الشيطان وافكاره المظلمة قد تحيط بهم وتزيد من مشاكلهم  لاقدر الله 

ونتعلم من هذه الاية الأمور التالية:

اولاً: من اساليب المنافقين ترويج الأكاذيب والأشاعات ومن هنا لابد من الحذر منهم.

ثانياً: لاينبغي افشاء الأخبار العسكرية الخاصة بالدولة الأسلامية ولابد ان تكون في حوزة القادة والمسؤولين المعنيين.

ثالثاً: ان اهل الاستنباط ومن لهم قدرة استخراج الأحكام الشرعية من مداركها المقررة هم الذين يصيبون الحقيقة ويصلون اليها وعلي غيرهم الرجوع اليهم

 

ويقول تعالي في الأية الرابعة والثمانين من سورة النساء:

 فقاتل في سبيل الله لاتكلف الانفسك وحرض المؤمنين عسي الله ان يكف بأس الذين كفروا والله اشد بأساً واشد تنكيلاً 

جاء في تاريخ عصر الرسالة الزاهر ان ابا سفيان وبعد حرب احد اعد العدة لهجوم اخر ضد المسلمين. وكان ان امر رسول الله (ص) المسلمين للتأهب للقتال. بيد ان الأنكسار في احد جعل الكثير من المسلمين يصرفون النظر عن الحرب والقتال . فنزلت هذه الآية تأمر النبي(ص) بالدفاع عن الأسلام حتي وان اقتضي الأمر ان ينزل لساحة الحرب بمفرده. لكن الأية تضمنت كذلك دعوة المسلمين مرة اخري للجهاد في سبيل الله.

وامتثل الرسول(ص) امر ربه فخرج معه للحرب نفر قليل من المسلمين. ولم يحضر العدو في الموعد الذي تقرر للقتال ولم تنشب حرب وصدق الله وعده في نصرة دينه وابعاد كيد الكفار وشرهم عن المسلمين ومن هذه الآية نتعلم الدروس التالية:

اولاً: علي القائد ان يكون في المقدمة دوماً لاسيما في مواطن الخطر. وعليه ان يبقي في ساحة الحرب حتي وان ترك لوحده حيث تحف به العناية الربانية ويؤيده الله بنصره وهو خير الناصرين

ثانياً: من واجب الانبياء (ع) دعوة الناس الي الدين واحكام الشريعة وليس في ذلك اجبار.

ثالثاً: كل انسان مسؤول عن عمله وحتي الأنبياء (ع) فليسوا مسؤولين عن الناس

رابعاً: القدرة الالهية اسمي قدرة في الكون.

 

ويقول تعالي في الأية الخامسة والثمانين من سورة النساء:

 من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله علي كل شئ مقيتاً 

تبين هذه الأية في اطار قانون عام. ان كل انسان مسؤول عن دعوة الآخرين الي عمل الخير وباسلوب حسن. كل انسان مسؤول عن عمله اما هذا لايعني عدم اكتراثه في مقابل السيئات وفعلها في المجتمع.

وعلي اي حال فأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من الفروض الاسلامية ومن العبادات الواجبة علي المسلمين واذا ساهم الانسان في عمل خير لحقه من ثوابه نصيب وان اشترك في عمل شر ناله من عقابه نصيب ونتعلم من هذه الآية المباركة:

اولاً: اصلاح ذات البين والتعاون من اجل اعمال الخير في المجتمع وأعانة المسلمين في حربهم ضد الكفر والكافرين من مصاديق الشفاعة الحسنة التي هي وظيفة علي كل مسلم.

ثانياً: بسبب بعض الظروف الزمانية والمكانية قد لايتمكن الأنسان من اداء عمل الخير برمته لكن له ان يساهم في فعل الخيرات وله عند الله الأجر والثواب.

نسأل الله تعالي ان يوفقنا لعمل الخير وخير العمل انه خير مسؤول ومجيب

والحمد لله رب العالمين والصلاة علي رسول الله سيدنا محمد واله الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة