بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأنام وآله الطاهرين، السلام عليكم إخوة الإيمان في كل مكان؛ فرصة أخرى توفرت لنا لنجتمع واياكم الى مائدة القرآن الكريم أصدق الحديث نستمع الى آيات منه بصوت القارئ الأستاذ برهيزكار وتفسير موجز لها بعد هذا الفاصل.
يقول تعالى في الآيتين الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين من سورة آل عمران المباركة.
لا يتخذ المؤمنون............قدير.
مستمعينا الكرام؛ تبين هاتان الآيتان كيفية العلاقة بين المسلمين وعلاقتهم بالكفار ولابد في هذه العلاقة أن تقوم على أساس الإيمان، ذلك أن الأواصر العقائدية أهم من العلاقات الأسرية والقبلية أو الوطنية، على أن أهمية العلاقة بين المؤمنين وتراصهم في بنيان واحد يشد بعضهم بعضا، أمر لا يمكن بأي حال من الأحوال التغاظي عنه، وأن على المؤمنين سد الطريق بوجه الكفار الذين يحاولون في كل زمان ومكان تفتيت كتلة الإيمان لما لها من خطر عليها، وعندما يعيش المؤمن في مجتمع يتحكم به الكفر والشرك وتختفي فيه حرية العقيدة يكون في مقدوره التقية التي يشير اليها هذا النص القرآني، لكن التقية هذه ودون الدخول في تفاصيل حولهما مستساغة أو مقبولة شرعاً على الدوام. فإذا كان الدين في خطر فلا تشجع التقية بل لابد من الذود عن حياض الدين بكل وسيلة ممكنة.
وقد جسد هذا المعنى السامي في حياتهم المباركة أئمة أهل البيت –عليهم السلام- وفي مقدمهم سيد الشهداء وإمام المظلومين الإمام السبط الحسين بن علي عليهم السلام؛ إذ نهض سيد شباب أهل الجنة مدافعا عن دين جده رسول الله (ص) واستشهد وثلة مباركة من أهل بيته عليهم السلام وأصحابه في يوم عاشوراء، مسجلاً بذلك أروع ملحمة للجهاد والتضحية في سبيل العقيدة والمبدأ عرفها التاريخ البشري برمته.
مستمعينا الكرام؛ مازلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يأتيكم من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
ويقول تعالى في الآية الثلاثين من سورة آل عمران المباركة؛
يوم تجد كل نفس.............. في العباد.
في هذه الآية عزيزي المستمع، إنذار وبيان للمؤمنين وكافة الناس من أن أعمالهم حاضرة في حضرة القدس الإلهي وإن الأعمال السيئة تتجسد بصورة مخيفة يوم الجزاء حتى أن الإنسان لا يود أن يغر منها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وتعلمنا هذه الآية أن الكثير من الأعمال التي يحبها الإنسان في الدنيا، يكرهها يوم القيامة، إذاً فما أجدر بالانسان أن يفكر في مستقبله أن لا يقدم على عمل إلا بعد أن يتأكد من عاقبته على أن التحذير الإلهي إنما يطرق آذاننا لأن الله تعالى رؤوف بعباده، رحيم، يريد لهم الخير في الدارين.
ويقول تعالى في الآيتين الحادية والثلاثين والثانية والثلاثين من سورة آل عمران؛
قل إن كنتم................... لا يحب الكافرين.
أعزائي المستمعين؛ إن الدعاءات التي لا مضمون فيها، هي من آفات الدين حيث نلاحظ أن بعضا ممن يدعون الدين لا يأتون بفرائضه وواجباته، إنهم يهربون من تكاليف الشرع الأنور بذرائع عديدة، منها أن الإيمان هو في القلب ويكفي أن يعمر الإنسان قلبه بحب الله تعالى وأن الاعمال الدينية كالصلاة والصوم وغيرها فيها رياء للناس، هكذا هؤلاء يقولون وقولهم ليس بقول الحق.
فالإيمان بالقلب لابد أن يكون مقرونا بعمل الجوارح حيث يقول تعالى:
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
إن حب الله تعالى لنا ورحمته بنا مرهونان بطاعته تعالى شأنه، ومن طاعة الله، طاعة رسول الله (ص) وليس قول النبي (ص) وحده حجة، بل إنه سننه (ص) تشمل إضافة الى قوله، فعله وتقريره وإن في رسول الله أسوة حسنة حيث يقول تعالى: (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) لأنه عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
نسأل الله تعالى أن يغمر قلوبنا بحب المؤمنين ويجعلنا الى أعمالنا ناظرين ولرسول الله وآله المطيعين إنه خير ناصر ومعين.
مستمعينا الكرام من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، قدمت لحضراتكم برنامج نهج الحياة، حتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم.